صور.. أحمد عوض يتحدى الإعاقة بالفن ويعبر عن نفسه بالرسم على الخشب

"نفسى أكون فنانًا عالميًا وأشرف بلدى فى كل مكان".. بهذه الكلمات يمكن اختصار أمنيات وأحلام أحمد عوض، هذا الشاب المكافح من ذوى الاحتياجات الخاصة، الذى حاول بكل طاقته أن يعبر عن نفسه من خلال فنون "الأركيت والرسم على الخشب" وأن يلفت الانتباه إليه رغم عدم قدرته على الكلام والسمع . على بعد أمتار قليلة من مسجد الشيخ عطية أبو الريش بمدينة دمنهور بالبحيرة، تجده منهمكًا داخل ورشته المتواضعة لتصنيع لوحة فنية فائقة الجمال، متحديًا بعزيمته كل العقبات التى تواجهه من أجل تحقيق أحلامه. ويروى الشاعر عوض سلطان، والد الفنان الشاب، قصة نبوغ نجله وتحديه لإعاقته، قائلاً: "أصيب ابنى بضمور فى عصب السمع والكلام منذ ولادته فى نهاية التسعينيات، ورغم ذلك لم نفقد الأمل فى مساعدته لإكمال تعليمه فى مدارس الصم والبكم ليشق طريقه بنفسه". وأضاف الوالد: "لاحظت عشق أحمد للرسم بصورة كبيرة منذ صغره، فحاولت دعمه وتنمية مواهبه بكل قوة وألحقته بقسم الزخرفة والنجارة بمدرسة الصم والبكم بدمنهور"، مشيرًا إلى أنه اقتطع جزءًا من منزله ليقيم لابنه ورشة للنجارة لتكون مشروعًا لمستقبله وحافزًا لتطوير مهارته. ويلتقط الحديث الفنان الشاب بنفسه عن طريق لغة الإشارة وبترجمة من والده قائلا: "أغلب أصحابى وأنا صغير كانوا يسخرون منى علشان مبعرفش أتكلم ولا أسمع، فصممت أن أكون مشهورًا وأحسن من كل الأصحاء". وتابع "أحمد": "اجتهدت بكل قوة فى مهنتى ودعمت موهبتى فى الرسم والكتابة على الخشب، حتى وصلت لدرجة الاحتراف، وبدأ يطلب منى أعمال كثيرة، وشاركت فى كل المعارض الفنية بالمحافظة، خاصة بمركز الإبداع بدمنهور، كما كرمتنى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة وأشادت بأعمالى الفنية". وأوضح الشاب أحمد عوض، أن أشهر أعماله الفنية هى صور المشاهير والقادة مثل الشيخ الشعراوى، وكذلك اللوحات الإسلامية وفنون الخط العربى، بالإضافة إلى تصميم العرائس المتحركة. وطالب "عوض"، الدولة بالاهتمام أكثر بالشباب من ذوى الإعاقة وتنفيذ القانون بتعيينهم فى الوظائف الحكومية والخاصة وكذلك الاهتمام بمدارس المعاقين خاصة مدارس الصم والبكم، وذلك لوجود مواهب مبهرة يمكن الاستفادة منها فى المجتمع. وعن أهم أمنياته قال الفنان الشاب أحمد عوض، إن حلمه الوحيد أن يكمل دراسته فى مجال الفنون ويمثل مصر فى المعارض الفنية العالمية.