رائحة الزمن الجميل.. "ماكينة طحين" عم حسين الشرقاوى صوتها لم يتوقف بالدقهلية منذ 50 عاما

لا يسقط من ذكرياتنا وخاصة من عاش طفولته فى الريف رائحة الزمن الجميل، من صباحات مشرقة ممزوجة بأحاديث الأجداد وحكاياتهم المثيرة عن الطاحونة، كان يأتينا صوتها مع كل حفنة من الحبوب تدور بين شقيها الناعمين تدور، ويدور صوتها مع مواويل الأمهات والجدات، ومناسبات الأفراح وطحين خبزها، مع أنات المتعبين العائدين من الحقول بحثا عن رغيف طازج. تعتبر ماكينة الطحين من أهم معالم القرى بالريف عامة، ومحافظتى الدقهلية والشرقية، خاصة وذلك لأن المحافظتين تضم أجود الأراضى الزراعية الخصبة لزراعة محصول القمح والذرة والشعير، أكثر من 50 عاما وصوت ماكينة طحين العم "حسين الشرقاوى" الكائنة بقرية سنتماي مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، على حدود محافظة الشرقية، لم يتوقف بالرغم من وفاة صاحبها الذى ورثها عن أبيه، وتعتبر الماكينة من أهم معالم قرية سنتماى، لما كانت تمثله من جانبا اجتماعيا وسياسيا عند أهالى القرية قديما، وخاصة أنها كانت مكان نتقابل فيه النساء بالقرية ويتحدثن عن أحوال الأهالي بالقرية ويعرفن الأخبار من "ماكينة الطحين" وأوضاع البلد. "جت الدنيا لقيت نفسى فى الماكينة ورثت المهنة أبا عن جد" بهذه الكلمات قص "محمود حسين الشرقاوى" 43 عاما صاحب أقدم ماكينة طحين بمحافظة الدقهلية، حكايته مع المهنة، قائلا: فى السادسة من عمري تعلمت من والدى طبيعة العمل فى الماكينة مع أشقائي الصبيان، و توارثنا الصنعة وحافظنا عليها من الإنقراض، وأصبحت أقدم ماكينة طحين مرخصة بالدقهلية، وترجع نشأتها إلى أكثر من نصف قرن، وحرصت مع أشقائي على الإحتفاظ بكل المعدات المتواجدة بها من فترة الوالد، إلا أن ذلك لم يمنعنا من التطوير لمواكبة العصر الحديث. وأردف : أنه فخور بمهنته ولا يستطيع عمل أي مهنة أخرى، واصفا حبه لها مثل "السمك فى الميه" وأنه يقدم أفضل منتج لأهل بلده من حيث اللون والطعم، ويقوم بطحن الحبوب من الغلال والشعير والفول والأرز، من خلال الماكينة البلدى التى تصلح لطحن جميع أنواع الحبوب، لكن ذلك لم يمنعه من شراء ماكينة حديثة يطلق عليها سلندر لكنها لا تطحن سوى نوع واحد من الحبوب وهو القمح فقط، موضحا أن والده أول من إستخدم النخيل، وهي عملية يتم خلالها نخل الدقيق إلى أكثر من درجة بحيث، يتم إستخدامه مباشرة فى عملية العجين و إعداد المخبوزات دون حاجة ربة المنزل إلى نخيله. واستطرد فى عملية النخيل قائلا، بعد عملية طحن الغلال، المرحلة الثانية هى النخيل وتمر ب 7 علامات 3 علامات دقيق وعلامتين سن وعلامتين ردة العلامة الأولى لا تحتاج السيدة لنخل الدقيق بحيث يكون الدقيق زيرو، ويستخدم فى عمايل الكحك والرقاق والقرص والبسكويت، والعلامة الثانية يكون دقيق درجة ثانية أقل فى اللون من الدرجة الأولى والعلامة الثالثة نفس اللون جميعهم واحد لكن يختلفوا فى عملية الخبيز، والعلامة الثانية والثالثة تستخدم فى عمل العيش الناشف من القمح، والعلامة الرابعة مرحلتين يكون الدقيق نوعين سن أبيض وسن أحمر، ويستخدم فى عيش السن وهو صحى لمرضى السكر، العلامة الخامسة مرحلتين ردة ناعمة وردة خشنة تضع أسفل العجين أثناء الخبيز ليسهل عملية الخبيز. وأوضح صاحب أقدم ماكينة طحين بالدقهلية، فى الماضى كانت الماكينة تعمل بكثافة، لزيادة نسبة الأرض الزراعية ،لكن حاليا قلت المساحة المنزرعة بالغلال، حيث كنا نعمل من السادسة صباحا حتى العاشرة مساء، لكن حاليا نعمل من الساعة التاسعة صباحا حتى الرابعة أو الخامسة عصرا، شغل زمان كان أجمل وكان بالأردب، لكن كان للماكينة زمان مخاطر، حيث كانت تحتاج إلى 4 صنايعية لتشغيلها فضلا عن خطوة السير الذى لم يسلم من عمل فى أى ماكينة طحين من الإصابة له، لكن حاليا المكان أصبح أكثر أمانا، لا نحتاج سوى تشغيل الكهرباء فقط ليعمل الماتور، وتعطى نفس الحركة والطحين لم يتغير هو واحد. فيما قالت العديد من سيدات القرية والقرى المجاورة، أنهن يترددن على ماكينة الطحين منذ سنوات عديدة، لطحن الغلال والحبوب، لإعداد العيش الفلاحى فى المنزل، وأن الماكينة يخرج منها الدقيق على العجين مباشرة لا تحتاج إلى نخله.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;