استغاثات عديدة إلى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء واللواء محمود السولية رئيس مدينة شرم الشيخ يطلقها تجارالخرده والعاملين بها بمنطقة الخردة بالرويسات بمدينة شرم .
هذه الصرخات تأتى بسبب التهميش وعدم الإهتمام بهم ..ويقيم بهذه المنطقة العديد من تجار الخردة نذكر منهم صلاح ابوضيف،محمد غنيم،محمود كفية،خفاجة ،ناصر عبدالفتاح،عبدالملك،محفوظ سلامة،خالد الشرشابى ،عادل ابو حسن.
هؤلاء جميعا بالرغم من الظروف القاسية للمعيش فى هذه المنطقة الجبلية الحارة جدا صيفا والاكثر صعوبة فى الشتاء ، فقد دفعت الظروف العديد منهم لترك أسرهم ومنازلهم والعمل بهذه المهنه بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة ، ورفضوا الانتظار فى طابور العاطلين، او تراب الميرى ،فمعظم العاملين بهذه المهنة حاصلين على مؤهلات مختلفة.
الاستغاثات المدوية هذه كررها العاملون بمهنة فرز وجمع الخردة والتجار واصحاب مخازن الخردة الذين يطالبون كافة المسئولين برعايتهم والحصول على أبسط حقوق المواطن المصرى فى المعيشة الكريمة مثل كل البشر من مياه نظيفة وكهرباء وسكن مناسب، وحياة كريمة مثل كل البشر .
الوجة الآخر لمدينة السلام والجمال شرم الشيخ
يقطن منطقة الرويسات العشوائية آلاف الأسر فى منظر غير حضارى عبارة عن عشش ، ومبانى مخالفة، وإزلات يوميا، تسفر عن تشريد بعض الاسر المخالفة ، فهذه المنطقة مأوى للخارجين عن القانون ، مباحث شرم الشيخ يوميا تنظم حملات للتطهير والقبض على العشرات من الخطرين ، أما منطقة الخردة فهى الأكثر أمانا لأن من يعملون بها معلومون تماما لرجال الأمن ، منطقة الرويسات ومنطقة الخردة يمثلان الوجه الآخر لشرم الشيخ .
فهذه المدينة الجميلة التى يعرفها العالم كله بإنها مدينة السلام والجمال إلا أنهم لم يروا الوجه الآخر للمدينه، فالمسئولون فى وادى وسكان هذه المنطقة فى واد آخر، بالرغم من أن تجار الخرده والعاملين بها معلومون لدى الجهات الأمنية ومتحرى عنهم وجميعهم تحت أعين رجال المباحث والمعروف عنهم انتمائهم وحبهم لبلدهم ودائما حائط صدى قوى لأى معتدى يحاول الدخول لشرم الشيخ عن طريق الجبلال إلاّ أنهم مهمشين ليس له صوت ولايجدون من يتحدث عنهم او يحل مشاكلهم.
التقى "انفراد" بتجار الخردة لكى نتعرف على مشاكلهم ونطرحها على المسئولين لعل وعسى أن نجد عندهم الحل .
يقول الحاج "محمود كفايه" كبير تجار الخردة بشرم الشيخ أقيم بأسرتى منذ 20عاما واولادى بالتعليم ومن اوائل المدارس بشرم الشيخ وابنتى الكبرى بكلية حقوق الزقازيق وزجتى حاصلة على معهد فنى تجارى وتقيم معى بعد زواجنا بعام واحد ، مشاكلنا بسيطه جدا، تتلخص فى عدم الاعتراف بنا او الاهتمام بمشاكلنا ، ومشاكلنا عدم تركيب عدادات كهرباء ،توصيل المياه ،رصف الطريق ،تقنين الاوضاع.
هذه المشاكل تؤرقنا وتجعل من حياتنا صعبة بالجبل، ونحن مجموعة نقيم منذ اكثر من عشرين سنة فى هذه المنطقة وتسمى منطقة الخردة وكنا لانزيد عن 10تجار ومعرفين بالإسم لكل جهات الأمن.
ويتابع الحاج "كفاية" بعد الثورة والانفلات الأمنى أصبحت منهة تجارة الخردة مهنة إلـ ملوش مهنة ،وزاد عدد التجار تقريبا إلى 50تاجرا ، يقيمون بمنطقة الخردة ،منهم من يقيم بأسرتة إقامة كاملة، وأنا منهم ومنهم من يقيم مع العاملين بدون أسرته.
وأوضح "كفاية "أننا نقيم فى منطقة عشوائيه إلا أن المسئولين اعتبرونا من كوكب تانى وحياة ثانية ، حياتنا كلها عمل وتعب وناس "أرزاقية" ولايجوز توصول المرافق إلينا بالرغم من أننى أقيم منذ 20عاما تقريبا بهذه المنطقة.
وأكد كفاية أن منطقة الخردة منطقة جبلية وعره ،الحياة فيها مرار، بدون خدمات ،صعبه جدا، بعيده عن الكتلة السكنية، ورغم ذلك أقمنا عليها مخازن لفرزوبيع الخرده منذ سنوات عديده،ولانمثل أى مشكلة للجهات الأمنية .
وتابع الحاج "محمود كفايه" بالفعل رفع مجلس مدينة شرم الشيخ العديد من القضايا على كل التجار وأنا منهم فقد تم رفع ثلاث قضايا ضدى وحصلت فيها على البراءة فى عام 2009 و2010، 2011 وحتى الآن لم يتم تقنين وضعى والمساحة التى حصلت فيها على البراءه "ثلاثة آلاف متر"، وأعمل سرمى حيث انشأت شركة لتجارة الأدوات المستعمله وسجل تجارى وبطاقة ضريبيه .
العاملون بمهنه الخرده تحركاتهم مرصوده ومعلومه لرجال الأمن
وعن وصف المنطقة بأنها مأوى للإرهاب ،قال الحاج محمود كفاية :مين قال كدا كل عامل فى هذه المنطقة وكل تاجر معلوم تماما لرجال الامن وهناك مرور شبه دورى عليهم ونحن لانسمح لاى احد ان يقيم بهذه المنطقة دون الابلاغ عنه ،وان يكون له ملف لدى رجال الامن ،فكل من يعمل فى مهنه الخرده تحركاته مرصوده ومعلومه لرجال الأمن.
ويستكمل التجار والعاملين بالخردة بشرم الشيخ الحديث لـ " انفراد" عن مشاكلهم ومعاناتهم ،فيقول مجدى محمد سعد35سنه :اعمل فى مهنة الخردة منذ عشر سنوات ونحن اربعة سائقين و9بنات ولدى شقيق حاصل على ليسانس شريعة وقانون ولم يجد فرصة عمل فعمل سائق فى تجارة الخردة ولدينا 9شقيقات واقيم بشرم الشيخ ولم احصل على أى شىء من المحافظة فلجأت إلى العمل سائق فى مهنة الخردة لكى اساعد والدى فى تربية شقيقاتى التسعة.
ويستكمل "صلاح ابوضيف" احد تجار الخردة قائلا:اقيم بمنطقة الخردة من 23عاما نفسنا فى تقنينا اوضاعنا ومعاملتنا معاملة أدمية ، ويكفى اننا نقيم فى الجبل بدون اى خدمات ومهنتنا ابا عن جد ليس لنا مهنه غيرها .
ويضيف "محمود على" اننى حاصل على دبلوم فنى تركيبات ، اعمل فى الخردة من 12عاما ،وأتمنى العمل فى وظيفة حكومية حتى تتغير نظرة الناس الينا ،ويعتقد بعض الناس ان من يعملون بالخردة "بصمجية" ،اقول لهم إن 95%ممن يعملون بالخردة مؤهلات متوسطة وفوق متوسطة وعليا ،واتمنى من المسئولين سرعة الاستجابة للشباب باعطائهم قطع اراضى بالجبل لعمل مشاريع لهم.
ويقول عزت الكهربائى نفسى اتزوج " كاتب كتابى " ولم استطيع الزواج ،لان مهنة الخردة غير مضمونة، تعمل يوم واخر بدون عمل ،وتحتاج انسان بصحة قوية وبالرغم من إنى حاصل على دبلوم صنايع قسم كهرباء، إلا اننى لم اجد فرصة عمل ،فلجأت إلى العمل فى مهنة الخردة.
واشار محمدعبد العزيز اقيم بشرم الشيخ منذ16عاما واعمل بالخردة ومتزوج ولدى 3ابناء ونقوم بشراء متر المياة ب25جنية من اجل التشطيف وليس الشرب وارجو من المسئولين النظر الينا بعين العطف .
ويقول ياسر عبدالبديع اننى حاصل على دبلوم زراعة واعمل فى مهنة الخردة منذ حصولى على المؤهل اتمنى من المسئولين توفير سبل الحياة الكريمة لنا لكى نعيش مثل باقى البشر فالمعيشة فى الجبل صعبة جدا .
ويشارك فى الحديث عن هذه المعاناه كل من محمود انور ، ومحمد فتحى عبدالغنى ،وعمرمحمد عمر،وعبدالتواب وعلى يوسف ويقولون اننا نعمل فى مهنة الخردة منذ زمن طويل وافنينا اعمارنا بهذه المهنة ونتمنى ان نحيا حياة كريمة و ان نجد فرص العمل المناسبة لان المهنة "غير مضمونة" وعواقبها اكثر من نفعها ونقيم بالجبل فى منظر غير ادمى وغير حضارى ولايليق بانسانيتنا .