وجه الشيخ محمد عفيفي مدير عام ادارة الوعظ بمنطقة بورسعيد الأزهرية ورئيس لجنة الفتوى وأمين عام بيت العائلة المصرية ببورسعيد، رسالة إلى العلماء من الأئمة والدعاة والوعاظ والعاملين في مجال الدعوة الدينية، بعنوان "زاد الخطيب".
وقال مدير وعظ بورسعيد، إن الكلمة الطيبة تقيم مبادئ وتنعش أرواحا، وتحرك شعوبا، وتصلح خطأ وتقيم عدلا، وتسحق زيفا، وهي طريق العمل، واستفادة من الماضي وتشييد للحاضر وأمل واعد للمستقبل، وأقوى ما تكون الكلمة على منبر الوعظ ندوة أو محاضرة أو توعية أو درسا .
وأضاف الشيخ محمد عفيفى، أن منبر الوعظ يوم تطرق الرؤوس وتنشرح النفوس وتشرئب الأعين ويسود الصمت فلا تسمع إلا همسا، حينها ينجلي الخطيب ويتدفق لسانه بالحجج وتنساب نغماته في الأرواح إنسياب الماء في العود والحب في المهج والنور في التيار وينسج الخطيب بكلامه من الأمة العاطلة المستكينة أمة عاملة منتجة فاعلة تبني وتعمر وتكتب وتقرأ وتعطي وتضحي.
وأشار إلى أن أول ما فعله رسولنا صل الله عليه وسلم، في أمة الصحراء أنه خطبهم ووعظهم وبشرهم وانذرهم وأمرهم ونهاهم فتحول عباد الأوثان إلى أئمة طهر وقلوب مهر، مؤكداً أن اللسان الصادق يفعل في الأمم فعل الجيوش الجرارة والجنود المغامرين، ويخاطب الأرواح مباشرة، ويناجي النفوس بلا حجاب، وعند سماع الخطبة المؤثرة من شيخ متقن، يشجع الجبان، ويسخو البخيل، ويهدي العاصي، ويطعم الفقير، ويكسو العاري، ويعان المنوب ويمسح دمع المصاب.
وأكد أن الخطيب البليغ اللامع اذا خطب في فن الشجاعة هون الموت على الجنود، وإذا خطب في الأغنياء التمس منه البذل والسخاء والعطاء، وإذا خاطب في الفقراء جعل مرارة العمل سعادة ورخاء، فبعض الخطباء يخطب في الجلوس فيجثون على الركب ويزحفون إليه وتنقطع أبصارهم فيهم، والخطيب القدير هو الذي يملك زمام المبادرة، واثق النفس هادئ الأعصاب، يحيي العبارات كأن الكلمات طيرا بأجنحة، وحمام بريش وعصافير على سنابل.
وشدد مدير منطقة وعظ بورسعيد الأزهرية، على أهمية الخطابة، وإنها نعمة من الله بها على الدعاة والوعاظ والأئمة والخطباء واصطفاهم بها على غيرهم، فهم يقفون مكان رسول الله صل الله عليه وسلم، معتليين المنبر.
واختتم قوله بتوصية للدعاة قائلا:" أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والصدق والإخلاص وحسن النية، والخطابة هي الإقناع ونقل السامع من الغي إلى الرشاد ومن الإنحراف إلى الإستقامة ومن الظلم الي العدل ، علينا أن نقرأ جميعا من الكتب الدينية والثقافية وفي جميع المجالات، وليست الخطابة لفظا بلا معنى وقالبا بلا قلب وعبارات بلا عبر فكأنها صوت وصورة، ماء وظل ندى وطل، شبع ورى عواطف ومعاني مثل وقيم، وهي من البيان لسحرا، وسحر الخطابة في القائها وجاذبيتها وحلاوتها".