من العمل بالنقاشة لأشهر فنانى الموال الصعيدي.. "الأسمر" فنان يحافظ على التراث

رغم مرور سنوات عديدة علي خروج الأغاني الشعبية والموال وأغاني الفلكلور الصعيد الذي يعبر عن العادات والتقاليد ووصف ما كان سائد في أوقات ماضية إلا أن الأغنية الشعبية والتراثية ما زالت صامدة في وجه الحداثة والأغاني الجديدة والمهرجانات، يعبر أصحابها وناقلي تلك الأغنيات عن البيئة التي ينتمون إليها وتحكي الأغاني مواقف تعرض لها المطرب والحكي عن أشياء من حوله وتضمنت تلك الأغاني الحديث عن الغزل الصريح والغير صريح وكذلك الحديث عن القرية والمدينة وعادات أهالي القرية والتفاخر بها وبالأصول الصعيدية، وورثت الأجيال القديمة العهد للأجيال الصاعدة حتي لا تندثر الأغنية والموال الشعبي بمرور الزمن، ومن أشهر مطربي الموال والأغاني الشعبية بالصعيد محمد الأسمر ابن محافظة قنا. فمن العمل بالنقاشة مع والده وأخيه الأكبر إلي المطرب الأشهر للموال وأغاني الفلكلور ذاع صيت الأسمر الذي اتجه إلي الغناء بعد العمل في ذلك المجال واشتهرت أغانيه بين الشباب وأيضًا الفئة العمرية الأكبر، كما بدأ في أغاني الموال والأغاني الفلكلورية القديمة التي استمع إليها أمثال جابر العزب والذين اعتمدوا علي فن الكف الذي اشتهرت به محافظات أسوان والأقصر وقنا وما زال عدد من الفنانين يجيدون هذا النوع من الفن الذي يعتمد علي الارتجال والتوازن ما بين الكلمات واستخدام العود. قال محمد الأسمر، فنان شعبي، إن بعد انتهاء الدراسة اتجه إلي العمل في مجال النقاشة والذي عمل فيه والده وشقيقه الأكبر وظل يمارس العمل وأتقنه، حيث كان مصدر دخل له ثم اتجه إلي الغناء بعد مساعدة الفنان أحمد القط له وهو عازف أورج ومن أوائل الفنانين في المحافظة وطوع أغانيه نحو الحفاظ علي الماضي والتراث الشعبي والأغاني القديمة التي تناقلها أجيال سابقة بالإضافة إلي الأغاني الجديدة التي قام بغنائها. وأوضح الأسمر، أن أغاني الفلكلور والأغاني الشعبية والموال هي جزء من البيئة التي يعيش فيها الإنسان، فهي تعبر عن عادات وتقاليد وتصف الواقع الذي يعيشه المواطن في تلك الأماكن وأوقات حزنه وفرحه، بالإضافة إلي الحفاظ علي أنواع متعددة منها فن الكف وفن الواو الشفاهي والذي يعتمد علي القول وتعتمد أيضًا تلك الفنون علي الارتجال، ومن أشهر الفنانين الذي استمع لهم جابر العزب في الفن الشعبي. وتابع الأسمر، أن عمله في مجال النقاشة قبل الغناء والشهر هو البوابة التي عبر من خلالها إلي المرحلة الجديدة وهو ما يقوله في أحاديثه مع الأشخاص ولا يخبيه عن المقربين أو الجمهور، بالإضافة إلي استماعه لكبار المطربين الشعبيين للوصول إلي المستوي الذي يريده، مضيفًا أن حفلاته لا تقتصر علي محافظة قنا ومحافظات الصعيد بل تمتد إلي محافظات الوجه البحري والقاهرة والإسكندرية ويتمني أن يصبح من أكبر الفنانين في مصر في مجال الفن الشعبي الذي يعبر عن هوية المكان والأشخاص. وأشار محمد الأسمر، أن الجمهور الصعيدي محب للفن الشعبي والتراثي بالإضافة إلي اللون الجديد ولكن هذا لا يؤثر علي ما هو قديم ومازالت أغاني تراثية تردد إلي اليوم بين الجمهور ولاسيما في الصعيد، كما أن علاقته بالفنانين بمدينة قنا مترابطة وعمل مع عدد منهم كما أن الجمهور هو الداعم للنجاح.