مشهد يؤكد أن أصحابه يحملون قلوبًا متمسكة بأمل وإشراقة جديدة فى الغد، لا تحمل همًا طالما الأمور تجرى بمقادير من الله، ووجوه حولت التعب وآلام السنوات إلى لحظات بهجة سُجلت لتكن عبرة لسليم البدن.
قرر عدد من مرضى الغسيل الكلوى بمستشفى نقادة جنوب محافظة قنا، تغيير الروتين اليومى عند انتهاء جلسات الغسيل الشاقة، ورسموا الفرحة بأنفسهم دون انتظارها من أحد، فجهزوا لجلسة مديح وحلقة ذكر بطابع فكاهى صورها أحدهم وتفاعل معها العاملون بالمستشفى والمطلعون عليها، ليضرب هؤلاء مثالًا فى كيفية خلق الأمل والتمسك بالحياة.
"أنا بحب الضحك والهزار ومش بحب الزعل والنكد".. بهذه الكلمات بدأ شاذلى عبد الحافظ محمد، 50 عامًا، حديثه عن حبه للحياة والضحك بديلًا عن الزعل والحزن الذى محاه من قاموس حياته، رغم ما يمر به من صعوبات وعقبات تجعل أمثاله يبكون بحورًا من الدموع، قائلًا: عُرف عنى فى قسم الغسيل الكلوى أنى فكاهى لا أحب الحزن وهذا يعرفه الجميع من الطاقم الطبى والعاملين فليس هناك ما يستحق الحزن والتعب، ومن هنا وردت إلى ذهنى إقامة فقرة ترفيهية للمديح والذكر بمشاركة عدد من مرضى الغسيل بالقسم الذين لم يترددوا فى رسم البهجة على وجوههم والخروج مما يعانون منه.
وقال محمد، إنه كان يعمل فى مجال السياحة لأكثر من 30 عامًا حيث بدأ مشواره بغسل الأطباق والعمل فى أماكن صغيرة ثم تم تصعيده للعمل شيفًا للمأكولات يترأس عددا من المطاعم، وأثناء عمله أصيب بمرض الفشل الكلوى الذى جعله يمكث فى المنزل لأكثر من 8 سنوات وتبدأ رحلة العلاج والغسيل الكلوى بقسم المستشفى، وتقاضى بعد خروجه مبلغ 300 جنيه كمرتب شهرى زاد بنسبة ضئيلة لا تساعده على إكمال مشوار الحياة.
ومن جانبه قال هشام جلال، مسئول مركز المعلومات بالمستشفي، إن الهدف من الفقرة الترفيهية التى قام بها عدد من مرضى الغسيل الكلوى هو توصيل رسالة للمجتمع لكى يعرف من خلالها أن هؤلاء المرضى يريدون أن يرسموا بسمتهم بأيديهم وتحول آلامهم إلى ضحكة وسط أجهزة الغسيل الكلوى.
وتمنى جلال، أن يديم الله عليهم الصحة والسعادة وأن يكتب لهم الشفاء وسط تقديم خدمة طبية ترضيهم وتخفف من آلامهم.