حذر الدكتور أنور الشهاوى الأستاذ بقسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة أسيوط من الإسراف فى تناول الباراسيتامول وهو المادة المكونة للعديد من الأدوية المسكنة، والخافضة للحرارة والتى يعد البانادول الأوسعها انتشارا على مستوى العالم والذى يستخدم كمسكن وكمخفض للحرارة، مشيرا إلى أن الإفراط فى تناوله يسبب حدوث عدداً من الأعراض الجانبية مثل الحساسية الجلدية إلى جانب بعض التأثيرات الضارة على الدم والكلى ولبن الرضاعة، بالإضافة إلى تأثيره السرطانى وذلك طبقاً لما أثبتته أحدث الدراسات الطبية.
وقال الشهاوى فى بيان لجامعة اسيوط اليوم، إنه عند بلع المريض لدواء الباراسيتامول وبعد وصوله فإنه يمر بمرحلة التمثيل الغذائى، حيث يمر بثلاث مراحل اثنان منهما مراحل آمنة لا تسبب ضرر، أما المرحلة الثالثة والتى فيها تؤكسد الأنزيمات الكبدية الباراسيتامول إلى مركب أكثر شراسة وهو NAPQI ولقد ثبت أن هذا المركب NAPQI يقوم بسحب إلكترون من قواعد الأحماض النووية من نواة الخلية الكبدية فى غياب ( الجلوتاثيون ) وهى مادة طبيعية أودعها الله سبحانه وتعالى داخل الكبد وتعمل كمضادة للأكسدة وتخلص الجسم من السموم وتزيد من مناعة الجسم، بالإضافة إلى قيام الجلوتاثيون بتحويل ال NAPQI إلى مادة أمنة.
وأضاف الشهاوى، أنه عند تعاطى المريض دواء يحتوى على الباراسيتامول بصفة دائمة أو بجرعة زائدة سرعان ما يتم استهلاك الجلوتاثيون استهلاكا تاما من الكبد، وعلى ذلك فإنه عند تكوين الـNAPQI مرة أخرى فى غياب الجلوتاثيون فإنه يسحب إلكترون من نواة الخلية الكبدية فتتحول نواة الخلية الكبدية إلى شق حر Free Radical وعلى ذلك تتحول الخلية الكبدية إلى خلية سرطانية.
وأوصى الشهاوى بضرورة شرب فنجان قهوة فى الصباح، وذلك لقدرة جزيئات الكافيين على التعامل مع الشوارد الحرة المسببة للسرطان وتعمل على تجنب الإصابة به، حيث تقوم جزيئات الكافيين بحماية نواة الخلية من التبادل الالكترونى مع المواد المسرطنة بدلا من قواعد الأحماض النووية وبالتالى تقوم بحماية الخلية من الإصابة بالأمراض السرطانية المختلفة.