حكايات الباحثين عن الرزق الحلال والمكافحين لا تنتهى، يبحثون عن عمل ويسافرون خلفه آلاف الكيلو مترات، ومهما كان العائد المادى منه ترى الرضا يساندهم، فالرزق الحلال له طعم آخر لا يعرفه سوى من عاش بكرامته وأحلامه البسيطة ممتنا لله على نعمة الصبر.
صبيرة أحمد حسن عاملة نظافة 45 عاما من محافظة الشرقية مركز مشتول السوق، تجوب يوميا شوارع مدينة العاشر من رمضان كعاملة فى إحدى شركات النظافة، مرتدية زيها الأخضر وممسكة بمقشتها ويعلو وجهها ابتسامة رضا، وسكان المنطقة يلقون عليها التحية متسائلين عن أحوالها: "عاملة إيه يا أم عمرو"، فترد بابتسامتها المعهودة: "الحمد لله رضا".
وتروى "صبيرة" قصتها لـ "انفراد"، أنها بحثت عن عمل فى كل مكان، وعملت فى كثير من المهن حتى دلها بعض أبناء قريتها من مشتول السوق بالشرقية، أن هناك شركة نظافة تطلب عاملات وبالفعل قدمت ورقها وقبلت، وتتقاضى 500 جنيه شهريا، وتستيقظ كل صباح فى الخامسة فجرا تطمئن على زوجها وأبنائها الأربعة، ثم تذهب لاستقلال أتوبيس الشركة الذى يأتى بهم لمقر العمل الثامنة صباحا.
"صبيرة" لها نصيب من اسمها، وتقول: "ربنا يصبرنا فزوجى مريض ولا يقوى على العمل كثيرا، وعلاجه يكلفنا الكثير، وأنا أيضا مريضة بالسكر وأخذ أنسولين كثيرا، ربنا بيقوى على الشغل".
صبيرة زوجت ثلاث فتيات وجهزتهن بالدين وإيصالات الأمانة، لكن الرضا منحها من القوة أن تقسم الخمسمائة جنيه على كل التزاماتها من علاج وسكن وأكل وشرب، وتسد ما عليها قائلة: "براضى كل حد بحاجة"، وتحلم بأن يقضى الله ما عليها من ديون والتى تتجاوز 15 ألف جنيه أخذتهم بإيصالات تسددها شهريا.