أهالى أسواق السيل بأسوان عن عشوائية الباعة الجائلين: وصلوا شريط القطر

"سمك لبن تمر هندى" جملة اشتهرت بين ألسنة المصريين تصف حالة العشوائية والفوضى فى مكان ما، وفى محافظة أسوان وتحديداً شرق مدينة أسوان يوجد ما يسمى بـ"أسواق السيل"، التى تشهد زحاماً شديداً وعشوائية كبيرة خلقها الباعة الجائلون وأصحاب المحلات داخل السوق الذى امتد حتى وصل لشريط السكة الحديد. وتسعي الدولة جاهدة للتصدي لظاهرة العشوائية والأسواق غير المقننة ومواجهتها للقضاء عليها بكافة المحافظات، وذلك بتشديد الرقابة من الأجهزة والجهات المعنية لمنع إقامة الأسواق العشوائية، وعدم ترك الأمور دون رقابة أو ضوابط، ومحافظة أسوان كغيرها من المحافظات تضرب العشوائية والفوضى عددا من مناطقها، وخاصة منطقة السيل الجديد بمدينة أسوان والتى تكتظ بالزحام طوال فترات النهار والليل، بسبب هذه الأسواق والباعة ومركبات التوك توك والسيارات. محمود جاد، من أهالى أسوان، أكد لـ"انفراد"، أن منطقة السيل بأسواقها تعد بؤرة عشوائية كبيرة تجمع أعدادا كبيرة من الباعة الجائلين وأصحاب المحال التجارية المتعدية على حرم الطريق، حتى وصلوا إلى شريط السكة الحديد بالقرب من محطة السيل القديمة، وشهدت هذه المنطقة حوادث متكررة بسبب زحام الباعة الجائلين بالقرب من السكة الحديد، وحجب الرؤية عن المارة، بخلاف الفوضى المرورية بهذه المنطقة بسبب انتشار مركبات التوك توك والسيارات الأجرة، علاوة على وجود مواقف للسيارات الأجرة بهذه المنطقة وهو المعروف باسم "موقف السيل" بجانب "موقف الحكروب" و"كيما" وغيرها، مطالباً بضرورة وجود رقابة حقيقية على هذه العشوائية التى تجدد باستمرار، وتعيد نشاطها بسرعة عقب تنظيم المسئولين بحملات إزالة للإشغالات على الأسواق. وتابع محمد السيد، من الأهالى لـ"انفراد"، أن كثيرا من محلات الجزارة والدواجن بأسواق السيل تخالف الشروط وتصرف مخلفات الذبح فى الشوارع، ما يضر بصحة الإنسان أولاً، علاوة على الأضرار الأخرى المتعلقة بسد شبكات الصرف الصحى، لافتاً إلى أن محلات الدواجن والجزارة من الممكن أن توضع لها منظومة للتخلص من نفاياتها بشكل سليم، حيث تضر المخلفات العشوائية بالمواطنين وتنشر الروائح الكريهة وتسبب تلوث بيئى كبير وتتسبب فى تجمع الكلاب والقطط الضالة وتسيئ للمنظر السياحى لأسوان. اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أكد أنه خلال جولته التفقدية التى أجراها مؤخراً وضع يده على عدد منالمشاكل التي يعاني منها المواطن الأسواني مما استدعى اتخاذ عدد من الإجراءات والقرارات الصارمة للتصدي لهذه الفوضى، ومنها إعداد تصميم وتصور لتحويل سوق السيل إلى سوق حضارى، من خلال إنشاء بوابات ومشايات أرضية مع منع دخول عربات التوكتوك والتروسيكل لتأمين حركة المشاة، وهو الذى يتطلب حصر شامل للمحلات وأنماط التعاقدات معها، علاوة على حصر الباعة الجائلين بكل نزاهه وشفافية. وأضاف محافظ أسوان، أنه قرر وقف المزاد العلنى على بايكات ومحلات السويقات الجديدة بالسيل وطريق السماد بإجمالى 141 بايكة وطرحها بنظام الإيجار وبتعاقد مؤقت لمدة 3 سنوات ويجدد بزيادة 10 % من الإيجار الشهرى والذى سيصل إلى 400 جنيها، كما سيتم تنويع الأنشطة داخل هذه السويقات لتشمل بيع الفاكهة والخضروات واللحوم والدواجن والأسماك وكافة السلع الغذائية والاستهلاكية للقضاء نهائياً على العشوائية والإشغالات من الباعة الجائلين. وأشار إلى أنه أمر قائد شرطة المرور برفع كافة السيارات والمركبات المركونة سواء المعطلة أو المكهنة وغير مستخدمة على جانبى الأرصفة فى جميع شوارع المدينة وتحويلها إلى مقبرة المرور بالشلال، وذلك لتفريغ المدينة من جميع أسباب التلوث والتشويه البصرى، مشدداً على رئيس شركة النظافة الجديدة بالإسراع فى استكمال المعدات والمستلزمات وعمال النظافة حتى بداية الشهر المقبل لتغطى الشركة كل شبر داخل مدينة أسوان وهو الذى يتوازى مع تكثيف ورديات رفع القمامة وغسيل الأرصفة ودهان البلدورات، بالإضافة إلى تركيب نموذج موحد لسلات القمامة، مع إلزام الشركات المؤجرة للمراسى السياحية وأيضاً البواخر السياحية بتسليم مخلفاتها إلى الشركة مباشرة وإلا سيتم تطبيق غرامة مالية تبدأ بألفى جنيه ثم يتم مضاعفتها فى حالة تكرار المخالفة. وقال اللواء عطية، إنه سيتم التنسيق مع الوزراء المختصين من أجل تنفيذ مشروعات تطوير تهدف إلى فتح محاور جديدة من أبرزها إنشاء كوبرى علوى للمشاة أعلى مزلقان السيل الجديد لتأمين المواطنين من حوادث القطارات وتسهيل الحركة المرورية فى هذه المنطقة المزدحمة، بجانب تغطية 300 متراً من مخر السيل خلف معسكر الأمن المركزى لتوسعة الطريق المؤدى لمطلع حى الصداقة الجديد. ومن جانبها، أكدت الدكتورة عبير الشامى مدير إدارة الوقاية بمديرية الطب البيطرى بأسوان لـ"انفراد"، أنه تم مخاطبة رؤساء الوحدات المحلية فى مراكز أسوان ودراو وكوم أمبو ونصر النوبة وإدفو، لرفع المخلفات من الأسواق بعد نهاية السوق حتى يتمكنوا من تطهير الأسواق، وذلك ضمن خطة خفض الحمل الفيروسى، وكذلك مشاركة الطب البيطرى فى التخلص الصحى الآمن من الطيور النافقة، وكذلك رفع المخلفات من الريش ونقلها إلى المدفن الصحى.