أكد الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الكاثوليك فى مصر، أن الحكمة الإلهية قضت بوجود التعديدية للتعايش معا على القدر فيما بينهم، والعيش بينهم من خلال تلك الاختلافات، وجعل الله الاختلاف سنة أبدية كونية، مشيرا إلى أن قوة الآخر تعنى احترام الآخر، وتفهم ما لديه من أفكار وتقاليد وقيم.
جاء ذلك ذلك خلال افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية اليوم، تحت عنوان "التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل"، وأن العيش المشترك يعنى قدرتهم على العيش المشترك فى سلام ووئام، مشيدا بفكرة المؤتمر التى تطرح مصطلحات أثارت الجدل عالميا فى التعددية و قبول الآخر.
وقد شهدت مكتبة الإسكندرية، اليوم افتتاح مؤتمر علمي دولي تحت عنوان «التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل»، والذى تستمر فعالياته علي مدار ثلاثة أيام من 22 حتي 24 نوفمبر الجاري، وذلك تحت رعاية الأزهر الشريف وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمؤرخين، وبمشاركة مطرانية مراكز الشرقية والعاشر من رمضان للأقباط الأرثوذكس، والمركز الثقافي الفرنسيسكاني، ومعهد التثقيف اللاهوتي للعلمانيين الرسل - جونية، ومركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، وجامعة القادسية جمهورية العراق، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله المملكة المغربية.
وافتتح المؤتمر الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية وكبار مسئولي المؤسسات الدينية بمصر، وذلك بحضور كل من الدكتور شوقي علام؛ ومفتي الديار المصرية، والدكتور محمد مختار جمعة؛ وزير الأوقاف،والبابا تواضروس الثانى،بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والأنبا إبراهيم إسحق؛ بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة للأقباط الكاثوليك، والدكتور القس أندريه زكي؛ رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، والدكتور حيدر جاسم؛ الاتحاد الدولي للمؤرخين، والدكتور نظير محمد عياد؛ الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، واللواء محمد الشريف؛ محافظ الإسكندرية، بمشاركة نخبة من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش من المسئولين والقيادات الدينية المسيحية والإسلامية والمثقفين من مصر والعالم العربي.
كما يعرض المؤتمر أكثر من 130 ورقة بحثية يقدمها مجموعة من الباحثين من 14 دولة مختلفة (مصر - الجزائر - تونس - المغرب - ليبيا - السوادان - قطر - البحرين - لبنان - العراق - الإمارات - الأردن - سوريا - استراليا)، حيث يأتي المؤتمر انطلاقًا من أهمية الحوار كقيمة عُليا مناقضة ومعاكسة لفكرة التعصب، ولأهميته في مَد جسور التواصل والتفاهم وقبول الآخر، ولكونه مُؤسَسًا على الموضوعية ومُستندًا على العقلانية المستنيرة والوعي الجمعي. وتعد لغة الحوار سمة المجتمعات المتحضرة الراقية، ومن هنا كان منطلق هذه الانطلاقة الهامة نحو مستقبل أفضل.