يعرفه رواد المراسى السياحية، والفنادق، والمراكب، والبواخر فى أسيوط، فهو ذلك الرجل عازف الكمانجة ذو الألحان التى تطرب الحضور أينما حل أو وجد فى مكان، إنه عم " جمال الصعيدى" ذلك الرجل الذى بدأ عقده السابع وهو عازف للكمان الذى تعلمه من والده منذ نعومة أظافره وهو فى الصف السادس الابتدائى.
فى البداية قال عّم جمال الصعيدى تعلمت الكمانجة وأنا فى الصف السادس الابتدائى وعلمنى ذلك المرحوم والدى، حيث إنه كان من العازفين المشهورين فى أسيوط، وكان يدعى الحاج "محمد الصعيدى" وأنا متزوج وعندى ٤ أولاد "ولدين، وبنتين" زرعت فيهم أيضا حب الفن أكبرهم "دينا"، وهى بكالوريوس تربية نوعية تخصص "آلة القانون"، وهى الأولى على دفعتها، وحصدت المركز الأول على مستوى الجمهورية فى عزف آلة القانون ضمن مسابقات شباب الجامعات بالإسماعيلية، ومحمد طالب بالثانوية العامة، وهو عازف كمان، ورحاب طالبة بالصف الثانى الإعدادى وهى عازفة كمان، وأحمد طالب فى الصف السادس الابتدائى وهو أيضا عازف كمان، ولا أعزف فى هذه الأماكن طلبا للربح أو غيره فالحمد لله ظروفى المعيشية جيدة، ولكن أنا استمتع فنيا بالعزف حينما أرى استمتاع الآخرين وإنصاتهم لى.
وأضاف الصعيدى شغلتى الأساسية مدرس بالتربية والتعليم، وتدرجت وظيفيا حتى وصلت لدرجة مدير بمدرسة الوحدة العربية بأسيوط، والتحقت بفرقة قصر ثقافة أسيوط وتركتها لتدهور أحوال قصر الثقافة والفرقة الموسيقية منذ أن تركها الأستاذ حمدى عبد اللطيف، لأنه كان شعلة نشاط فى الفرقة وهنا فى أسيوط يحاربون من يؤدى عمله بإخلاص، واشتغلت فترة مع مشايخ الإنشاد الدينى وعلى رأسهم الشيخ ياسين التهامى وهو عميد الإنشاد فى مصر والوطن العربى وهو أحد أستاذة هذا الفن وربانى على الأخلاق الفاضلة، وقبل الثورة كنت أعمل عازفا فى منطقة الحسين والمقطم، وكثير من الفنادق السياحية الفاخرة بالقاهرة ومنذ نعومة أظافرى وأنا أتقابل مع كبار الفنانين سواء سينمائيين أو موسيقيين ومنهم الفنان عادل إمام، وسعيد صالح، وزيزى البدراوى ونجاة الصغيرة وغيرهم من الفنانين.
وأوضح الصعيدى أنه درب المئات من الشباب على الكمان، لأنها آلة جميلة وسهلة حيث يقوم بتدريب طلائع الشباب مع وزارة الشباب والرياضة.
وقال الصعيدى إنه تعرض لمضايقات كبيرة أواخر الثمانينات، وبداية التسعينات من الجماعة الإسلامية وتعرض للضرب منهم، وذلك أثناء خروجه أو عودته من المشاركة فى حفلات، وأضاف أن الجماعة الإسلامية كانت تحذرنا فى البداية ثم يتعرضون لنا بالضرب وتكسير الاَلات فى حالة عدم الاستجابة ولكن حبى للفن لم يمنعنى من العزف أبدا، وأوضح الصعيدى أنه يتمنى زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ليختم بها حياته.