قدم "تليفزيون انفراد" بث مباشر من جبل أصفون جنوب محافظة الأقصر، رصد خلال أعمال التطوير والترميمات الآثرية التى تتم فى "دير الأنبا متاؤس الفاخوري" الأثري بمدينة إسنا، والذي يحكي عن قصة حضارة بدأت من العصور القديمة والمسجل كدير أثري منذ عشرات السنين.
وفى هذا الصدد يقول حسين الحداد مدير آثار إسنا وأرمنت، إن دير الأنبا متاؤس الفاخوري مسجل كدير أثري فى تعداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار رقم 10357 لسنة 51، وهو يضم مجموعة من المناطق منها مناطق أثرية ومناطق معمارية مميزة، ويتميز بأنه من أقدم الأديرة بمركز إسنا ويعود للقرن الرابع الميلادي والقرن الثامن الميلادي، موضحاً أنه تم من قبل بمعرفة وزارة الآثار إعداد مشروع ترميم متكامل من عام 2007 وحتى عام 2010 ونظراً لظروف ثورة 25 يناير توقف المشروع لعدة سنوات خلال تلك الفترة.
وأضاف حسين الحداد لـ"انفراد"، أنه مؤخراً تم إستئناف أعمال مشروع الترميم للدير فى عام 2017 حيث تم إعداد دراسات وإعداد توثيق لمحيط الدير بأكمله، حيث أشرف على التوثيق الأثري والدراسات للدير مجموعة متميزة من رجال الآثار بمنطقة آثار إسنا وأرمنت، وبذلوا جهد كبير فى توثيق تلك الدراسات ومراجعتها عن طريق الإشراف الكامل لوزارة السياحة والآثار بقيادة الدكتور خالد العنانى، والدعم الكامل للدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وأوضح مدير آثار إسنا وأرمنت، أنه بدأ المشروع بالشق الخاص بالقرن الرابع الميلادي حيث أنه كان شق متهالك ويضم مجموعة "غلايات" وكنيسة متهدمة للسيدة العذراء، بجانب مجموعة من الأسوار التى كانت شبه مفقودة، وتم عمل إعادة تصور لتلك الأسوار وبدء العمل فى عام 2019 بإعادة تلك الأسوار لتاريخها القديم، حيث أن وزارة الآثار حالياً فى أوج عصر الإزدهار فى التطوير والترميم لكل المواقع الآثرية، وتم العمل فى أسوار الدير لإنشاؤها بنفس طبيعة الطوب اللبن والمادة الطينية وإنطلق العمل فى 21 سبتمبر 2019 تحت إشراف كامل من الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وتم ترميم الأسوار لإعادتها للحياة، كما تمت إعادة كنيسة العذراء مريم للحياة من جديد بعدما كانت عبارة عن أطلال كنيسة بمنطقة الدير.
فيما قال كمال عبد العظيم المشرف العام والمنسق لمشروع ترميم دير الأنبا متاؤس الفاخوري بمدينة إسنا، أنه تم البدء للعمل فى المشروع داخل كنيسة السيدة العذراء وتم عمل توثيق أثري كامل لها بناءاً على بعض الشواهد ووافقت عليها اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار وتم إحياء الكنيسة بالكامل، موضحاً أنه تم الإنتقال للعمل بالسور الذي كان متهالك للغاية نظراً لظروف تواجده فى بيئة صحراوية حيث أن التعبد والرهبنة للأقباط يكون بعيداً عن المدينة بأكملها، حيث سمي الفاخوري لأنه كان يعمل بصناعة الفخار.
وأضاف كمال عبد العظيم المشرف على المشروع، أن أسوار الدير متميزة للغاية وبها حصن مميز، حيث أن السور به مجموعة أبراج نادرة الوجود فهى أبراج نصف دائرية للحماية لمحيط الدير، وبها دعامات قوية للغاية وتم إستخدام فيها مواد كانت متاحة بمنطقة الدير بجبل أصفون، وتمت صناعة الدير بالطوب اللبن، ويعمل رجال آثار إسنا وأرمنت بمجهودات كبيرة يومياً لتطوير وترميم أسوار الدير لتعود لتاريخها القديم وتحمى مبنى الدير الآثري بصورة أكبر مستقبلاً.
ويقول الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر، والمشرف البابوى لدير القديس العظيم الأنبا متاؤس الفاخورى بجبل أصفون، أنه ينسب دير الفاخورى إلى القديس "الأنبا متاؤس الفاخورى"، حيث كان يرأس القديس هذا الدير فى القرن الثامن الميلادى، وهو الذى قام بتعميره كما لقب بـ"الفاخورى" لأن صناعة الفخار كانت الحرفة الرئيسية للقديس متاؤس ورهبان الدير، مؤكداً على أنه بنيت أسوار الدير من الطوب اللبن سمكها حوالى متر واحد وتم تدعيمها من الخارج بتحصينات قوية تمثلت فى دعائم ساندة، وقد تهدمت معظم الأسوار الأصلية للدير، وتضم الكنيسة رسوم فرسكو وتعد من أهم المناظر المائية التى رسمت فى الكنائس المصرية من طيور وأشكال هندسية وأشكال للصليب بديعة المناظر، الموجودة حتى الآن وتضم أيضاً رسوم للسيد المسيح والتلاميذ الإثنى عشر وأنبياء العهد القديم ورسوم للقديس الأنبا متاؤس الفاخورى.