توافد المريدين إلى وادى حميثرة بالبحر الأحمر لإحياء مولد أبو الحسن الشاذلى

بدأ منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، توافد المريدين من الصوفية خاصة من محافظات الصعيد إلى وادى حميثرة لإحياء مولد قطب الصوفية سيدى أبو الحسن الشاذلى، والمقرر أن يبدأ من اليوم وحتى يوم وقفة عيد الأضحى المبارك، تزامنا مع وقوف حجاج بيت الله الحرام للوقوف بجبل عرفة، حيث بدأ المريدون فى التوافد حول مقام الشيخ أبو الحسن الشاذلى بوادى حميثرة بالقرية التى أطلق عليها اسمه، قرية أبو الحسم الشاذلى. كما وصلت إلى هناك إعداد كبيرة من التجار الذين يبيعون بضائع مختلفة من حلوى المولد ولعب الأطفال وخلافه، حيث أقاموا خيامهم حول الضريح فى انتظار الوفود من المريدين التى تصل إلى الآلاف مع قرب الليلة الكبيرة. وتبعد قرية الشيخ أبو الحسن الشاذلى قرابة 150 كيلومترا من مدينة مرسى علم، حيث تسمى المنطقة التى تقع فيها القرية بوادى حميثرة، يتسم تلك الوادى بارتقاعات جبلية ربما أشهرها جبل حميثرة الذى يصعده المريدون والمحبون القادمون لزيارة ضريح قطب الصوفية أبو الحسن الشاذلى. ويأتى الاحتفال بمولد سيدى أبو الحسن الشاذلى فى ذلك التوقيت الأول من ذى الحجة من كل عام، نسبة إلى وفاة أبو الحسن الشاذلى فى ذلك التوقيت وتلك المكان عند مروره من وادى حميثرة، مكان ضريحه الآن، قلب صحراء عيذاب فى طريقه إلى ميناء عيذاب ليبحر إلى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج، إلا أنه وافته المنية فى وادى حميثرة. وكان "انفراد" قد زارت العام الماضى مولد الشيخ "أبو الحسن الشاذلى"، أحد أقطاب الصوفية، ووجدنا الآلاف من كل محافظات مصر ومن دول أخرى جاءوا لمسافات بعيدة قد تكون تجاوزت اليوم واليومين للمشاركة فى إحياء مولده، حيث يقوم الحاضر إلى تلك المنطقة بإحضار طعامه وشرابه ومكان مبيته من الخيم معه، وفى بقعة قريبة من مسجده ومقامه أو من الوادى يقيم مقصده ويزور المقام، بينما يقوم مجلس مدينة مرسى علم، بالاستعداد لمولد أبو الحسن الشاذلى قبلها بأيام كثيرة، ويستعد للدفع بسيارات المياه. وتقوم الطرق الصوفية بإحضار كميات كبيرة من المشروبات والأطعمة والمواشى التى يقومون بذبحها فى أيام المولد، داخل ساحات كل طريقة هناك، حيث يوجد بمحيط الضريح ساحات أقامتها تلك الطرق الصوفية لاستقبال أبنائها فى وقت المولد والزيارات للضريح. ويقوم زوار مقام سيدى "أبو الحسن الشاذلى" بوادى حميثرة جنوب البحر الأحمر، بعدة عادات، عند وصولهم لتلك المنطقة، أولاً زيارة المقام والصلاة داخل المسجد، ثم صعود جبل حميثرة، والذى يترواح طوله ما بين 200 إلى 300 متر، ويقوم بتجميع عدة حصوات من الحجارة من فوق الجبل وتكوينها على بعضها البعض، وكانت هناك مقولات منتشرة أن من يفعل ذلك يكون له نصيب فى الزيارة فى الأعوام القادمة. ومن أشهر تلك العادات التى يقوم بها المريدون عند الزيارة، فى وقفة عيد الأضحى يوم عرفة، يمكثون على جبل حميثرة حتى الزوال، تقليدا لشعائر يوم عرفة، وصعود "حميثرة" والذبح هناك سنن يسنها كل من زار تلك المنطقة، بعد زيارة المقام، داخل مقام "أبو الحسن الشاذلى". المريدون والصوفيون يزهدون بالدعاء داخله، وأصوات مختلفة تسمعها وأنين التقرب بواسطة ذلك المقام، والجميع يرفع أكف الضراعة ويدعو الله داخل المقام، ولوحظ أيضا من يرش العطور بداخله ومن يبيع البخور على أبوابه، ومن يدعى لك ومن يطلب منك الدعاء، لابنه أو ابنته أو شخص مريض له أو به داء. من ناحية أخرى أنهت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحر الأحمر، استعداداتها لوضع خطة أمنية لتأمين الاحتفالات بمولد أبو الحسن الشاذلى والتى تصل إلى الآلاف من المريدين والمحبين فضلا عن التجار الذين يأتون من شتى محافظات مصر، خاصة الليلة الختامية. من جانبه أكد مصدر أمنى أن فرع البحث جنوب البحر الأحمر برئاسة العقيد عماد حمدى رئيس الفرع والمقدم شريف جلال وكيل فرع البحث لجنوب البحر الأحمر، قاموا بوضع خطة أمنية محكمة لتأمين الاحتفالات ومولد أبو الحسن الشاذلى، وذلك بالتنسيق مع القيادات الأمنية بالمديرية. وأضاف المصدر أن مديرية أمن البحر الأحمر سوف تعزز فرع جنوب البحر الأحمر بالقوات لتأمين الاحتفالات وتواجد كاف لرجال الحماية المدنية والمفرقعات. فيما أعلنت شركة مياه الشرب بالبحر الأحمر برئاسة المهندس يحيى صديق رئيس مجلس ادارة الشركة عن التأكد من توافر كميات مياه كبيرة خلال الاحتفالات وتوفير كمية أيضا احتياطية خلال فترة الاحتفالات. كما أعلن مجلس مدينة مرسى علم برئاسة اللواء عاطف وجدى رئيس المدينة حالة الطوارئـ لحين الانتهاء من مولد أبو الحسن الشاذلى. يذكر أن قطب الصوفية سيدى أبو الحسن الشاذلى اسمه الحقيقى هو أبو الحسن على بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلى المغربى، الزاهد الصوفى، إليه تنتسب الطريقة الشاذلية ولد عام 571هـ بقبيلة الأخماس الغمارية، تفقه وتصوف فى تونس، وسكن مدينة (شاذلة) التونسية ونسب إليها، وتوفى الشاذلى بوادى حميثرة بصحراء عيذاب متوجهًا إلى بيت الله الحرام فى أوائل ذى القعدة 656هـ. تتلمذ أبو الحسن الشاذلى فى صغره على يد الإمام عبد السلام بن مشيش، فى المغرب، وكان له كل الأثر فى حياته العلمية والصوفية، ثم رحل إلى تونس، وإلى جبل زغوان، حيث اعتكف للعبادة هناك. وارتقى منازل عالية فى الفكر الصوفى ودرس بها على أبو سعيد الباجى ورحل بعد ذلك إلى مصر وأقام بالإسكندرية، حيث تزوج وأنجب أولاده شهاب الدين أحمد وأبو الحسن على، وأبو عبد الله محمد وابنته زينب، وفى الإسكندرية أصبح له أتباع ومريدون، وانتشرت طريقته فى مصر بعد ذلك، وانتشر صيته على أنه من أقطاب الصوفية فى العالم أجمع. ووفاته المنية فى وادى حميثرة غرب مدينة مرسى علم جنوب البحر الأحمر، أثناء مروره بتلك الوادى إلى ميناء عيذاب ثم إلى الأراضى المقدسة، لأداء فريضة الحج، والذى طالب خادمة خلال رحلته مرضه بتلك الوادى بدفنه فى تلك المكان. جبل حميثرة بالقرب من ضريح أبو الحسن الشاذلى مسجد الشيخ أبو الحسن الشاذلى جنوب البحر الأحمر ضريح قطب الصوفية الشيخ أبو الحسن الشاذلى بوادى حميثرة ضريح أبو الحسن الشاذلى










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;