قال الدكتور محمد عبد الفضيل، باحث فى الأديان المقارنة بجامعة الازهر، إن مواجهة التطرف لن تحدث إلا بمحاولة صناعة واقع جديد وتغيير الواقع الحالى الأليم الذى يسيطر عليه التخلف بكل المستويات، وطالب بتعاون كل المبادرات من جميع الجهات لتحقيق ذلك، مشددا على ضرورة الاعتماد على عدة مبادئ هامة فى تحقيق ذلك، أولها مبدأ نقد الذات، والاعتراف بالتقصير فى إيجاد الحل حتى الآن، والمبدأ الثانى الاستفادة القصوى من طاقات الشباب الفاعل والوسطى المعتدل لتغيير الواقع، أما المبدأ الثالث فهو الشراكة والتعاون فى التنفيذ والحوار الفاعل.
جاء ذلك خلال جلسة "مبادرات الشركاء فى الدول العربية لمواجهة التطرف" برئاسة خالد زيادة السفير اللبنانى السابق، من مؤتمر "صناعة التطرف: قراءة فى تدابير المواجهة الفكرية، الذى يعقد فى الفترة من 3 إلى 5 يناير 2016 بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة من 18 دولة عربية تضم خبراء فى مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية.
وأكد "عبد الفضيل" على أن الأزهر الشريف، قد أنشأ المرصد الذى يعمل به 70 فردا يجيدون عدة لغات ويقوم المرصد يوميا بمتابعة ما يصدر عن المنظمات الإسلامية والإرهابية فى العالم بلغاتها، ويقدم شهريا تقارير هامة، وإن المرصد ترجم إلى الآن 12 مجلة إنجليزية و 3 فرنسية 2 باللغة السواحيلية صدرت عن تنظيم داعش لاستقطاب الشباب، ورصد تزايد عدد المهاجرين من ألمانيا وحدها من 70 إلى 270 شابا للانضمام إلى تنظيم داعش خلال عام واحد، وهى ظاهرة تستحق الدراسة للتأثير المتزايد للتنظيم الإرهابى وقدرته على استقطاب الشباب.
وأشار إلى أن الأزهر أيضا ينظم دورات تدريبية لشباب من كافة الأديان والطوائف للتدريب على نشر جمل قصيرة على صفحات التواصل الاجتماعى يخدم الحوار المسيحى الإسلامى، ونظم الأزهر قوافل السلام الدولية وانتقل إلى 10 دول أوروبية وإفريقية وأمريكا لنشر السلام والاعتدال واحتواء الشباب بالتنسيق مع مؤسسات دينية مسيحية ومؤسسات أكاديمية ودينية إسلامية بتلك الدول، كما أشار إلى أن الأزهر والكنيسة يعملان معا فى مشروع بيت العائلة المصرية، والذى شمل تدريب أكثر من 200 شيخ وقسيس على مفاهيم قبول الآخر والعيش المشترك.
وفى إطار الحوار الإسلامى – المسيحى احتوت مؤسسة الأزهر والكنيسة الإنجيليكة حوار استمر 7 ساعات وصدر عنه بيان ختامى.
وتقدم بمبادرة بتفعيل فكرة المرصد دوليا ، كمرصد فكرى علمى وتحويل الأمور الشرعية التى يثير ها التنيظيم الإرهابى إلى لجنة شرعية ثم إعادة نشرها للتواصل مع الشباب، وذلك للوصول لأى قاعدة بيانات ينطلق منها برامج احتواء الشباب دوليا.