في صوت خافت غلف بنبرات الحزن وعلى نغمات وكلمات وديع الصافى " دار يا دار .. راحوا فين حبايب الدار" ، انتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى، بمحافظة البحيرة، لمعلم يرصد حزنه الشديد وبكائه بصدق ووفاء على غلق المدرسة الملتحق بها لعدم وجود الطلاب لتلقيهم العلم داخل أروقة الفصول بسب جائحة كورونا، والظروف العصيبة التى تمر بها البلاد، والتى هى المتنفس الوحيد والراحة التى يشعر بها عندما يكون وسط طلابه والذين هم يكنون له عشق دائم في قلوبهم، وفق ما ظهر بالفيديو المنتشر.
وقال المعلم أحمد محمد حميدة عبر الفيديو المنتشر من داخل الفصل الدراسى، والفناء الخارجى للمدرسة، " إن شاء الله بإذن الله هترجعوا المدرسة وهنرج نشرح تانى وإنتوا وحشتونى وي اريت خاللوا بالكم من نفسكم خاللوا بالكم من صحتكم وي اريت خاليكم في البيت ما حدش ينزل يلعب في الشارع وإن شاء الله فترة وهتعدى على خير" ، وبعدها إنخرض في البكاء الشديد، وصاحب الفيديو إلتفاف الطلاب حوله وإحتضانه وإلتقاطهم معه للصور التذكارية في جو يكشف مظاهر الحب والعشق والبهجة بين الطالب والعلم والتى كثيرا ما نفتقد لهذه المشاهد فى الأونة الأخيرة.
وصاحبت الكلمات التى لاحقت الفيديو المنتشر، رسالة حب وتقدير وامتنان للمعلم أحمد محمد حميدة، بأنه هو أحد أبصر المعلمين، بالقطاع التعليمى بمنطقة أبو المطامير، الذى لم تتغلب عليه مغريات السلطة، ورغم أنه من الرواد القلائل والشباب الصاعدين الذين تقلدوا أرفع المناصب في قلوب طلابه وكذلك داخل ديوان محراب العلم بشرف وصدق نية وعزم أكيد لبناء نظام تربوى جديد.
وتابع المنشور، كما طاف قلوب وعقول طلابه لنقل لهم تجارب مهنية فنجح فى تحقيق وتعزيز إستراتيجية القيادة لعقول طلابه حتى صار من أعظم العقول التربوية بأبو المطامير ومحافظة البحيرة والكل يعرف شخصيته جيدا وإكتسب مكانته المرموقة محليا وربما إقليميا عبر عطاؤه العابر للأجيال وفيضه البحثى والأكاديمى في قلوب وعقول طلابه الذى لا ينضب.
إنه الوجود الأصدق والأقرب إلى قلوب طلابه من حبل الوريد والذى يحل عليهم كفسحة أمل ومتنفس للعطاء وكأن الله أرسله لهم ليتعلم منه المرادف الحقيقى للوفاء وصدق الولاء للغة العربية وما أكثر المواقف التى جمعته لطلابه، فتجده أخ وأب وخال وعم تجد أستاذا ومعلما فريدا يقدم لطلابه عصارة فكره ويرسم لهم آفاق المستقبل بمداد قلمه وإنسانا لا يرد صاحب مطلب ولا يرى غير مساعدة الآخرين طريقا له فى الحياة .
فهو قبلة التلاميذ وإمامهم وشيخهم وملاذهم الذى يمثل حجة أيامنا الجميلة، هذا الرجل إقتربنا منه كثيرا وكان دائما وأبدا نعم الأخ لتلاميذه ف" أنامل الطلاب الصغيرة"، تعجز عن الإحاطة بمآثره المتعددة وأبداعاته المتنوعة، ويكفيه هذا الفيض الكبير من آلاف المحبين وعلى المستوى الشخصى لأولياء الامور يعشقونه عشق الشرايين والأوردة كونه يتمركز فى وجدان التلاميذ ووجدان زملاؤه بفضائله التى لا تتوقف.
وفي ظل هذه الأجواء العصبيه التى تمر بها البلاد، ظهر له فيديو علي مواقع التواصل الإجتماعي يناشد أولاده ويقول لهم وحشتوني ووضع أغنيه لوديع الصافى، أبكتنا بكاء الأب المشتاق لحضن أولاده، أود أن أعرب عن عظيم إعتزازى للمدرس المثالي، أفضل معلم على مستوى البحيرة السنة الماضية، والمعلم المثالى على مستوى التعليم الإبتدائى السنة الماضية، والسنة دى وكمان لسه متكرم، يبقي علينا نحكي ونفتخر وكرم هذا المدرس والمعلم الجليل، أنه شرف للتربيه والتعليم رمز من رموز التعليم بجد، ضحى فى سبيل العلم والوطن حتى أنه دفع ثمن إخلاصه ونبله وجهاده المهنى من أجل الأمة ومستقبل أجيالها الكثير والكثير.
واستطرد المنشور، اللقاء معه روحى يشعر الجميع بالإرتياح النفسى والوجداني ففيه نسعد بتعليقاته وتعبيراته وإرشاداته وإشاداته التى تعطينا قوة دفع خطيرة للثقه فيه وتحمله لأمانة أولادنا على كافة المستويات التعليمية والتربوية بجانب التفافه حولنا، أحمد حميد الإنسان بملامح وجهه المريحة، وتواضعه وكبريائه ووقاره وكأنه يصافح روح محبة الجميع ويعانق بجوارحه سمو مودت الجميع ولمعان الرضا فى عينيه، وقبل ذلك كله شموله بعطفه أولادنا، وغمرهم بلطفه وحنانه وكعادته لبى لنا رغباتنا، ومتطلباتنا بكل ود وترحاب في الحفاظ على أولادنا.
وإختتم المنشور، لا يسعنا سوى الفخر وأنا أصف معدن وأصالة وعبقرية وبراعة وعراقة الأغر الأشهر أحمد حميدة أحب مصر وإتخذ منها ملاذا آمنا من غدر الزمان ومكائد اللئام، بالغ العرفان متمنيا أن نتبع خطاه ونسير على نهجه وهداه ومبادئه التى نحتاج إليها وإنسانيته التى نتطلع إلى جزء منها وأن نصل لبعض قدره.