مساكن الأبعادية بدمنهور تتحول لإسطبل حمير ومأوى للبلطجية

يفتح "انفراد" ملف مساكن الأبعادية بمدينة دمنهور، والذى يعكس كل صور الإهمال بمحافظة البحيرة، خاصة بعد أن تحولت المساكن إلى إسطبل للخيول والحمير، فضلا عن إصابة الأطفال بأمراض الصدر المزمنة والحساسية، بسبب مخلفات الخيول والحمير والروائح الكريهة، بخلاف أكوام القمامة.

وسادت حالة من الغضب بين أهالى مساكن الأبعادية بمدينة دمنهور، بسبب تلك الكارثة، بالإضافة إلى انعدام النظافة، وتحولت المنطقة الخضراء التى من المفترض أن تكون متنفساً للمواطنين قاطنى تلك المساكن، إلى إسطبل للخيول والحمير، يأوى الحشرات والفئران، وأدى تدهور الخدمات إلى قيام عدد من قاطنى مساكن الأبعادية بالتنازل عن شققهم وبيعها هربا من جحيم المنطقة، والبحث عن أماكن بديلة للعيش فيها لتوفير مناخ صحى لتربية أولادهم.

وقال أحمد غانم من سكان المنطقة، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إنهم يأسوا من عدم استجابة المسئولين بالبحيرة، فالعمارات السكنية التى يقطنوها فيها أصبحت أشبه بعربخانة للحمير والخيول، ومخزن لتجميع القمامة والكراتين والبلاستيك، وطالب غانم بمحاسبة كافة المسئولين عن هذه الكارثة.

وطالبت أم محمد إحدى قاطنى مساكن زهراء الأبعادية، محافظ البحيرة الدكتور محمد سلطان، بسرعة التدخل لحل أزمتهم، بعد أن أصبحت منطقة الأبعادية بؤرة إجرامية، تأوى المسجلين خطر وتجار المخدرات، فى ظل غياب أمنى تام، مطالبة المحافظ بزيارة مساكن الأبعادية على الطبيعة لمشاهدة الصورة المؤلمة بعينه والتواصل مع المواطنين، والعمل على إيجاد حلول سريعة لمشاكلهم المزمنة.

وقال محمد الريانى من سكان مساكن الأبعادية: نطالب المحافظ بمحاسبة المسئولين عن البيئة فى المحافظة والذين لم يتقوا الله فى عملهم، وساهموا بإهمالهم فى تحول تلك المساكن إلى حظيرة كبيرة للحيوانات والخيول والحمير، ويتساءل الريانى: هل المسئولون فى محافظة البحيرة ليسوا على علم بتلك المشاهد المؤلمة؟ وهل موظفو مجلس قرية الأبعادية والوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور لم يشاهدوا تلك الصورة المؤسفة؟ فإذا كان المسئولون على علم ولم يحركوا ساكنا، فهذه كارثة، وإذا لم يكونوا على علم فهذه كارثة أكبر تستوجب محاكمتهم.

وقال محمود فوزى شحاته المحامى إن مساكن زهراء الأبعادية نموذج مصغر يعكس كافة صور الفساد فى مصر، فهذه المنطقة التى أصبحت بؤرة إجرامية بما تحملها الكلمة من معانى، تأوى المسجلين خطر وتجار المخدرات وأرباب السوابق، وهذا النموذج يعكس مدى الفساد والإهمال فى القطاع الأمنى الذى سمح للمجرمين بممارسة كافة جرائمهم بلا رقيب، وأدى انتشار الجريمة وغياب الأمن إلى ارتكاب العديد من الوقائع الإجرامية المؤسفة لبعض الخارجين عن القانون، آخر تلك الوقائع قيام مجموعة من البلطجية بتجسيد مسلسل الأسطورة، وإطلاق وابل من الأعيرة النارية لإرهاب أهالى المنطقة بحثا عن أحد الأهالى الذى قتلوه بعد ذلك فى محيط مجمع مواقف دمنهور، ولا ننكر أن الأمن قام بدوره ونجح فى ضبط هؤلاء المجرمين بعد ساعة من وقوع الجريمة، ولكن أليست الوقاية خير من العلاج، فإذا كانت بهذه المنطقة نقطة شرطة وتواجد أمنى مكثف ما استطاع هؤلاء المجرمين الخروج عن القانون.

وفيما يتعلق بمستوى النظافة المتدنى وتحول المنطقة لإسطبل للخيول، يستطرد فوزى: هذا يعكس صور الفساد فى المحليات، وبخصوص أزمة انقطاع المياه والكهرباء بصورة مستمرة عن المنطقة فهذا أيضا إحدى صور الفساد للجهاز الإدارى للدولة، فإذا ما أردنا الإصلاح وجب علينا محاسبة كافة المسئولين فى المحافظة عما وصلت إليه تلك المنطقة، فى محاولة من بعض المفسدين لنحر إنجازات الرئيس السيسى على أرض محافظة البحيرة.

وطالبت هبة محمد بإقامة نقطة شرطة ومستشفى لرعاية أبناء المنطقة، الذين يواجهون الأمرين فى حالة مرض أحد أبنائهم، خاصة وأنهم يتكبدون مصاريف باهظة فى وسائل المواصلات، لافتة إلى أن سعر التاكسى من وسط مدينة دمنهور لمساكن الأبعادية 10 جنيهات، وتساءلت هبة: كيف لموظف بسيط راتبه 800 جنيه أن يتكبد مصاريف المواصلات فقط، فما بالكم بمصاريف المعيشة فى ظل حالة الغلاء التى كادت أن تقضى على المساكين والفقراء ومحدودى الدخل بهذا البلد الكريم.

وطالبت هبة كافة المسئولين بالمحافظة أن يعملوا كما يعمل رئيس الدولة، وأن يتقوا الله فى أعمالهم، كما طالبت هبة محمد بتوفير أتوبيسات لنقل الأهالى من وإلى الأبعادية بصورة منتظمة وليس على فترات كما يحدث الآن.