بالفيديو.. رئيس جمعية تاريخ الإسماعيلية يطالب بالحفاظ على تراث المدينة

اليوم 28 أبريل 2016 يكون مر على تأسيس مدينة الإسماعيلية 154 عاما، حيث تأسست فى مثل هذا اليوم من عام 1862، تلك المدينة التى ولدت مع افتتاح قناة السويس.

المدينة التى وضع حجر الأساس لها الخديوى إسماعيل كانت مقرا دائما لشركة قناة السويس العالمية قبل تأميمها من قبل الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وشهدت الإسماعيلية مثلها مثل معظم مدن القناة كل الحروب التى خاضتها مصر فى العصر الحديث ضد غطرسة المحتل الإنجليزى والإسرائيلى، وتم تهجير أهل مدن القناة فى أيام حرب الاستنزاف بعد هزيمة يونيو 67.

وبعد انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، عاد المهجرون إلى منازلهم، وبدأت الحياة تدخل مرة أخرى إلى بيوت ودروب البسطاء فى هذه المدينة التى مثل ما كانت شاهدا على المعارك والانتصارات، شهدت توقيع كامب ديفيد، وهى معاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكا فى جزيرة الفرسان على ضفاف قناة السويس، وبدأ عهد آخر فى حياة المدينة، فسارعت فى دخول حقل الانفتاح الاقتصادى والاجتماعى، للتحول إلى مدينة أسمنتية، وفقدت جزءا مهما من تاريخها المقاوم، ليخرج لنا جيل بل أجيال كاملة لاتعرف من مدينة الإسماعيلية سوى اسمها فقط.

الجمعية التاريخية بالإسماعيلية انفراد التقت بأحد المهتمين بتاريخ المدينة حسين عبد الهادى عليان الشريف، معاشات هيئة قناة السويس مقيم بمدينة الإسماعيلية، ويترأس الجمعية التاريخية للإسماعيلية بنادى الرواد، وهو أحد الجمعيات الأهلية التابعة للشئون الاجتماعية، ومازال الشريف يبحث ويوثق كل ما تقع عليه يديه من تواريخ، وأحداث ربما يأتى يوما، وتعرف الأجيال الجديدة حقيقة مدينة على ضفاف قناة السويس اسمها الإسماعيلية.

ويقول حسين الشريف رئيس جمعية تاريخ الإسماعيلية إنة فى عام 1862 بعد انتهاء المهندس الفرنسى جومارد – المسئول عن تخطيط مدينة الإسماعيلية - من أعمال التخطيط للمدينة التى كان أغلب سكانها من الأجانب، تم الإعلان فى احتفالية كبيرة أقيمت بالمدينة التى تحتضن مقر إدارة قناة السويس، وتسمية الشوارع المخططة والتى زينت بالأشجار على جانبيها، وأطلق على الشارع الرئيسى، والذى يقع به مركز إدارة شركة القناة الأجنبية، اسم شارع ريتشارد قلب الأسد.

لكن الاسم الذى أطلق على الشارع لم يستمر طويلا، وفى عهد الخديوى إسماعيل أطلق عليه اسم شارع " محمد على"، وهو الاسم الذى لا يزال يحفظه أهالى الإسماعيلية حتى اليوم، رغم تعاقب المسميات عليه بعد ذلك".

أول خط ترام وأضاف حسين الشريف: أقيم فى هذا الشارع أول خط ترام فى تاريخ مدينة الإسماعيلية فى 28 مارس عام 1888، يبدأ من أول كوبرى سالا، وينتهى عند قصر الخديوى إسماعيل.

وأقيم فى الشارع مركز إدارة قناة السويس الأجنبية فى مبنى تراثى ضخم طل على الشارع بوجهته المزينة بأبنية حملت العمارة الفرنسية والعثمانية، كما أقيم على مقربة من المبنى قصر المهندس الفرنسى فريدناند ديلسبس، وكان أول بناية سكنية أقيمت فى مدينة الإسماعيلية فى 27أبريل 1862، وأقيم فى نهاية الشارع قصر الخديوى إسماعيل سنة 1868.

معركة الشرطة وتابع الشريف: شهد " شارع محمد على" طوال قرنيين ماضيين وعقود مضت أحداثا مهمة ومعارك عنيفة مسجلة فى تاريخ مصر المعاصر، ففى 25 يناير 1952 شهد الشارع معركة الشرطة الشهيرة التى وقعت بين قوات بلوك النظام –البوليس المصرى – وبين قوات الاحتلال الإنجليزى أمام قسم البساتين، وشهدت المعركة والتى تتخذ الشرطة المصرية من موعدها عيدا لها –استبسالا من جانب قوات الشرطة رغم أسلحتهم البدائية المستخدمة وقتها، وخضب الشارع بدماء 56 شرطيا مصريا.

واقعة عربة البرتقال كما شهد الشارع واقعة "عربة البرتقال" والتى وقعت أمام كوبرى سالا الشهير، التى نفذت فيها المقاومة الشعبية أعمالا فدائية ضد جنود الاحتلال.

وفى العقد الماضى شهد الشارع فعاليات مهرجانات دولية احتضنتها الإسماعيلية، واحتفالات شعبية كانت تجوب الشارع الذى يشهد إقبالا جماهيريا واسعا، ويقع بالشارع حاليا مديرية أمن الإسماعيلية ومبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية القديم.

كما يوجد بالشارع نادى ضباط الشرطة، ومبنى مجلس محلى المحافظة، كما يوجد بالشارع مبنى إدارة قناة السويس القديم، والذى استمر لعقدين ماضيين تحت تصرف الحزب الوطنى المنحل أثناء حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وعاد المبنى لقناة السويس مرة أخرى عقب ثورة يناير.

وآخر الأحداث التى شهدها شارع محمد على يوم جمعة الغضب فى 28 يناير 2011، حيث امتلأ الشارع عن آخره، وشهد حرق مقر أمن الدولة فى بداية طريق البلاجات وكوبرى شارع محمد على نيجرللى.

تابع الشريف: المهندس الفرنسى (نيجرللى) هو أول من رسم خريطة لقناة السويس عام 1858، ثم جاء ديلسبس وحصل على الخرائط من أرملة (نيجرللى)، ويقال إن ديلسبس أخذ الخرائط بعد منح أرملة نيجرللى مبلغا ماليا 20 فلورين.

ميدان شامبليون وأنشأ المهندس (جومارد) أول ميدان بالإسماعيلية وهو ميدان شامبليون وكان أسمة الأميرة فريال وانشأ أيضا ميدان مصطفى كامل وكان أسمة توفيق باشا والميدانين على هيئة علم بريطانيا وأول مكان إقامة كان فيلا ديلسبس فى شارع الإمبراطورة أوجينا وهو شارع عرابي حاليا والذي ينتهي بميدان عرابى أمام محطة السكة الحديد كما أسس شارع نيجرللى أمام كوبري سالا زواج ديلسبس وشهدت الإسماعيلية إنشاء أول كنيسة وهى الكنيسة الفرنساوي وكان أمسها "سان فرنسانو دى سالا" وأقيم أول قداس عام 1862 وتم فيها توثيق عقد زواج فردياند ديلسبس وكان عمرة 60 عاما، وتزوج من فتاة هولندية تدعى "الين دوتار" 20 سنة، وعارضة ابنه شارل على هذه الزيجة، وأنجب منها 12 ، ستة أولاد و6 بنات، وآخر أحفاده اسمها "مدام إسماعيلية"، ولدت بالإسماعيلية، وتتحدث العربية وتعيش فى فرنسا حتى الآن وعمرها 89 عاما.

توثيق تاريخ الإسماعيلية وطالب حسين الشريف بضرورة توثيق تاريخ مدينة الإسماعيلية، من خلال عدد من المؤرخين الذين يملكون وثائق عن تاريخ نشأة المدينة، وتنظيم ندوات للتوعية وشرح هذا التاريخ للأجيال الجديدة حتى لانفقد جزءا مهما من تراثنا، والحفاظ على التراث المعمارى الموجود داخل المدينة، بحيث لايتم هدم أى مكان تاريخى، ويتم التعامل معه على أنة أثر تاريخى لأن هناك عدد لابأس بة من الفيلات التاريخية تم هدمها وأقيمت مكانها أبراج وعمارات أسمنتية.

فيديو الشريف يكشف النقاب عن تاريخ الاسماعيلية
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;