رصدت عدسة انفراد قضاء الاسطى نعمة عبد العاطي، أول حداده بكفر الشيخ أوقات طويلة بين المطرقة ومنشار كهربائي، وشرر نيران، والحديد، ساعات طويلة،سعيا وراء رزقها وبرغم بلوغها عامها الـ52، إلا أنها مصممةعلى مواصلة العمل في ورشتها بمدينة سيدي غازي التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وأحيانا ترتدي نظارة لحمايتها، لتنفق على أسرتها المكونة من 5 أفراد، لتصنع من الحديد والصاج، أشكالا مختلفة من القطع التي يحتاجها الفلاح المصري، وأدوات الفلاحة.
قالت الاسطى نعمة، انهابدأت العمل في تلك المهنة عندما كان عمرها 10 سنوات تساعد والدها الذي ورث المهنة من والده، ولحبوالدها لها فضلت عدم إكمال تعليمها، لتساعده، خاصة أنهم 8 أخَوَات بنات، فصممت على تعلم المهنة لتساعد في توفير نفقاتأسرة أبيها لتخفف عنه أعباء الحياة.
وأضافت نعمة، أن والدها كان يعرض عليها جلب صنايعية ولكنها كانت ترفض، لأنها قادرة على تحمل المسئولية، مؤكدة أن تلك المهنة لم تبق على حالها، فهرب منها الرجال إلا أنها مصممة على مزاولتها، مشيرة أنها كانت تقوم بعمل العديد من الأشياء الصعبة مثل ومحاريث الزراعة والمقاطير والثقالات الحديد، و ساعدت الكثيرين في فتح ورش عمل، ولكن بعد المعدات الحديثة أغلقت عدد كبير من الورش لعدم إقبالالفلاح عليها تلك الصناعة لاعتماده على الآلاتالحديثة..
وقالت نعمة، ظلت تعمل مع والدها لمدة 20 سنة ، وبعد زواجها انقطعت عن العمل لسفرزوجها ، وبعد عودته عادت للمهنة مرة أخرى وتفتح ورشة خاصة بها بعد وفاة والدها، وظلت تعمل بها لمدة 22 سنة، مؤكدة أنها فخورة بما تقدمه لأولادها وهم فخورين بها، وأن زوجها سعيد بما وصلت إليه، خاصة وأنها قامت بتعليمه تلك المهنة، مطالبهبأن يكون لها دخل شهري.