اختتم الدكتور مصطفى وزيرى، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، اليوم الجمعة، زيارة لمدينة الأقصر، كانت قد بدأت أمس الخميس، وشملت معابد الكرنك وطريق الكباش التاريخى الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر، وذلك لمتابعة عمل فريق الآثريين المصريين فى مسيرتهم بالمشروعات الآثرية.
وقال الدكتور مصطفى وزيرى، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن فريق الأثريين والمرممين المصريين العاملين بمشروع ترميم 29 تمثالا من تماثيل الكباش بمعابد الكرنك، قام بترميم بإنجاز 70% من المشروع الذى يتضمن أعمال حماية وترميم دقيق لمجموعة التماثيل الواقعة خلف الصرح الأول، تتضمن أيضا القيام بأعمال ترميم دقيق للنقوش والألوان، مشيراً إلى أن جولته فى الأقصر تضمنت أيضاً تفقد أعمال الحفائر الأثرية الجارية بآخر مرحلة من مشروع كشف وإحياء طريق الكباش، والمعروفة بإسم نجع ابوعصبة، ليتم بعدها بدء أعمال الترميم لمعالم الطريق فى تلك المنطقة.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الوزارة بدأت خلال الفترة الماضية فى أعمال مشروع ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بالكرنك بمدينة الأقصر، وذلك بعد نقل 4 تماثيل منها إلى القاهرة لتزيين ميدان التحرير، حيث أن هذه التماثيل تتكون من 29 تمثالا لكباش، تقع داخل المعبد خلف الصرح الأول، وقد كانت فى حالة سيئة من الحفظ بسبب أعمال الترميم الخاطئة التى تمت عليها فى أوائل السبعينات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار الأمر الذى أثر سلبا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلى لها، والوصول إلى قاعدة الكبش والتى أدت إلى تحويل بعض أجزاء منها إلى بودرة رملية، مشيراً إلى أن مشروع الترميم يقوم بوضع هذه التماثيل على مخدات أعلى قواعد حجرية متجاورة كلا على حدا، كما سيتم عمل معالجة لأرضية هذه القواعد وحمايتها من المياه الجوفية وإعادتها إلى مكانها الأصلى.
وتابع الدكتور مصطفى وزيرى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه يتم العمل فى هذا المشروع القومى داخل معابد الكرنك لأول مرة منذ فترة طويلة من الزمن، حيث تجرى حالياً بأعمال ترميم وصيانة لمجموعة تماثيل للكباش الموجودة فى الفناء الأول بمعبد الكرنك، وهى الكباش الموجودة فى الجهة الجنوبية من الفناء والتى كان عددها 33 كبشا قبل نقل أربعة كباش وتوجيهها لتزيين ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة مع مسلة من منطقة تانيس فى محافظة الشرقية، والتى تعود لعصر الملك رمسيس الثاني، وذلك تحت إشراف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وأوضح أنه يبلغ وزن كل كبش حوالى 5 أطنان ونص ويمثل الإله آمون رع ورمزه الكبش فى مصر القديمة، وكان رمز القوة والإخصاب عند المصريين القدماء، حيث تعتمد فكرة الترميم على محورين الأول نقل الكباش من مكانها وحفر خندق بعرض 2 متر تقريباً وعمق متر ونصف، وردم أرضية هذا الخندق بالزلط والرمال الحديثة، وذلك لمنع المياه الجوفية من التأثير السلبى على التماثبل لأنها منحوتة من الحجر الرملي، والذى يتأثر بسرعة بالماء والرطوبة الموجودة فى التربة، وكذلك وعمل قاعدة خرسانية حديثة لوضع التماثيل عليها بعد إنتهاء أعمال الترميم والصيانة والتى تتم بواسطة فريق متخصص من الآثريين والمصورين والمرممين والفنيين التابعين لوزارة الآثار، وتحت إشراف الوزارة مباشرة وبالتنسيق مع منطقة آثار الكرنك.