رحل عن عالمنا الدكتور الحسينى الوكيل الطبيب المعالج لمصابى مذبحة بحر البقر بالشرقية.. المذبحة التى ارتكبها العدو الإسرائيلى فى عام 1970 ضد الأطفال الأبرياء، والذى تدرج فى العمل الوظيفى حتى منصب وكيل مستشفى فاقوس العام الأسبق.
كان الدكتور الحسينى الوكيل، قال فى تصريحات سابقة له، إنه نقل كطبيب نائب من مستشفى الحسينية المركزى إلى الزقازيق العام قبل الحادث بأيام، وعندما علم بالواقعة غادر المستشفى مسرعا إلى الحسينية لكى يؤدى واجبه الوطنى والمهنى.
ويوكد فور وصوله وجد تجمهر المئات من الأهالى أمام المستشفى فى حالة صدمة وحزن من المذبحة البشعة، وعلى الفور بدأ التعامل برفقة زملائه فى تقديم الخدمات الطبية للأطفال، لافتا إلى أنه بالرغم من قلة الإمكانيات الطبية المتاحة فى المستشفى إلا أن الطاقم الطبى وقتها أدى عملا يحتذى به ويدرس فى التعاون والتفانى من أجل رعاية المريض فى الأزمات والكوارث، فضلا عن أن الأهالى كانوا يتوافدون للتبرع بالدم، وآخرين بادروا بشراء مستلزمات طبية أو طعام.
وأشار إلى أنهم ظلوا اليوم الأول لمدة 24 ساعة فى عمل متواصل مع الجرحى فكانت توجد جميع الإصابات، مثل تهتك فى الأعماء، كسور فى الأطراف، تهتك بالبطن والصدر والكبد والطحال، وإصابات نزيف بالمخ، تهتك كامل بالجسم، وكانت غرفة عمليات واحدة بالمستشفى، على الفور عملنا 4 غرف عمليات وكونا 5 فرق طبية لإجراء عمليات جراحية للمرضى، مؤكدا أن الأطباء من مختلف التخصصات كانوا على قلب رجل واحد.
ويكمل: أقمت فى المستشفى لمدة 20 يوما دون إجازات أو خروج لتقديم العلاج الجراحى وتمضيد الآلام النفسية التى يشعرون بها، حتى خرجت أخر مجموعة من الأطفال المصابين، عندما عدت لمستشفى الزقازيق العام، اكتشف وقفى عن العمل بسبب غيابى تلك الفترة فتوجهت إلى المديرية والذى فور دخولى قابلنى وكيل المديرية بتقدير وامتنان عما قدمه الأطباء فى هذه الأزمة، وعندما شرحت له أنى توجهت للحسينية بدون إذن وجه لى لوم الأب، وعلى الفور أجرى اتصالا بمدير مستشفى الزقازيق العام وأخبره أنه كان مكلفنى بمأمورية عمل فى الحسينية.
وكانت القوات الجوية الإسرائيلية صباح الثامن من إبريل عام 1970، أرسلت طائرات فانتوم الإسرائيلية، بقذف مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر، بمركز الحسينية، وأدت إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين، فضلا عن تدمير المدرسة بالكامل.