أكد أحمد العبادى، الأمين العام للرابطة المحمدية بالمغرب، أن التطرف الدينى صناعة لها أربعة أعمدة تقوم عليها وتروج لها التنظيمات الإرهابية، أولها هو حلم الوحدة الذى مازال يتلجلج فى الأمة العربية منذ سقوط الخلافة العثمانية، كما لوكانت هى العلاج الشافى لكل مشاكل الوطن العربى، والثانى هو حلم الكرامة، أما الحلم الثالث فهو حلم التدين والصفاء وهو ما يدعو له تنظيم داعش، ثم الحلم الأخير وهو الخلاص، كما يصف نفسه تنظيم داعش الفرقة الناجية وفرقة الخلاص.
وشدد "العبادى"، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية"، الذى يعقد فى الفترة من 3 إلى 5 يناير 2016 بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة 18 دولة عربية تضم خبراء فى مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، على أن المعركة الأساسية هى معركة النص، من التأويل للآيات القرآنية ذات العوار الكبير، وما ينتج عنه من تحريف.
من جانبه أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة تحرص على إقامة المؤتمر للعام الثانى على التوالى، نظرا لأهمية القضية التى تواجة العالم العربى حاليا، مشيرا إلى أن المسلمين يواجهون محنة وهى معركة كل العرب مسيحيين ومسلمين للدفاع عن الوطن العربى ضد التطرف، موضحا أن الإسلام دين الوسطية، وأن الجميع فى نظر الإسلام سواسية ويوفر للجميع الحق فى التعايش دون تمييز مع احترام الكرامة الإنسانية، وكذلك الحفاظ على كرامة غير المسلمين ومراعاة مشاعرهم.
وأشار "سراج الدين" إلى التطرف والغلو فى التدين رفضة علماء المسلمين قديما وحديثا، مطالبا بخطاب دينى معاصر يتصف بالابتعاد على التخويف فلا تبنى الثقافات على الوعيد، كما أن الخطاب الدينى المتطرف يتبنى التضييق فى المباح، فى حين أن صحيح الدين يتضمن الدفاع عن الحريات الفردية، مطالبا المفكرين والمثقفين بالمشاركة فى مواجهة هذا الفكر المتطرف من خلال موضوعات المؤتمر التى يناقشها على مدار 3 أيام.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية أن الفكر لا يواجه إلا بفكر مثله، وأنه لا مجال لأحادية الرأى، فهى وقود التطرف، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وضع المؤتمر تحت رعايته، وطالب بوضع برنامج خاص لمواجهة التطرف بالتنسيق مع المؤسسات الدينية فى مصر والوطن العربى.