أكد الدكتور على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية المتفرغ بجامعة القاهرة، ووزير الشباب والرياضة الأسبق، على أن أحد معايير قياس درجة تقدم الأمم وتطورها هو متوسط استهلاك المياه لكل مواطن، كما أن الأمم المتحدة اعتبرت الحق فى المياه العذبة أحد حقوق الإنسان الأساسية، وفى مؤتمر شرم الشيخ لأول مرة يخصص يومًا للمياه بدعوة من مصر، وقدمت خلالها مبادرة مع منظمة الأرصاد المائية للتحكم فى سياسات الدول فيما يخص مشاركة الأنهار.
ولفت هلال إلى أن المياه أصبحت مشكلة فى بقاع كثيرة من العالم وزاد من مشكلتها التغييرات المناخية، حيث نجد فى إفريقيا تصحر وجفاف ونفوق للكائنات الحية مما تسبب فى نزوح السكان، وفى أماكن أخرى نجد هطول عنيف للأمطار أدى إلى فيضانات، كما حدث فى دولة باكستان التى أغرقت الفيضانات ثلث مساحتها تهجر على إثرها 33 مليون مواطن.
وأشار إلى أنه وفقًا لآخر إحصائية أصدرتها الأمم المتحدة؛ 2 مليار شخص يعانى نقص أو غياب المياه العذبة، و4 مليار شخص يعانون إما من نقص خدمات الصرف الصحى أو عدم وجودها من الأساس، مضيفًا أن مسئولية أى دولة أن تتأكد فى كل الأوقات من وجود كمية كافية من المياه تتوافق مع احتياجات المجتمع المتزايد، وهى الأزمة التى دخلت فيها مصر بالفعل والتى تحتاج إلى حلول صعبة.
جاء ذلك خلال الحوار الأول من منتدى "حوارات الإسكندرية" الذى نظمته مكتبة الاسكندرية، تحت عنوان "الأمن المائى المصري: التهديدات والمخاطر وسُبل المواجهة"، اليوم الأحد، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وتحدث فى المنتدى الفريق مهاب مميش؛ مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات قناة السويس والموانئ البحرية، وقائد القوات البحرية الأسبق، والدكتور محمد شوقى العناني؛ أستاذ القانون الدولى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعضو مجلس الشيوخ، وأدار الحوار الدكتور على الدين هلال؛ أستاذ العلوم السياسية المتفرغ بجامعة القاهرة، ووزير الشباب والرياضة الأسبق.
ووجه الدكتور على الدين هلال الشكر إلى مكتبة الإسكندرية على فكرة منتدى الحوار، إذ إنه فضيلة أخلاقية تتضمن معانى التسامح والحرية وتعدد الآراء، وأضاف أن الوصول إلى الحقيقة يأتى من خلال الاتفاق والاختلاف، كما إنه مصدر قوة للنظم السياسية، فالمجتمعات الهشة هى التى لا تتحمل الحوار.
وتحدث هلال عن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الحوار، والتى أراد من خلالها أن يكون الحوار سمة عامة فى المجتمع، وبالفعل انتقل إلى الإعلام وأصبح هناك انفتاح على مختلف الآراء، وهو ما سوف يساهم فى حدوث ارتياح اجتماعى وفتح آفاق جديدة.