احتفلت، جامعة السويس بذكرى انتصار أكتوبر المجيد في الذكرى الـ 48، بحضور اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس، والدكتور السيد الشرقاوي، رئيس الجامعة، والدكتور عبد الله رمضان، نائب محافظ السويس، وخالد سعداوي، السكرتير العام والعميد إيهاب سراج الدين، السكرتير العام المساعد للمحافظة ونائب القنصل العام للمملكة العربية السعودية في السويس والنائب جمال عبيد والنائب سيد الكرماوى والنائبة عفاف زهران، أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية والأمنية والشعبية وأساتذة الجامعة وشعب السويس.
وقدم الاحتفال الكاتب محمد نبيل رئيس إقليم القناة وسيناء، وبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن الكريم من قبل أحد طلاب الجامعة، ثم عرض كل من رئيس الجامعة والمحافظ كلمته، مؤكدين حرصهم على الاحتفال سنويا بهذه المناسبة لإحياء ذكرى نصر أكتوبر المجيد وتمجيدا لأهالي السويس وصمودهم أمام العدو أثناء الحرب، كما شارك في الاحتفال بعض من القيادات الأمنية والشعبية من داخل المحافظة.
وتوالت أحداث اليوم بقيام صالون ثقافي أدارة دكتور عبد الله حسن الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات، والكاتب عبده مباشر، ثم شارك كورال الجامعة بالاشتراك مع القصر الثقافة بعرض أمام الحضور، وشاركت فرقة المطرب الفنان وائل الفشني ببعض الفقرات الفنية.
وقال اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس، إنه استطاع منذ توليه حقيبة السويس، تحقيق أقصى استفادة من مشروعات صندوق الخدمات وزيادة الموارد المالية للسويس، وضرب مثالا بمشروعين كانا لا يحققان العائد المرجو منهما، الأول مشروع تسمين العجول والتي كان يضم ثروة حيوانية تبلغ قيمتها 2.5 مليون جنيه، إلا أن تكلفة التشغيل سنويا تصل إلى 7.5 مليون جنيه منها 5 ملايين للأعلاف والتحصينات واللقاحات، و2.5 أجور العاملين الأمر الذي يكبد الدولة خسائر ويمثل إهدار للمال العام.
وتابع محافظ السويس، إنه حفاظًا على المال العام قرر بيع العجول في مزايدة علنيه، لكن فوجئ أثناء ذلك بحرب شنها موردي الأعلاف للمشروع ورفضهم بيع رؤوس الماشية، فقرر ذبح العجول وطرحها في شوارد بسعر منخفض عن سعر محال الجزارة 40 جنيهًا.
واستطرد، أن بعد الذبح وزيادة الإقبال على اللحوم المخفضة، أحرق المخربين شادر بيع اللحوم، فقرر زيادة عدد الشوادر إلى 5 موزعة على الأحياء، وزيادة عدد الرؤوس المذبوحة يوميًا إلى 5 رؤوس حتى انتهت رؤوس الماشية، وبلغ ناتج البيع 3.5 مليون جنيه، لوقف نزيف خسائر المشروع.
أما المشروع الآخر الذي لم يذكر المحافظ اسمه فكان يحقق ربح 3.5 مليون جنيه فقط كل شهر، بينما كانت المصروفات ورواتب العاملين بالمشروع 7 ملايين جنيه، وبعد إعادة هيكلة وضبط المشروع بالشكل الذي يحقق العدالة وتعظيم القيمة الاقتصادية، أصبح يحقق عائد 20 مليون جنيه شهريًا، بينما انخفضت أجور العاملين إلى النصف فقط.
وأكد محافظ السويس أن تقييم المشروعات والعائد الاقتصادي منها وفر على المحافظة ملايين الجنيهات التي كانت تهدر، فضلاً عن زيادة مواردها المالية، والاكتفاء بالمخصصات التي حددتها وزارة المالية والإنفاق منها على الأبواب المحددة دون الحاجة إلى طلب منحة او إعانة إضافية من وزارة المالية.
كما تطرق محافظ السويس إلى تدني الخدمات قبل 4 سنوات، لاسيما مشكلة الصرف الصحي وتوقف عدد من المحطات عن العمل عمرها تجاوز 25 عام ولم تشهد أعمال صيانة تعيدها لكفاءتها، مما تسبب في تراكم مياه الصرف في شوارع السويس خاصة بحي الأربعين الأكثر كثافة سكانية.
وخلال تلك السنوات جرى إعادة تطوير المحطات وزيادة قدرتها الاستيعابية، وتحسين مستوى الخدمات فضلا عن تنفيذ أعمال تجميل وتطوير المناطق الترفيهية بالأموال التي جرى توفيرها من المشاريع التي جرى إعادة هيكلتها مرة أخرى وتوفير الأموال المهدرة في المشروعات غير المربحة.
قال الدكتور وسيم السيسي عالم المصريات، إن الدولة المصرية في الحرب العالمية الأولى شاركت مع الحلفاء بجيش ضم مليون 200 ألف جندي، استشهد منهم 600 ألف مصري.
وأضاف أن هؤلاء الجنود حاربوا واستشهدوا في بلجيكا وباريس وانجلترا، ومقابرهم موجودة في تلك المدن الأوربية إلى الآن.
وتابع الدكتور وسيم السيسي، أن مصر كانت تطعم في الحرب العالمية الأولى في الفترة من 1914_1918، 15 جيش من دول العالم من بينهم الجيش الأسترالي، ومنذ ذلك التاريخ وأطلق على مصر أم الدنيا لأنها كانت تطعم تلك الجيوش.
وأستطرد الدكتور وسيم السيسي، أن مصر شاركت بكتيبة مصرية في الحرب لأول مرة، وقال أنها المرة الأولى التي يذوق فيها طعم الانتصار ووصف الجنود المصريين إنهم ليسوا بشر لكنهم أسود، قبل ذلك كنا نعاني من الهزائم المتتالية لا ترسلوا لنا كتائب تركية أرسلوا لنا المصريين.
وتابع أن نصر أكتوبر أثبت براعة المقاتل المصري، الذي قال عنه القائد العسكري نابليون بونابرت "لو أن جيشا من المصريين تسيدت العالم بأكمله"
وأوضح عالم المصريات، إن نصر أكتوبر العظيم أعاد الحياة للمصريين بعد هزيمة 67، والتي لم تكن حربا بل غدران ولم يكن للقوات المسلحة دخل فيها، مشيرًا إلى أن الباحثة "مارجريت كيندل" عالمة الجينات الأمريكية أجرت عدة بحوث ودراسات حول الجينات المصري، جمعت عدة عينات من المصريين المسلمين والمسيحيين المقيمين في النجوع والكفور والقرى والمدن، وكانت النتيجة أن جينات المصريين واحدة في 97.5% من العينات التي جمعتها.
وتابع الدكتور وسيم، أن نتائج الأبحاث التي أعيدت مرة أخرى في مصر في قسم البصمة الوراثية والمناعة في القوات المسلحة يؤكد أن المصريين شعب واحد أعتنق اليهودية ثم المسيحية ثم الدين الإسلامي ولم يتغير في جيناته أو صفاته، ولفت إلى أن الغرب يعلم جيدا أن المشكلة ليست في غزو مصر وإنما بل في كيفية الوصول إليها، فنادرا ما نجد شعب متماثلا في طباعه وأخلاقه مثل الشعب المصري يقف يدا واحدة بكل قوته في وجه العدو.
وقال الدكتور السيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس، إن الدولة المصرية وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أعلنت اختيار الطريق الصعب، واختيار الجمهورية الجديدة، لتحقيق الرخاء للأجيال الحالية والقادمة، ولتكن مصر أم الدنيا وقد الدنيا.
وأشار إلى أن الرئيس السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، استلهم من روح أكتوبر العظيم نبراسا يضيء للأمة منارة التقدم والترقي، موجها التحية إلى جيل أكتوبر العظيم وأرواح الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحرية واستعادة الأرض.
وأضاف أن روح التحدي والصمود التي مدنا بها انتصار أكتوبر 1973 امتدت من الحرب إلى الوقت الراهن، يقوي عزيمة الدولة المصرية في مواجهة التحديات والصعاب من أجل شعب مصر والحفاظ على مقدراتها وحماية أراضيها.
وتابع رئيس الجامعة في كلمته أن حرب أكتوبر ستظل تدرس على رأس المقررات العسكرية في أعرق الأكاديميات الحروب في العالم، ليعرفوا كيف حمل جيش مصر على كاهله أمانة تكليف الشعب له بحتمية استرداد الأرض والكرامة، ورفع الراية، وإعلاء الهامة في عنان السماء مهما كلفه ذلك من تضحيات.
وتطرق رئيس الجامعة في كلمته الى الإنشاءات والكليات بالجامعة والتي بلغت 16 كلية، تخدم أبناء السويس ومنها كليتي طب الأسنان والتربية والرياضية واضيف مؤخرا كلية العلاج الطبيعي، ومعهد التمريض.