استقبل المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، عشرة قطع أثرية ثقيلة لعرضها ضمن سيناريو العرض الخاص بالمتحف، تمهيدًا لافتتاحه بعد الانتهاء من مشروع تطويره.
وقال العميد هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار للمشروعات، إن عملية النقل تمت بالتعاون مع القوات المسلحة، ووفقًا لإجراءات محددة مسبقًا تراعي جميع معايير الأمان والسلامة المتبعة عالميًا في نقل القطع الأثرية؛ حيث تم نقل تلك القطع من عِدة أماكن بمدينة الإسكندرية هي المخازن المتحفية بمارينا وماريا، ومنطقة كوم الشقافة، والمتحف البحري.
من جانبه، قال مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، إن من أبرز القطع التي تم نقلها من المتحف البحري هي تمثال إيزيس فاريا، وهو من أضخم التماثيل المقرر عرضها بالمتحف، لافتا إلى أنه مصنوع من الجرانيت الوردي ومقسم إلى ثلاثة أجزاء؛ منها جزء عبارة عن تاج من قرص الشمس يعلوه ريشتي إيزيس، وجزء يتكون من الرأس والصدر بطول 265 سم وعرض 185 ووزن 7 طن ونصف، والجزء الثالث وهو الجزء السفلي من التمثال بطول 380 سم وعرض 120 سم ووزن حوالي 10 طن.
وأكد "عثمان"، في بيان صحفي، اليوم الجمعة، على أنه لأول مرة سيتم تجميع هذه الأجزاء وترميمها ليظهر التمثال متكاملا وعرضه كقطعة واحدة في حديقة المتحف، وذلك باستخدام أحدث الأساليب العلمية المتبعة.
وأشار علي ضاحي رئيس الإدارة المركزية لشئون قطاع المتاحف، إلى أن تمثال إيزيس فاريا، تم اكتشافه بواسطة العالم الأثري كامل أبو السعادات في ستينيات القرن الماضي، شرق قلعة قايتباي والميناء الشرقي، وقد انتشلته القوات البحرية عام 1962 حيث تم نقله إلى منطقة عمود السواري، وفي عام 1991 تم نقل التمثال إلى المتحف البحري، أما الجزء العلوي من التمثال والخاص بالتاج كان قد اكتشفته بعثة الآثار الغارقة بالميناء الشرقي، وتم انتشاله وترميمه وعرضه بمنطقة المسرح بالمتحف البحري.
ومن جانبها قالت الدكتورة ولاء مصطفى مدير عام المتحف اليوناني الروماني، إن من القطع الأخرى التي تم نقلها تضمنت تمثال للإمبراطور ماركوس أوريليوس من الرخام بارتفاع 2 متر، ووزن 5 طن، وتمثال للبطل هرقل من الرخام بارتفاع 2,15 م ووزن 8 طن، وتمثال للإمبراطور سبتميوس سفيروس من الرخام بارتفاع 2 م ووزن 3 طن، ولوحة مرسوم عليها ساقية من الحجر الجيري، ورأس من الجرانيت للقائد الروماني مارك انطوني.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة السياحة والآثار تعمل على تنفيذ مشروع تطوير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، وذلك ضمن اهتمام الوزارة بتراثها الحضاري ومدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط.
ومن المقرر افتتاح المتحف خلال الفترة المقبلة؛ بما يعمل على خلق عنصر جذب جديد للسياحة بالمدينة، وقد شملت أعمال التطوير الانتهاء من الأعمال الهندسية، وإعداد سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية المقرر عرضها، كما تم الانتهاء من تحديد أماكن الفتارين والقطع الأثرية كبيرة الحجم وأبعاد القواعد الخاصة بها، حيث سيضم المتحف قطع أثرية مختلفة ترجع للعصور اليونانية والرومانية، بالإضافة إلى حديقة متحفية، ومركز لحفظ وترميم الآثار، ومركز آخر لبحوث العملة، ومركز للبحث العلمي، ومكتبه تاريخية، كما تم تجهيز المتحف لأصحاب الهمم والسياحة الميسرة.
وسوف يتم تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف من ميادين وشوارع ومباني، وأعمدة للإضاءة، وتوفير أماكن لانتظار السيارات والحافلات السياحية.