شارك الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس اليوم الأربعاء، فى فعاليات المؤتمر البحرى العربى اليونانى الأول الذى تنظمه الغرفة العربية اليونانية للتجارة والتنمية فى الفترة من 5 إلى 6 يوليو باليونان، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين ومجموعة من الشخصيات الفاعلة فى مجال النقل البحرى والموانيء واللوجيستيات والنقل متعدد الوسائط وتكنولوجيا المعلومات والإدارة الإلكترونية على الصعيد العربى ودول شمال إفريقيا واليونان.
ويهدف المؤتمر إلى دعم سبل التعاون وفرص العمل والاستثمار العربى مع اليونان فى المجالات المتعلقة بالنقل البحرى والملاحة البحرية وما يتصل بها من مشاريع مختلفة.
وجاءت مشاركة الفريق ربيع كمتحدث رئيسى فى فعاليات الجزء الثانى من الجلسة الأولى للمؤتمر عن التعاون الثلاثى ببن مصر وليبيا واليونان فى جنوب شرق المتوسط.
واستهل الفريق أسامة ربيع كلمته بالتأكيد على عمق الروابط التاريخية والاقتصادية والثقافية التى تربط بين مصر واليونان على مر التاريخ، والتى تقع قناة السويس فى قلب هذه العلاقات الممتدة والمثمرة بين البلدين، حيث لا تزال مصر تتذكر الموقف المُشرف للمرشدين اليونانيين خلال ملحمة تأميم قناة السويس عام 1956، ومساندتهم للإدارة المصرية.
وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس تفتح أبوابها للتعاون فى سبيل خدمة مجتمع الملاحة الدولى واستدامة سلاسل الإمداد العالمية، وهو ما يتماشى مع رؤية الهيئة لتوفير شريان ملاحى آمن وقاعدة صناعية مستدامة، ويتحقق ذلك فى ضوء استراتيجية التطوير الطموحة 2030.
وشدد رئيس الهيئة على أن قناة السويس أحرزت منذ انطلاق هذه الاستراتيجية الوطنية تقدمًا ملموسًا على صعيد كافة محاورها الرئيسية، بما يعزز تحقيق رسالة الهيئة التى تصبو إلى تقديم حزمة متكاملة من الحلول التكنولوجية والخدمات اللوجيستية والأنشطة البحرية وصناعات القيمة المضافة المدعومة بقاعدة من الخبرات البشرية المتراكمة تزيد عن 150 عاماً، وذلك بفضل الدعم غير المحدود للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لخطط تطوير المجرى الملاحى فى سبيل الحفاظ على المكانة التنافسية الرائدة لقناة السويس عالميًا.
وأوضح الفريق ربيع أن هذه الخطط تم ترجمتها على أرض الواقع خلال السنوات القليلة الماضية، عبر تنفيذ عدة مشروعات قومية على رأسها مشروع قناة السويس الجديدة الذى ساهم فى تحقيق القناة إيرادات قياسية وصلت إلى 9.4 مليار دولار خلال العام المالى 2022/ 2023 مع عبور 25887 سفينة بإجمالى حمولات تتجاوز 1.5 مليار طن، مؤكدًا أنه جارٍ البناء حاليًا على هذه الإنجازات عبر العمل على تنفيذ مشروع تطوير القطاع الجنوبى، والذى سينعكس على زيادة الطاقة الاستيعابية فى القناة بمعدل 6 سفن جديدة، وتحسين معدل الأمان الملاحى بنسبة زيادة قدرها 28%.
وأضاف أنه فى الوقت ذاته قطعت الهيئة شوطًا فى برنامج تطوير الأسطول البحرى لرفع كفاءة القناة وتحسين مستوى الخدمات المُقدمة للسفن العابرة، وذلك من خلال تدعيم أسطول الهيئة بأحدث كراكتين فى الشرق لأوسط وهما الكراكة"حسين طنطاوي" والكراكة"مهاب مميش"، وعدد 28 قاطرة حديثة تشمل قاطرتى إنقاذ وقاطرات مصاحبة وقاطرات صغيرة، هذا جنبًا إلى جنب مع بناء لنشات إرشاد حديثة.
ثم ألقى الفريق ربيع الضوء على جهود استغلال الفرص الاستثمارية التى تحقق عوائد إضافية لقناة السويس، وهى الجهود التى تشمل تطوير وإعادة هيكلة الشركات التابعة وتحسين الاستفادة من أصولها الواعدة والمتنوعة للارتقاء بكفائتها الإنتاجية وأدائها المالى، مشيرًا إلى جنى ثمار هذه الخطة بالفعل فى ضوء تحول 5 شركات من أصل 7 شركات للربحية، ومن المستهدف استكمال استراتيجية تطوير الشركات التابعة.
وتطرق رئيس الهيئة إلى محور تحقيق الاستدامة البيئية الذى سيقود قناة السويس للتحول إلى قناة خضراء مستقبلاً، إذ تم إطلاق عدة مبادرات صديقة للبيئة لخفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030، أبرزها تشغيل 16 محطة مراقبة بطول المجرى الملاحى بالطاقة الجديدة والمتجددة، فضلاً عن الدخول فى شراكة مع مجموعة شركات "V" اليونانية المالكة لشركة "Antipollution" لتقديم خدمة جمع وإدارة المخلفات الصلبة والسائلة، ضمن الخدمات اللوجيستية المقدمة للسفن العابرة للقناة، وهو ما يتكامل مع خطة خلق مصادر دخل جديدة، خاصةً بالعملة الصعبة.
وفى هذا الصدد، أشار الفريق ربيع إلى بدء تقديم خدمة تموين السفن المارة بقناة السويس بالوقود بالتعاون مع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ووزارة البترول والقطاع الخاص ضمن عدة خدمات مقدمة لها وذلك خلال فترة الانتظار بالقناة بما يحقق الاستفادة الكاملة للسفن وتوفير الوقت اللازم لإمدادها بالوقود.
واستعرض رئيس الهيئة دور قناة السويس فى خطة وطنية تصبو إلى وضع مصر على الخريطة العالمية لسياحة اليخوت عبر تطوير مراين متطورة لليخوت فى مدن القناة الثلاث، والتى تستهل بتطوير مارينا اليخوت بالإسماعيلية بطاقة استيعابية تصل إلى 120 يخت وتوسيع مظلة الخدمات المقدمة من خلاله لتضاهى مراين اليخوت العالمية، وذلك بالتوازى مع إنشاء مارينا يخوت آخر على الطراز الحديث بالإسماعيلية ليكون أول نموذجًا لمارينا خضراء مستدام يمتثل للمعايير البيئية، فضلاً عن إنشاء مارينا يخوت فى الساحل الشمالى، وتوطين صناعة اليخوت بالتعاون مع ترسانة جنوب البحر الأحمر.
وألقى الفريق ربيع الضوء على الدور التنموى والمجتمعى لهيئة قناة السويس وسعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة، وعلى رأسها تنفيذ مخطط التنمية لشبه جزيرة سيناء، وذلك عبر بناء وتشييد عدة محاور متنوعة تربط بين مدن القناة وسيناء، والتى تشمل سلسلة الأنفاق العملاقة التى تمر أسفل القناة وخمسة كبارى عائمة ومرفق المعديات، بما يفتح آفاقًا أرحب للتنمية فى أرض الفيروز، وذلك بالتوازى مع بناء قرية أولمبية فى مدينة الإسماعيلية على مساحة 350 ألف متر مربع للمساهمة فى إعادة بناء الشخصية المصرية.
واختتم رئيس الهيئة كلمته بالتأكيد على على أن قناة السويس ستظل ركنًا رئيسيًا فى مسيرة النهوض بالدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، انطلاقًا من أهميتها الاستراتيجية فى قلب التجارة العالمية، بما يحتم علينا مواصلة مشروعات التطوير بقناة السويس حتى تواكب كافة المتغيرات العالمية فى مجال النقل البحرى وحركة الملاحة العالمية.