"خلاص المهنة بتودع ورغم كدة عمرى ما أقدر اسيب شغلى لغاية آخر يوم فى عمرى" بتلك الكلمات الممزوجة بالشجن يمكن اختصار تجربة عم صبرى إسماعيل أقدم ملمع نحاس بالبحيرة، الذى قضى أكثر من 50 عاما فى هذه المهنة اليدوية التى أوشكت على الاندثار.
فعندما تمر بسوق البندر بمدينة دمنهور لا بد يلفت نظرك محله المتواضع الذى ينعى حظه من قلة الزبائن واختلاف الأحوال.
عدسة انفراد رصدت فى بث مباشر عبر منصاته الإلكترونية قصة عم صبرى أشهر وأقدم ملمع نحاس للتعرف على تفاصيلها المختلفة.
ويروى عم صبرى الذى تجاوز السبعين من عمره حكايته مع تلميع النحاس ويقول "من صغرى وانا بشتغل المهنة دى وعمرى ما تعبت منها لأنها هى الوحيدة اللى بفهم فيها، مضيفا: "رغم اندثار مهنة تلميع النحاس وقلة الزبائن بشكل كبير إلا أننى أواظب على فتح المحل يوميا حتى لو مفيش شغل.. لأن ده رزق بإيد ربنا".
وأوضح أقدم ملمع نحاس فى البحيرة أن مهنة التلميع تعتمد أساسا على مهارة "الصنايعى" الذى يعرف سر المهنة"الحكاية مش فرشه وحجر تلميع وبس.. ده فن ليه قواعده وأصوله".
وعن أسباب انقراض عمل تلميع أو جلى النحاس أكد عم صبرى إسماعيل أن السبب الرئيسي اتجاه معظم الأهالى إلى التلميع المنزلى بواسطة المواد الكيماوية التى أصبحت متوفرة فى الأسواق مما أثر بشكل سلبى على المهنة.
وعن أشهر الأدوات التى يتم تلميعها أكد إسماعيل أن السراير النحاس التى كانت يتم استعمالها فى الريف كانت أكثر الأدوات التى يتم تلميعها بالإضافة إلى الصوانى والنجف واطقم الشاى والقهوة وغيرها من أدوات المطبخ التى يتم تلميعها باسعار منخفضه .