لكل إنسان حاجات طبيعية كأي كائن حي تحتاج إلى تلبيتها منها تلبية الحاجة للإخراج؛ لذا فمن غير المنطقي رفض تلبية نداء الطبيعة كونه حاجة لا إرادية، لكن ما حدث مع طالبة كلية الآداب بجامعة المنصورة كان مختلفا ومخزيا، وذلك بعد تعرضها لموقف محرج نتيجة تبولها لا إراديا داخل لجنة الامتحان، بعد إصرار رئيس اللجنة على عدم السماح لها بالذهاب للحمام، رغم إلحاحها عليه في الطلب؛ لذا تحاورت انفراد مع الطالبة (م. ع. ف) المقيمة بمركزشربين للتعرف على تفاصيل الموقف من صاحبة الشأن، لتروي لنا تفاصيل حكايتها عبر السطور المقبلة.
ما اسمك وفي أي فرقة تدرسين؟
أنا "م.ع. ف" طالبة بالقسم اليوناني واللاتيني في الفرقة الثالثة بكلية الآداب بجامعة المنصورة.
احكي لنا ما حدث معك داخل لجنة الإمتحان؟
بعد دخولي للجنة الامتحان بقليل شعرت بألم ومغص شديد في بطني، فطلبت من المراقبة دخول الحمام فورا، وبالفعل تحدثت مع الدكتور (ش. ب) مدرس بقسم الصحافة والإعلام، وأخبرته برغبتي في دخول الحمام، لكنه رفض بشدة، وقال: "مش مسموح بدخول الحمام أنك لو دخلتي كله هيطلب زيك، وهتبقى سويقة"، وانصرف.
هل حاولتي طلب مرافقة إحدى المراقبات لكي وتفتيشك لطمأنة الدكتور وإنقاذ الموقف؟
أنا طلبت ذلك بالفعل فبعد حوالي ساعة طلبت الذهاب للحمام مرة أخرى لأنني كنت متعبة جدا جدا، ولم أعد أحتمل الصبر أكثر من ذلك، فرفض مرة أخرى، واقترحت عليه تفتيشي قبل دخول الحمام للإطمئنان، لكنه تعنت وصمم على الرفض، ولم يستجب للإلحاحي وكل مطالباتي.
هل طلبتي من أي شخص آخر داخل اللجنة مساعدتك؟
نعم تحدثت مع المراقبة وكانت متأكدة أنني متعبة ولدي حاجة ملحة للحمام بالفعل، وطلبت مني إنجاز إجابة الإمتحان بسرعة، لتسليم الورقة والذهاب للحمام، لأن الدكتور"ش.ب"مصر على عدم السماح لي بالذهاب للحمام.
ماذا فعلت بعد ذلك؟
سكتت، وحاولت التحمل لاستكمال الامتحان، لكن بعدها بحوالي نص ساعة تبولت لا إراديا بول وبراز داخل اللجنة رغما عني، وتسرب البول لسلالم المدرج، أسفل مني حتى نهايته، في مشهد صعب، وكنت في حالة تعب شديدة، وبقيت لساعة منهارة وأبكي بحرقة بكاء شديدا حتى آخر نهاية وقت الامتحان.
ما موقف زملائك مما حدث؟
للأسف انتبه كل زملائي لانهياري وبكائي الشديد، وتصوروا أن كل ذلك بسبب آلآم الدورة الشهرية، والبعض الآخر اعتقد أن لدي ظرف عائلي سيئ.
ماذا كان رد فعل المراقبة بعد ما رأت ما جرى لكي داخل اللجنة؟
بعد أن رأت المراقبة ما جرى لي وحالة التبول اللا إردي داخل اللجنة، قالت لى: (بالله عليكي ماتدعيش عليا، أنا قولتله كذا مرة وهو رفض، أنا مش عارفة أعملك إيه طبعا).
كيف تصرفتي للخروج من الموقف؟
بقيت أنا في مكاني في المدرج محرجة وخجلانة جدا حتى من الإنصراف بهذا المنظر المخزي، وحاولت زميلاتي مساعدتي وأحضروا لي جاكت طويل لمداراة الوضع، لكنني رفضت ارتداءه حتى لا أوذي مشاعرهم باتساخه، وأخذتني زميلتى مريم لتساعدنى في الدخول للحمام.
كيف كان رد فعل الدكتور معك بعد هذا الموقف؟
قبل أن أنصرف من المدرج رأيت الدكتور "ش.ب" بجواري أثناء جمعه لأوراق الإجابة من الطلاب، وقد علم بما حدث معي من المراقبة التي حكت له الموقف بسبب رفضه، وقلت له: (أنا عمري ما هسامحك على إللي إنت عملته فيا النهاردة، راح رد عليا بكل برود وقالي: براحتك دي حاجة ترجعلك أنا معرفش ظروفك)، فرد زملائي عليه: (حرام عليك دي فضلت تتحايل عليك كتير كذا مرة طول اللجنة).
هل كنتي الطالبة الوحيدة التي رفض رئيس اللجنة خروجها؟
للأسف عرفت أنه سمح لطلاب غيري بالخروج للحمام؛ الأمر الذي أثار دهشتي من تعنته وإصراره على الرفض معي أنا بالذات دون أي مبرر واضح.
ما الإجراء الذي اتخذتيه حيال الواقعة؟
أخي كريم يعمل محاميا؛ وعندما أخبرته بما حدث أخذني و توجه معي لقسم أول المنصورة، وحررت محضرا بالواقعة برقم 5513 لسنة 2019، إدارى قسم أول المنصورة، ولم نكتف بذلك، وقدمنا شكوى للدكتور أشرف عبد الباسط، رئيس جامعة المنصورة، وأخرى للدكتور محمود الجعيدي، وكيل كلية الآداب تضمنت تفاصيل الواقعة وطالبنا فيها بأخذ حقي واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد رئيس اللجنة الدكتور "ش. ب".
هل قابلت الدكتور مرة أخرى بعد هذا الموقف؟
نعم رأيت الدكتور (ش.ب) في الإمتحان التالي ورآني، وكان عصبيا، حتى أن أسلوبه وتر الطلبة داخل اللجنة بنفس الأسلوب والطريقة التي تعامل بها في اللجنة السابقة، حتى أن زملائي تعجبوا من طريقته خصوصا بعد ما حدث معي بسببه.
ما هو موقف المحيطين بك؟
الجميع متضامن معي ويقدم الدعم لي، وأخي وزوجي يدعمونني لأخذ حقي.
ما هي النتائج الصحية المترتبة على ما حدث معك؟
بعد الموقف المحرج الصعب الذي تعرضت له أشعر أنني مدمرة نفسيا وجسديا، ولدي متاعب صحية منذ ولادتي القيصرية التي كانت منذ 4 شهور فقط، وأعاني من آلام شديدة في ظهري حتى أنني لا أستطيع حمل ابني على كتفي بسبب آلآم ظهري، وتزايدت آلآمي بسبب احتباس البول داخل اللجنة لساعتين متواصلتين.
وكل ما بفتكر إللي حصل ببكي، وحاسة إني اتهنت وكرامتى في الأرض وعينى مكسورة قدام زمايلى وقرايبي ومش عارفة أواجههم تاني.
ما هو موقف جامعة المنصورة مما حدث؟
عرفت أنه أحيل للتحقيق، وتم استبعاده من استكمال أعمال المراقبة والكنترول على أعمال الامتحانات بالفصل الدراسي الثاني بعد ما حدث معي، وتقدمي بشكاوى ضده.
هل حاول أحد التدخل في محاولات للصلح بينك وبين الدكتور؟
نعم هناك محاولات للصلح، وأنا أرفضها بعد تعرضي لهذا الموقف الصعب الذي لن أنساه طيلة حياتي، خصوصا أنه ترك لي جرحا وآثارا اجتماعية وآلآما نفسية وجسدية عميقة، لا أعلم متى أستطيع التخلص منها.
بما تطالبين ؟
أنا أريد أن آخذ حقي منه، ويجب حل هذا الموضوع، فأنا لا أرضي لأي من زملائي التعرض لمثل هذا الموقف في أي وقت أو أي مكان سواء داخل جامعة المنصورة أو خارجها، فمن حق أي طالب دخول الحمام في أي وقت أثناء الامتحان ولا يجوز منعه، ويجب اتخاذ الضمانات اللازمة لحفظ حقوق وكرامة الطالب أثناء آداء الامتحانات داخل اللجان.