بالصور.. مريدو المرسى أبو العباس من كل فج عميق يحتفلون بالزغاريد والشربات

مدد يا سيدنا مدد جينالك من بعيد ولبينا ندائك" كلمات ترددها سيدة وتدمع عيناها لرؤية ضريح سيدى المرسى أبو العباس التى جاءت خصيصاً من محافظة سوهاج لحضور احتفالات الليلة الختامية لمولد المرسى أبو العباس الذى يقع ضريحه فى الجهة المقابلة لشاطئ الأنفوشى فى قلب مدينة الإسكندرية.

مشاهد وقصص مختلفة للفئات البسيطة فى المجتمع المصرى التى تعشق آل البيت وتذهب اليهم كل عام للمباركة بهم، ثقافات بسيطة بدائية تشعر وكأنك فى عصر وزمن آخر لساعات قليلة داخل احتفالات المرسى أبو العباس بالإسكندرية.

أنوار وزغاريد وتوزيع شربات على المارة وتعطيرهم بالمسك علامات ترشدك لاحتفالات مولد المرسى أبو العباس أشهر مولد بمدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط والذى ينتظره اللآلاف من مريدية من كافة المحافظات والذين يصلوا بداية من اليوم الأول وحتى الليلة الختامية يستقرون بالساحة الداخلية لميدان المساجد بكافة أغراضهم ليس أمامهم سوى الصلاة والتعبد والتسبح بجوار الضريح ليتباركوا به ويلبون ندائه كما يعتقدون خاصة فى مولده الذى يتباركون به طوال العام.

وتقول أمنة عيد، من محافظة سوهاج أنها جاءت مع أبنائها وزوجها إلى مولد المرسى أبو العباس للمباركة به حسب اعتقادات زرعها فيها والدها وجدودها وهى المباركة بأولياء الله الصالحين والدعاء بجوار ضريحه والمشاركة فى حلقات المدح والذكر .

وأضاف: "من صغرى لازم آجى مولد أبو العباس لأنه معروف بركاته فى الصعيد والناس بتجيله من كل مكان عشان يتباركوا بيه ويحلفون بيه ويلبون ندائه كل عام ".

قد لا تعرف ميدان المساجد بالإسكندرية من تغيير معالمه والخيام المفروشة بالمنطقة المحيطة التى تأوى مئات المريدين للمرسى أبو العباس، وعلى الجانب الآخر تجد باعة لعب الأطفال والحلوى والمراجيح التى يقبل عليها الأطفال ويحبون الذهاب للموالد للاستمتاع بالألعاب التى تنتشر فى محيط المولد.

وتفاعل المئات من المريدين فى مولد سيدى المرسى أبو العباس فى الليلة الختامية واشتعال الاحتفالات والأجواء بالمديح وحلقات الذكر والابتهالات والأغانى الدينية فى السرادقات المخصصة للطرق الرفاعية والألفية والعباسية بالإضافة إلى الطريقة الحامدية الشاذلية .

وحضر الاحتفالات عدد من المريدين من محافظات الوجه القبلى والدلتا والتى تستمر حتى فجر غداً للاحتفال بـ"الصباحية" كما يطلق عليها المريدون فى الليلة الختامية للمرسى أبو العباس.

وعقد مشيخة الطرق الصوفية مؤتمر قبل بدء الاحتفالات وحذر الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخه للطرق الصوفية بالإسكندرية، من التناحر والخصام والتحلى بالتآلف والوئام كما حث الإسلام واتسم بذلك أولياء الله الصالحين ، مشيراً إلى أسباب النزاع فى الأرض هى التى سببت فى الخصام والنزاع التى فسد أهلها فى الأرض.

وأضاف خلال كلمته بالاحتفالية بالليلة الختامية أن كلمه صوفى لها معانى وتفسير لكل حرف لابد أن يتسم المتصوف بها إلا وهى الصبر والصدق والصفاء و الوفاء والياء اذا كمل بها اسمه أضيفت إلى حضره مولاه .

حضر المؤتمر النائب محمد الكورانى وسكرتير حى الجمرك والشيخ أحمد عبدالباعث شيخ الطريقة الشاذلية وعدد من قيادات الأوقاف والطرق الصوفية بالإسكندرية .

وكانت قوات الأمن كثفت تواجدها فى محيط مسجد المرسى أبو العباس وانتشار لأفراد الأمن لتنظيم حركة السير فى ساحة المسجد بالإضافة إلى انتشار عربات الشرطة داخل وخارج حرم ميدان المساجد لتأمين الاحتفالات.

يذكر أن المرسى أبو العباس هو اسمه الأصلى هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى الانصارى المرسىن واشتهر بلقب أبو العباس المرسى ، ولد بمدينة مرسية بالأندلس وفى عام 1242 اعتزم الحج مع والده وأسرته ولكن وهما فى طريقهما هبت ريح قوية غرقت المركب بالقرب من شواطئ تونس ونجا منها المرسى أبو العباس فاستقر فى تونس إلى حين مقابلته بالشيخ أبو الحسن الشاذلى وسافر معه إلى مصر واستقر بالإسكندرية واشتهر بحياة التصوف والعبادة واشتهر بحسن الخلق والالتزام وعلمه حتى وفاته عام 686 هجرياً ودفن بجوار البحر بمنطقة الأنفوشى .