قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إن الإسلام احترم دور العبادة وأمر بالحفاظ عليها لأنها أماكن يذكر فيها أسمه، ووصف القرآن الكريم اتباع سيدنا عيسي عليه السلام بالرأفة والرحمة، كما وصف كذلك أتباع ذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
جاء ذلك ذلك خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الذي تنظمه مكتبة الاسكندرية اليوم، تحت عنوان "التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل".
وأكد "داوود" خلال كلمته التي القاها نيابةً عن شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب؛ إن الإسلام أمر عند الحوار مع الآخر أن اختيار أفضل الطرق واحسنها، مشيرًا إلى أن الإنسانية كلها تشترك في الأخلاق فالصدق محمود في كل دين ومذهب والخيانة مذمومة في كل دين ومذهب.
وأشار "داوود" إلى أن للأزهر الشريف عملين رائدين في إعلاء قيم التسامح وقبول الأخر العمل؛ الاول وثيقة بين الدكتور احمد الطيب وقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وكان لها دور فعال في نشر الأخوة والتسامح وهي جديرة بأن تدرس وان تفتح آفاق رحبة للباحثين في هذا المجال.
وتابع أن العمل الثاني هي مؤسسة مصرية هي بيت العائلة الذي وحد الصف في وحدة مصرية بين المسلمين واخوانهم المسيحيين، يراها كل منصف ، و يقدم دورًا بناءً في خدمة الوطن والقضاء على الفتن، ونشر روح المحبة و الألفة والتسامح، الذي هي من صميم هذا الشعب العظيم وتقاليده القديمة الراسخة، لافتًا أن بيت العائلة المصري تجربة رائدة يمكن تصديرها للعالم كله ليكون لكل دولة بيت عائلة يجمع شملها مهما تعددت دياناتها.
وقد شهدت مكتبة الإسكندرية ،اليوم افتتاح مؤتمراً علمياً دولياً ، تحت عنوان «التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل»، والذى تستمر فعالياته علي مدار ثلاثة أيام من 22 حتي 24 نوفمبر الجاري، وذلك تحت رعاية الأزهر الشريف وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين، وبمشاركة مطرانية مراكز الشرقية والعاشر من رمضان للأقباط الأرثوذكس، والمركز الثقافي الفرنسيسكاني، ومعهد التثقيف اللاهوتي للعلمانيين الرسل - جونية، ومركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، وجامعة القادسية جمهورية العراق، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله المملكة المغربية.
وافتتح المؤتمر الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية وكبار مسئولي المؤسسات الدينية بمصر، وذلك بحضور كل من الدكتور شوقي علام؛ ومفتي الديار المصرية، والدكتور محمد مختار جمعة؛ وزير الأوقاف،والبابا تواضروس الثانى،بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا إبراهيم إسحق؛ بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة للأقباط الكاثوليك، والدكتور القس أندريه زكي؛ رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، والدكتور حيدر جاسم؛ الاتحاد الدولي للمؤرخين، والدكتور نظير محمد عياد؛ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، بمشاركة نخبة من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش من المسئولين والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية والمثقفين من مصر والعالم العربي.
كما يعرض المؤتمر أكثر من 130 ورقة بحثية يقدمها مجموعة من الباحثين من 14 دولة مختلفة (مصر - الجزائر - تونس - المغرب - ليبيا - السوادان - قطر - البحرين - لبنان - العراق - الإمارات - الأردن - سوريا - استراليا)، حيث يأتي المؤتمر انطلاقًا من أهمية الحوار كقيمة عُليا مناقضة ومعاكسة لفكرة التعصب، ولأهميته في مَد جسور التواصل والتفاهم وقبول الآخر، ولكونه مُؤسَسًا على الموضوعية ومُستندًا على العقلانية المستنيرة والوعي الجمعي. وتعد لغة الحوار سمة المجتمعات المتحضرة الراقية، ومن هنا كان منطلق هذه الانطلاقة الهامة نحو مستقبل أفضل.