سفن دمياط تعزف على بحار العالم.. صناعة السفن رحلة شاقة يقطعها الدمايطة نحو العالمية

فى الثامنة صباحا، موعد تجد فيه رحلات العمال متجهين إلى ورش صناعة السفن التي تقع معظمها بمدينة عزبة البرج، يمكنك ضبط ساعتك عليهم في الثامنة من كل صباح، تسمع خطواتهم لتنبهك بأنهم قد بدأوا رحلتهم اليومية. صناع السفن في دمياط، هؤلاء الذين يمتلكون مهارات خاصة في محاكاة الأخشاب والحديد، من أجل تقديم أنفسهم للعالم كأحد أفضل العمال في العالم بصناعة السفن، أقل من عشر دقائق فور قيام "ريس العمال" بتوزيع المهام تبدأ ماكيناتهم في الحديث يصمت الجميع ويعلو فقط صوت العمل. جولتنا كانت بمدينة عزبة البرج بمحافظة دمياط، واحدة من أهم المدن التى تقع على البحر الأبيض المتوسط، وأحد المدن الكبرى فى مجال الصيد اقتربنا أكثر من حياة صناع السفن لنتعرف على أسرارها فحدثنا أهلها عن تفاصيل ارتباطهم بها، بينما انتظرتنا تلك الصناعة لتخبرنا هى الأخرى بما تشهده من تاريخ لأبناء دمياط عبر أزمنة مختلفة. "المهنة دي حياتنا ومنعرفش شغلاتة غيرها".. بهذه العبارة وصف لنا "محمود سالم" أحد صناع السفن بدمياط حالتهم مع المهنة، مشيراً إلى أن مهنة صناعة السفن لم تكن مجرد مهنة لكسب الرزق فحسب، إنما أصبحت فلكلور خاص بهم وأصبحت مهنة صناعة السفن جزءا أصيلا من ثقافتهم. وبدأ صانع السفن حديثه لنا قائلا: "احنا لينا شهرة كبيرة في دول الغرب، وأشهر اليخوت اتصنعت عندنا"، مشيراً إلى أن دقة التصنيع واحدة من أهم أسرار الصنعة التي أثبتت كفاءتهم بين دول العالم". وقادنا "عم سيد" أحد شيوخ المهنة فى جولة بين جنبات ورشته الصغيرة ليسرد لنا قصة أشهر سفينة صنعها ليستكمل الحديث قائلا: "أول أعمالي كنت في العشرين من عمري، كانت سفينة لرجل أعمال يوناني، صممتها بورشة والدي وكتبت اسمي عليها"، وتابع شيخ صناع السفن في دمياط قائلا: "كنت سعيدا جدا بأن اسمي سافر اليونان وكنت متأكد أنه هيجيب شغل كتير، والحمد لله كانت سبب في رزق كتير لينا" وأنهي حديثه قائلا: "رسالتي لشباب اليومين دول اصبروا واشتغلوا كتير". اقتربت رحلتنا على الانتهاء، أيضا بدأت أصوات الماكينات في السكون، قد يخبرنا أحدهم أن يومهم اقترب علي الانتهاء، ليضربوا موعدا مع رحلتهم هذه في اليوم التالي، لتستمر سفن ورش دمياط تعزف على بحار العالم.