صناعة الجلباب البلدى والعباية من المهن الحرفية التى تتطلب مهارة عالية وحرفية متقنة فى صناعتها، ولهذه المهنة صنايعية متخصصون فى هذا المجال، منهم من كرس جهده وحياته فى تصنيع الجلابية البلدى منهم العم "جمعة ابو عمارة" من أبناء مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية وأقدم ترزى بمدينة الزقازيق.
و سرد العم "جمعة محمد إبراهيم عمارة" 80 عاما وشهرته "جمعة ابو عمارة" حكايته مع تصنيع الجلباب البلدى، وأن المهنة فى دمه ويحبها مثل أبنائه.
تعلم العم "جمعة" المهنة على يد شقيقه الأكبر، فلم يكن أحد من أبناء العائلة يعمل بها من قبل، وعندما التحق شقيقه بالتجنيد لتأدية الخدمة العسكرية تولى هو زمام الأمور، إلى أن استقل بنفسه وفتح محل خاص به بمنطقة الصاغة بمدينة الزقازيق.
60 عاما قضاها العم "جمعة" يأتى من عزبة أبو هلال التابعة لقرية شرويدة دائرة مركز الزقازيق، إلى مدينة الزقازيق يوميا، حبا فى المهنة، للعمل أكثر من 12 ساعة يوميا داخل محله الصغير ويساعده فى العمل 2 من الصنايعية هما "رضا" ومصطفى" يعتبرهما فى مكانه أبنائه.
وعن قصته مع تفصيل الجلابية البلدى، قائلا المهنة زمان كانت مواسم أهمها شهور رجب وشعبان ورمضان وجمع القطن، كان المواطن يشترى كسوة العام مرة واحدة، وكنا نقضى أيام الأعياد داخل المحل لا ننام لينجز الشغل فى موعده، لكن حاليا لها زبونها فى أى وقت والطلب عليها باستمرار والزبون ممكن يشترى 7 جلاليب فى العام، لكن العجز فى وجود الصنايعى لأنه أصبح نادرا فى هذه المهنة.
وأضاف العم " جمعة" أن له زبائن من علماء الأزهر الشريف ومن قراء القرآن الكريم من بينهم الراحل الشيخ محمد الليثى والشيخ عبد الفتاح الطاروطى، وكبار عمداء القرى منهم العمدة عامر عمدة المناصافور.
وأكد أن تصنيع الجلابية البلدى والقفطان والعباية تعتمد بنسبة 99% على الشغل اليدوى، مؤكدا أن المهنة أوشكت على الانقراض لعدم وجود صنايعية واتجاه الكثيرين من الصنايعية إلى العمل فى الجلاليب الأفرنجى بالماكينات، لكونه أسهل، وبالرغم من تعرض المهنة للإنقراض لكن مازال لها عشاقها ممن يعتزون بأصولهم فى وجه بحرى والصعيد.