السكين والمستحد مش لعبة أى حد.. المعلمة سهير 50 سنة فى مهنة الجزارة.. صور

التقى "انفراد"، بالحاجة سهير عباس، الشهيرة بـ"أم طارق"، البالغة من العمر 60 عاما، والتى وجدت نفسها تحمل السكين والساطور وترى الذبيح والدماء منذ أن كان عمرها ثمانى سنوات، حتى احترفت الجزارة اقتداء بأجدادها ووالديها، متحملة المسؤولية ومتحدية مشقة العمل لتصبح ملكة الجزارة بشارع السلخانة بمدينة المنصورة. حكت المعلمة سهير، أنها عندما نشأت في طفولتها وجدت كل من حولها يعمل في مجال الجزارة، من أجدادها لوالديها، فكبرت وترعرعت في أسرة تحترف الجزارة وهذا بدوره أثر على طبيعة شخصيتها منذ الطفولة وجعل منها فتاة قوية جريئة بـ100 راجل. وقالت المعلمة سهير، إنها بدأت جديا تعمل في مجال الجزارة عندما توفى والدها وكان عمرها ثماني سنوات، فقررت أن تساعد وتساند والدتها التي كانت تمتهن الجزارة هي الأخرى، ومن تلك اللحظة وهي الجزارة سهير. وعن طفولتها، قالت سهير، إنها كانت سعيدة لكونها جزارة، فلم تشعر بالخوف يوما من الدماء والسكاكين، وذبح المواشي، مشيرة إلى أنها كانت تعشق وتهوى الجزارة. "شربت ولادى الجزارة".. فأشارت سهير، إلى أن زوجها كان يعمل أيضا في مجال الجزارة، وقامت بتعليم أولادها الثلاث وابنتها الوحيدة مهنة الجزارة حتى امتهنوا المهنة وأصبحوا هم الأربعة يقفون بجوارها في سوق الجزارة، مضيفة إلى أن مهنة الجزارة للمرأة ليست عيبا وأبنائها يفتخرون بها. وأضافت سهير، أنها لم تعرف مهنة أخرى ولم تستطع العمل سوى في الجزارة، فمن حبها في المهنة تخصصت في "حلويات المواشي" من كرشة ومومبار وكوارع ومخ وطحال. وعن الأسعار قالت المعلمة سهير، إن سعر المومبار البلدى يتراوح بين 35 و 40 جنيهل، والكرشة بـ35 جنيها، والكارع يتراوح سعره بين 60 جنيها و100 جنيه. وأشارت المعلمة سهير، إن مهنة الجزارة اختلفت كثيرا عن الماضي فتغير الزمن وتغيرت الظروف، فمن حيث الأسعار كانت في الماضي أقل والمواشي كانت أفضل وأصح عن اليوم، ومن حيث النظافة، كان في السابق يبيعون المومبار والكرشة بشعرها دون تنظيف أما اليوم أصبح الزبون يشترى حلويات المواشي النظيفة "المتشفية". "حاجتي على الحلة وسنها صغير والزبون بيشتري مني غصبا عنه من نظافة وحلاوة حاجتي" فأوضحت سهير، أنها تقوم بتنظيف "السقط" جيدا عندما يأتيها من المجزر، وهذا ما جعلها ناجحة ومتميزة في مجالها ومفضلة لدى الزبائن.