فاجئ عددا من شباب محافظات "الشرقية والقاهرة والإسكندرية وشمال سيناء" أهالى قريتين جنوب رفح بزيارة خيرية، قضوا خلالها ليلة بينهم وأطلعوا على نموذج الأهالى المرابطين فى أماكنهم رغم كم المخاطر المحيطة بهم بسبب وقوع مساكنهم فى نطاق مربعات العمليات الأمنية الجارية.
وقال محمد التمساح منسق الرحلة، أنها جأت ضمن زيارت تنظمها قافلة "شعاع الخير" القائمة على العمل الخيرى التطوعى التى اعتاد شبابها على تقديم الخدمات للأهالى ولكنهم توقفوا بسبب صعوبات الوصول نظرا للظروف القائمة، الا انهم فى هذه المرة قرروا التحدى وخوض تجربة الوصول اليهم خصوصا بعد ما علموا بسوء احوالهم وتضررهم، وحاجتهم الماسة لمن يقف إلى جانبهم، وعند سفرهم ووصولهم وعودتهم وجدوا كافة التسهيلات من الجنود المرابطين على بتلك المناطق بعدما علموا وتأمدوا من هدفهم النبيل.
أضاف أنهم خلال الزيارة إلتقوا الأهالى الصامدين فى أرضهم فى ظل ظروف صعبة يعيشونها، ليؤكدوا وطنيتهم وصبرهم، كما التقوا الأطفال الحريصين على التعليم.
وقال "التمساح" أن الزيارة انتهت بنجاح، وهى الأولى من نوعها فى ظل الظروف التى تشهدها مناطق جنوب رفح والشيخ زويد، لافتا أنه شارك فى الرحلة شباب من الإسكندرية، الشرقية، القاهرة، شمال سيناء، تركوا أعمالهم وفى ظل ظروف امنيه مشدده شدوا الرحال إلى هناك.
أضاف أنهم لخصوا نتائج زيارتهم فى رسائل يوجهونها لكل شباب محافظات مصر وهى أن الأطفال على حدود مصر الشرقيه نموذج لأطفال لم تلوثهم ضوضاء المدينه وشاشات الفضائيات، وينشدون باسم مصر، وعلمونا معنى الوطنيه وقيمة الأرض رغم وجود الكثيرون يعيشون فى ظروف أفضل منهم ويتمنون الهروب، وان جنودنا المرابطين على الكمائن هم الحصن فرغم جهلنا ببعض التعليمات الامنيه إلا إنهم كانوا معنا فى منتهى الذوق ذهاباً وايابا، كما انهم شاهدوا فى قرية شيبانة جنوب رفح نموذج لكل اب ومعلم وهما الشيخ سلامه ابوعليان و"عيد " ،يعملون فى صمت لتعليم أكثر من 150 طفل فى ظل إمكانيات معدومة.
ودعا جميع المصريين الوطنيين والأجهزة المعنية مد يد العون لهؤلاء الأطفال النقية فهم خط الدفاع الأول عن مصر.
من جانبه قال الدكتور عادل قاسم أستاذ المحاسبة بكلية التجارة جامعة الزقازيق، وأحد أبناء محافظة القاهرة، وقائد فريق مبادرة شعاع الخير، أن دوره وفريق" قافلة شعاع الخير" الذى يقوده، تنفيذ مبادرة " سيناء فى قلب مصر"، وتضمن تقديم إغاثة عاجلة، وأنشطة مجتمعية، ومعايشة وتنمية بشرية، فعاليات ثقافية، وإنه وأصدقاءه من الشباب وجرت عادتهم أن يحضروا أشياء بسيطة مثل البلالين والزينة والحلويات، ويشاركون أطفال سيناء الفرحة واللعب والرسم على الورق والرمل والتلوين، وينحقق لهم أهداف عدة أهمها مشاركة الأهالى والأطفال، ومعايشة الشباب المتطوعين القادمين من محافظات مختلفة لأهالى سيناء بطبيعتهم بعيداً عما هو منقول إليهم.
اضاف أن زيارتهم لقريتين جنوب رفح تعد بادرة غير مسبوقة فى ظل صعوبة الوصول لتلك المناطق ولكن دائما الهدف النبيل ينتصر وهو انتصار للأهالى البسطاء والأطفال الذين نحرص على أن نتابعهم بشكل دائم لافتا انهم فى مرات سابقة نظموا لهم زيارة للقاهرة للتعرف على معالمها وزرع قيم حب الوطن فى داخلهم.
وقال أن المبادرة لن تتوقف عند هذه الزيارة التى بدأناها منذ وقت وسنواصلها، وسيواصلها معنا هؤلاء الأطفال الذين نزروهم فى هذه القرى بعد يشتد عودتهم ويتيسر لهم القدر الكافى من التعليم ليبقوا فى اماكنهم مفيدين لمجتمعهم ولمصر فى هذه الثغور المهمة على حدود الوطن.