انطلق اليوم المؤتمر النوعى الأول لمركز خدمات الأشخاص ذوى الأعاقة بجامعة المنصورة، الذى يقام بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة بمحافظة الدقهلية تحت عنوان "القوى الناعمة وتأثيرها على حياة الأشخاص ذوى الإعاقة"، وتحت شعار "أمهات محاربات"، التقى انفراد بإحدى الأمهات المحاربات على هامش أعمال المؤتمر، والتي سطرت قصة نجاح أبنائها الاثنين من الصم وضعاف السمح، وكانت للتحدى والكفاح عنوانا.
قالت الدكتورة سهير عبدالحفيظ، لـ"انفراد"، إنها أم لخمسة رجال منهم اثنين من الصم وضعاف السمع، حيث إن ابنها الأول أحمد، يبلغ من العمر 35 عاما ويعاني من فقد سمع حسي عصبي عميق بالأذنين، وقد اكتشفوا ذلك وهو في عمر الثلاث سنوات فدعموه وساندوه حتى حصل على بكالوريوس فنون تطبيقية وعمل في مجال التصوير وصناعة الأفلام، واليوم هو مدير تصوير ناجح ومتفوق في إحدى المؤسسات الكبرى.
وأضافت، أن ابنها الثالث كريم يبلغ من العمر 30 عاما، يعاني أيضا من ضعف سمع حسي عصبي شديد إلى عميق بالأذنين، تعلم وتفوق علميا حتى حصل على بكالوريوس علوم حاسب ويعمل اليوم مبرمجا، مشيرة إلى أنهم بالنسبة لها مصدر للفخر.
وقالت، إنها ساندت أبناءها من خلال التقبل والدعم أولا ومن ثم الاهتمام بتعليمهم، مشيرة إلى أنهم تعلموا في مدارس التعليم العام إلى جوار السامعين ودرسوا مناهج التعليم العام وقضوا نفس عدد السنوات الدراسية التي يقضيها أقرانهم، وهذا بدوره يقضي على فكرة ومقولة "إن الصم وضعاف السمع قدراتهم أقل من السامعين".
وأضافت، بأنها اهتمت بأبنائها منذ اليوم الأول، حيث التحقوا بجلسات للتخاطب وتعليم الكلام والتواصل مع الآخرين، وقاموا باستخدام السماعات وزراعة القوقعة، مؤكدة أنها دعمت استقلاليتهم وتمكينهم ليكونوا أشخاص مشاركين في المجتمع.
وأشارت بأن الدعم يبدأ من التقبل والتعب اللا محدود مننا كأسر لأبنائنا مهما كانت الصعوبات التي نقابلها، وأن نؤمن بقدرات أولادنا ولا نضع سقفا لأحلامنا مهما حوربنا بالكلام المحبط من الآخرين.
وقالت إنهم واجهوا في البداية العديد من الصعوبات، منها أنه لم يكن هناك حق يسمح لأبنائها للاتحاق بالمدارس العامة، مشيرة إلى أنها كانت تخفي أنهم ضعاف سمع ويرتدون السماعات خوفا من تحويلهم لمدارس التربية الخاصة، فاستطاعوا أن يتعلموا بالمدارس العامة وكانوا يؤدون اختباراتهم منازل، والتحق ابناها بشعبة علمي رياضة وتفوقوا والتحقوا بالجامعات.
وأشارت إلى أن تخطي الصعوبات يحتاج لمساندة ودعم متبادل من كل من الأم والأب وكافة أفراد الأسرة، مشيرة إلى أنها استطاعت أن تتخطى كافة العوائق بمساندة ودعم زوجها وأسرتها.