صور.. الحاجة "إحسان" حكاية أم مثالية بالأقصر اختارتها "الشباب والرياضة" لتكريمها

أسست أول جمعية بالكرنك لتحفيظ القرآن وتعليم الأمور الدينية ومحو الأمية للسيدات زوجها كان يُحضر لها أمهات الكتب الدينية لتساعد أبنائها وسيدات المنطقة اختارت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الأقصر، الحاجة إحسان سالم بدوى فراج، من أبناء منطقة الكرنك بوسط المدينة، لتكون الأم المثالية لهذا العام، لدورها الكبير فى دعم أسرتها ومساندة أبنائها على مر السنين الماضية، وتم تكريمها من قيادات وزارة الشباب والرياضة فى مؤتمر حواء العرب وتقديم درع وشهادة لنجاحاتها خلال الفترة الماضية. وتعود قصة الحاجة إحسان سالم بدوى الأم المثالية بالأقصر، كما يرويها نجلها الدكتور هشام الراوى أحد أبرز قيادات مديرية الشئون الصحية بالأقصر، حيث يقول أنها نشأت فى بيت عز وكرم وسط أهل طيبين وبين زراعات والدها وأراضيه، وعاشت طفولة بائسة بسبب العادات والتقاليد فى الجنوب قديماً، ورفض والدها دخول المدرسة التى كانت حلم لها ولعدد كبير من الفتيات فى ذلك الوقت، ولم تتمتع بطفولتها كباقى أطفال المدينة وكانت تقوم بمساعدة والدها فى الزراعة برفقة والدتها وأشقائها منذ الصغر، وظلت عدة سنوات تشاهد الجميع حولها يتعلم القراءة والكتابة وهى لا تعلم عنهما شيئاً، وكانت تحلم بذلك لكى تتلو القرآن مع والدها الذين كان يمسك بالمصحف يومياً عقب نهاية عمله بالزراعة، وظلت تحلم بذلك الأمر حتى وصلت لعمر 15 سنة. ويضيف الدكتور هشام الراوى، أن الأم المثالية بالأقصر الحاجة إحسان سالم بدوى، ما أن وصلت لعمر 15 سنة حتى أبلغتها والدتها أن نجل خالتها يحبها ويريد الزواج منها وهى لا تفهم تلك الأمور لصغر سنها، وعلمت أن والدها وافق وحدد مع أسرة خالتها موعد الزفاف، ودخلت حياة جديدة وعالم الزواج الذى لا تعلم عنه كثيراً لقلة خبراتها العملية فى الحياة وتحملت مسئولية أسرة بالكامل من زوج وأطفال فى سن مبكر للغاية، وبعد عام واحد من الزواج أنجبت طفلتها الأولى "دعاء" ولم تكن أيضاً لديها الخبرات لتعتنى بمولود وهى فى الأساس فى سن الطفولة، وبعد أيام قليلة من الولادة دخلت طفلتها فى نوبة مرضية شديدة وجابت برفقة زوجها كافة أطباء الأقصر لعلاجها ولكن كل المحاولات بائت بالفشل وتوفيت الطفلة بعد أيام قليلة، وعقب وفاة طفلتها كانت الحاجة إحسان كلما تواجد أحد من أقاربها أو جيرانها تسمع سيل من الكلمات الصعبة بجهلها وعدم معرفتها كيفية تربية طفل وأنها المتسببة فى المرض للطفل لعدم قدرتها على حسن الرعاية، كل ذلك بجانب الآلم الشديد داخل نفسها لوفاة طفلتها وبعدها بفترة قليلة توفيت والدتها التى كانت تتمنى أن تكون سندا لها فى تلك الفترة. وأقدمت بعد ذلك الأم المثالية بالأقصر الحاجة إحسان سالم بدوى، ابنة منطقة الكرنك، على تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، وأكرمها الله بالذرية بطفلة و4 أولاد، وقررت التحرك نحو حلمها القديم وأوصت زوجها بتعليم أبنائها فى مدارس الأزهر الشريف، لكى تتعلم معهم القراءة والكتابة وأصول دينهم، وبدأت تعلم القراءة والكتابة مع أطفالها الذين كانوا فى المرحلة الإبتدائية، فذاكرت معهم وكأنها زميلة لهم بالمدرسة، ثم انتقلت فيما بعد لحفظ القرآن الكريم مع أطفالها حتى حفظت بنفسها أكثر من نصف القرآن الكريم بالتجويد، وفى شهر رمضان من كل عام كانت تدخل الحاجة إحسان فى تحدى مع زوجها فى ختم القرآن الكريم أكثر من مرة خلال الشهر المبارك. وتقول الحاجة إحسان سالم بدوى الأم المثالية لـ"انفراد"، أنها خلال فترة تعليم أبنائها وعندما تابع زوجها شغفها الشديد بحفظ القرآن والتعليم، ظل يجلب لها الكتب الفقهية والدينية وغيرها، وأسس لها مكتبة كبيرة فى منزلهم تضم أمهات الكتب الشهيرة، وكان يساعدها فى فهم الأمور التى تقف أمامها بسؤال رجال الدين بالمنطقة وفى أنحاء المحافظة، وأصبحت الأم المثالية ملاذ السيدات فى الأمور الدينية والفقهية وغيرها وتساعدهن فى المسائل التى يقع فيها الخلاف داخل منازلهم وأسرهم وحياتهن اليومية، واشتركت الحاجة إحسان مع إبنتها فى تأسيس أول جمعية خيرية فى بلدتها وأول حضانة للأطفال ودار لمحو الأمية وتعليم السيدات أمور دينهم، وذلك داخل الجمعية الخيرية بالكرنك. وخلال السنوات الماضية أصبح أسم الحاجة إحسان سالم بدوى، محفور فى قلوب جميع جيرانها وأبناء بلدتها، حتى باتت يضرب بها المثل فى الإصرار وتحدى المستحيل للتعلم وحفظ القرآن الكريم، كما كانت تساعد زوجها وأبنائها الأربعة فى التعلم والوصول لأعلى المراتب لرفع رأسها أمام الجميع، وكان والدها يقول لها دوماً: "أنا أهملت فى حقك ولكن لم تهملى فى حق أولادك"، وكان يتفاخر بإبنته أمام جميع أصدقائه وجيرانه وغيرهم من أبناء منطقة الكرنك، وحالياً أبنائها جميعهن يحتلون المناصب القيادية المميزة بمحافظة الأقصر، وأبناؤها هم كل من (وفاء ياسين الراوى حاصلة على لقب أصغر مديرة جمعية عام 2004 وتم تكريمها بالقاهرة - محمد ياسين الراوى حافظ القرآن الكريم مدير إدارة الأمن بمطار الاقصر الدولى - والراوى ياسين الراوى حافظ القرآن مدير مركز تحيا مصر لعلاج فيروس سى - ومحمود ياسين الراوى محاسب بمستشفى شفاء الأورمان - وحسن ياسين الراوى طالب ومبتهل دينى ).








الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;