عشرات السنوات مرت على وجود سوق طوخ بوسط المدينة، يتميز هذا السوق باستمراره طوال أيام الأسبوع، إلا أن يومه الرئيسى هو يوم الخميس من كل أسبوع، حيث يأتى إليه البائعون من كل حدب وصوب لعرض بضائعهم، إلا أن هذا السوق اشتهر كأقدم سوق لبيع حلويات اللحوم "الكوارع والكرشة والممبار ولحمة الرأس".
أجرى "انفراد" جولة ميدانية داخل أنحاء السوق، حيث استعرض الطلبات الخاصة بالبائعين المنتشرين بالسوق إلى جانب التعرف على سير عملهم اليومى وكيفية حصولهم على تلك الأجزاء من "الكوارع والكرشة ولحمة الرأس" لبيعها للمواطنين، ومراقبة الإدارات البيطرية المنتشرة بالمحافظة لهم للتأكد من مدى صحة وسلامة تلك الأجزاء حفاظا على أرواح المواطنين.
فى البداية قال صابر أبو يوسف، أحد بائعى "حلويات اللحوم" بسوق طوخ، إنه منذ صغره نشأ ووجد والده أحد البائعين بهذا السوق، ليستكمل هو مشوار والده، موضحا أنه يتواجد بالسوق منذ 45 عاما، ويعمل فى بيع "حلويات اللحوم" منذ صغره، ويحصل على تلك الأجزاء من مجزر مدينة طوخ هو وكل البائعين بالسوق، وبها ختم السلامة الصحية من الإدارة البيطرية بالمدينة، إلى جانب المتابعة الدورية من قبل الإدارة وحملات التموين بالمحافظة، قائلا: "مفيش حاجة وحشة بتتباع هنا، كل الحاجة اللى مع الناس كويسة جدا وعمر ما حد اشتكى".
وتابع: "غلاء أسعار اللحوم جعل الإقبال أفضل على حلويات اللحوم، لكنه بسيط فى نفس الوقت أيضا نظرا للارتفاع المحدود فى أسعارها، ولها زبونها الخاص، خاصة من الرجال لعملها شوربة، بالإضافة إلى أنها تقى من نزلات البرد وتساعد فى نشاط الدورة الدموية".
فيما قالت أم محمود، أقدم بائعة "حلويات لحوم" بسوق طوخ، إنها تتواجد فى السوق بشكل يومى منذ 50 عاما حتى اليوم، تذهب مرتين فى الأسبوع للحصول على تلك الأجزاء من السلخانة "مجزر طوخ" لبيعها للمواطنين، موضحة أن الإقبال لم يعد كما كان فى السابق، قائلة: "ممكن نقعد طول اليوم نبيع جوز كوارع وكام كيلو من المشكل وخلاص ونروح".
وطالبت "أم محمود"، بإنشاء باكيات لإيواء كل البائعين وتأجيرها من قبل مجلس المدينة للحفاظ على الحركة المرورية بالمنطقة، نظرا لأن كبار البائعين بالمنطقة وخاصة بائعى الخضار يسيطرون على أجزاء كبيرة حتى ولو لم يستفيدوا منها، وذلك لتحقيق الانضباط والحفاظ على مكان أمن لهؤلاء البائعين.
ومن ناحيته أكد محمد خيرى رئيس مدينة طوخ، أنه تم عمل دراسة أمنية بالتنسيق مع مديرية الأمن بالمحافظة، وبتوجيهات الدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية بسرعة نقل السوق من المنطقة، إلى منطقة أخرى يتم دراستها حاليا لإنشاء باكيات بها لإيواء كل البائعين، بعيدا عن وسط المدينة الذى يتسبب بشلل مرورى يوميا وخاصة يوم الخميس.
وأوضح أنه تم عقد لقاءات ميدانية مع البائعين تمهيدا لنقل السوق لغرب السكة الحديد، لتخفيف الأزمة المرورية بالمنطقة وحفاظا على أرواح المواطنين من نتائج المشادات التى تحدث وينتج عنها العديد من المصابين، مشيرا إلى أن فرق مجلس المدينة تنتهى قريبا من الإعداد النهائى للمكان الجديد وعلى الفور سيتم نقل السوق وتسكينه من قبل المجلس للبائعين.
ومن ناحيتها أكدت الدكتورة أمل العسيلى، مدير مديرية الطب البيطرى بالقليوبية، أنه يتم تنظيم حملات لمتابعة مدى سلامة "حلويات اللحوم" التى تقدم للمواطنين بالأسواق، مشيرة إلى أنه يتم التنسيق مع مجزر مدينة طوخ لمواجهة أية أجزاء غير سليمة يتم بيعها للمواطنين.