افتتح الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط صباح اليوم، وقائع إطلاق المنصة الإلكترونية لمشروع "تطوير منصة بيانات كبيرة لرسم خريطة إنشاء كورونا لتتعبه فى الوقت والجغرافيا" والتى يعدها فريق من كلية الحاسبات و المعلومات والممول من هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى إطار منحة كوفيد 19، والذى يُعد واحداً من أحدث المشروعات العلمية المنطلقة فى رحاب الجامعة وعلى أيدى أبنائها، وذلك بحضور الدكتور أحمد المنشاوى نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة مها غانم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة تيسير حسن عبد الحميد القائم بعمل عميد كلية الحاسبات والمعلومات والباحث الرئيسى للمشروع، والدكتور محمد زين وكيل وزارة الصحة بأسيوط، وبمشاركة لفيف من عمداء الكليات والأساتذة والباحثين والأطباء والطلاب المشاركين بالمشروع.
وفى كلمته خلال افتتاح الوقائع أكد الدكتور طارق الجمال، أهمية المشروع لكونه يمس واحدة من أخطر الموضوعات الراهنة وهى جائحة " فيروس كورونا " التى هاجمت العالم على نحو مفاجئ بعنف وشراسة والتى أودت بحياة أكثر من 4 مليون وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، والتى لايزال آثارها السلبية حاضرةً بقوة فى بعض الدول ولا تزال فى تفاقم وازدياد فى دول أخرى، مشيراً فى ذلك إلى دور العلماء والأطباء الذى ظهر جلياً فى تصدى الجيش الأبيض من أفراد الأطقم الطبية وتفانيهم من أجل إنقاذ المرضى والمصابين وتسابقهم من أجل التوصل إلى سلاح يساعدنا فى مواجهة ذلك الوباء فى ظل سرعة انتشاره وعدم وضوح خطوات هجومه أو ضحاياه المستهدفين، كما وجّه خالص شكره وتقديره لكل من شارك فى التجهيز لذلك المشروع العلمى الهام ومؤكداً على تسخير كافة إمكانيات الجامعة من أجل تهيئة المناخ الملائم لمختلف الباحثين وتوفير كافة سبل الدعم اللازمة لمواصلة نشاطهم العلمى والمتميز وتعزيز روح الإبداع والابتكار.
من جانبه أوضح الدكتور أحمد المنشاوى، أن جامعة أسيوط تعد واحدة من الجامعات السباقة فى مجال الذكاء الاصطناعى من خلال تبنّيها للعديد من المشروعات المتميزة فى هذا المجال، كما يعد إطلاق هذه المنصة ثمرة مشرفة لما تضمه الجامعة من علماء متميزين فى مختلف التخصصات تتكاتف جهودهم فى تقديم وإنتاج علمى متفرد يساهم فى رفع راية جامعة أسيوط وإثراء الحركة العلمية والبحثية على كافة المستويات.
وفى سياق متصل أعربت الدكتورة مها غانم عن سعادتها للمشاركة فى أعمال المشروع والذى يعد المشروع الأول على مستوى طلاب جامعات مصر والوطن العربى فى استخدام الذكاء الاصطناعى فى رصد ومتابعة مختلف المجالات المتعلقة بجائحة كورونا وإيجاد حلول علمية لها، وبذلك يعد إطلاق هذه المنصة باللغتين العربية والإنجليزية بمثابة مرجعية علمية وبحثية قوية يستفيد منها متخذى القرار والمواطنين والأطباء والمرضي, وذلك فضلاً عن تحويلها لتطبيق إلكترونى عبر الهاتف المحمول للحصول على مختلف المعلومات والاستفادة منها بسهولة ويسر، وهو ما يعكس حجم التعاون المثمر والبناء لأعضاء الفريق القائم على المشروع فى مختلف التخصصات.
وفى هذا الإطار أشار الدكتور محمد زين إلى أهمية المشاركة الإيجابية لمديرية الشئون الصحية فى هذا المشروع العلمى العام الذى يستهدف فى الأساس تكاتف جميع الجهود من أجل التصدى لجائحة كورونا بمختلف تداعياتها الحالية والمستقبلية، وموجهاً خالص شكره لإدارة الجامعة على إشرافها العلمى المتميز للمشروع وتعاونها مع مختلف المؤسسات والهيئات المحلية وتقديمها لكافة سبل الدعم والمساندة من أجل خدمة المرضى فى مختلف محافظات صعيد مصر.
وحول تفاصيل المشروع أوضحت الدكتورة تيسير حسن أن الهدف الرئيسى من المشروع يتمثل فى تطبيق الذكاء الاصطناعى و علوم البيانات فى إعداد و تنفيذ غرف حوارية باللغة العربية و الإنجليزية لمساعدة أكبر عدد ممكن من المواطنين للتعريف بفيروس كورونا وإيجاد طرق الوقاية، وكذلك التنبؤ بأعداد مرضى كورونا وتقديم كامل الدعم لهم، إلى جانب توفير اختيارات مختلفة لتتبع مواقع التواصل الاجتماعى لأحدث ما تمّ التوصل إليه حول الفيروس فى محاولة للقضاء على الخطر، إضافةً إلى تحليل و رؤية البيانات ومتابعة الأمراض الجديدة.
كما أشارت الدكتورة تيسير حسن، إلى إن إدارة المشروع تمت من خلالعمل مشترك من جامعة أسيوط ممثلة فى كليتى الحاسبات والمعلومات والطب والمستشفيات الجامعية إلى جانب وزارة الصحة، مستعرضةً فى ذلك أهم المحاور الاستراتيجية للمشروع والتى شملت بناء القدرات البشرية، البحث و التطوير، مبادرات استخدام الذكاء الاصطناعى فى المجالات المختلفة، ريادة الأعمال للذكاء الاصطناعى، الأخلاق و اللوائح، الاستدامة للذكاء الاصطناعى، إدارة الاستراتيجية، وهو ما يتوافق مع استراتيجية الدولة المصرية 2030 التى تقوم على تطوير المنظومة الصحية من خلال لإنتاج المعرفة وعبور الفجوة الرقمية والمعلوماتية وتمكين تكنولوجيا المعلومات والاتصال من بناء مجتمع متطور وحديث.