صاحبة الأسفلت.. شاهد حكاية الأسطى "سناء" أول سائقة ميكروباص فى قنا

رغم صعوبة ما تقوم به امتلكت السيدة الخمسينية عزيمة الجبال لاستكمال مشوارها فى الحياة لتمتهن مهنة الرجال وتصبح الأسطى "سناء" أول سائقة ميكروباص فى قنا تناطح الرجال وتصاحب الأسفلت وتقطع مشاوير تتخطى مئات الكيلو مترات بمفردها بحثًا عن الرزق وسعيًا لعمل يمكنها من الكسب والإنفاق على أسرتها. تذهب فى كل صباح للموقف تنتظر دورها فى التحميل وتتواجد وسط الرجال، ثم تستقل رحلتها إلى مركز نجع حمادى الذى يبعد عشرات الكيلو مترات عن مدينة قنا، لتبرهن أن النساء قادرات على العمل والتحدى كلما وضعن فى تلك الظروف، وبمهارة واتقان تقود سناء سيارتها الميكروباص وتشعر بالأعطال أثناء السير كما إنها ترفض أن يرافقها سائق آخر أو أن يعمل على سيارتها سائق لا يقدر قيمة ما سهرت وتعبت من أجله. وببشاشة الوجه وخطوات الزمن المرسومة على الجبين تستقبل الحاجة سناء زبائنها الذين يرافقونها فى الرحلة منذ سنوات، مكتسبين الثقة لركوبهم مرات عديدة معها دون خوف، ولهدوء حركتها أثناء السير والتزامها بالإجراءات المرورية والاحترازية فى كل رحلة تقوم بها. قالت سناء غريب، 58 عاما، أنها بدأت العمل على الميكروباص منذ عام 2011 وذلك لزيادة الدخل الخاص بأسرتها، حيث كانت تمتلك محل ملابس رياضية فى بداية الأمر وسيارة ملاكى أيضًا مخصصة للمشاوير الخاصة، وقامت بشراء ميكروباص من البنك مع شركاء ولكن لخلاف نشب بينهما اضطرت إلى أن تعمل عليه بمفردها وتخرجهم من الشراكة. وأوضحت غريب، أنه بعد شراء السيارة من البنك والالتزام بدفع أقساطها خرجت للعمل فى عدة خطوط منها خط قوص جنوب المحافظة ثم سافرت إلى أسوان للعمل هناك على الخط وبعدها عملت على خط القاهرة، ورغم صعوبة المسافة إلا أنها استمرت فى العمل لدفع الأقساط الخاصة بالسيارة، ولم تخشى فى تلك الفترة العمل بمفردها كما أنها لم تتعرض لمضايقات إلا فى بداية عملها لعدم تقبل السائقين عمل سيدة معهم فى الموقف. وتابعت سناء غريب، أن فكرة عمل سيدة فى مجال السيارات وأن تصبح سائقة كانت فكرة غريبة وقتها لم يتقبلها الكثير ولكن بعد التعود على رؤيتها وتمكنها من المهنة أصبح الجميع يحترمها ويساعدها فى العمل ويوفر لها سبل الراحة، كما أنه فضلت العمل يوم بعد يوم لراحة السيارة وجسدها. وتمنت سناء غريب، أن تحصل على شقة فى الطابق الأرضى لعدم قدرتها على الصعود إلى الأدوار العليا لمعاناتها مع مرض السكر، قائلة: "اتمنى من الله الستر والصحة ولا شيء آخر"، كما تتمنى أن تذهب إلى الحج.