شهدت مكتبة الإسكندرية مساء اليوم ختام مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات"، والذى نظمته وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية فى الفترة من 5-8 سبتمبر، وشارك فيه أكثر من 50 خبيرًا وباحثًا عربيًا وأجنبيًا، ناقشوا أزمات المجتمعات العربية القائمة وقدموا سيناريوهات لتطور وإمكانية حلها على أسس نقدية ومستقبلية.
تحدث فى الجلسة الختامية الدكتور خالد عزب؛ رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، فى محاضرة بعنوان "سوسيولوجيا الثقافة والتطرف والمجتمعات الإسلامية". وتناول عزب من خلال محاضرته عدة جوانب متصلة بدور المجتمعات الإسلامية فى إنتاج الثقافة والمعرفة، وتأثير الفجوة المعرفية بين المجتمعات على العالم العربي، ومستقبل المجتمعات العربية وشبابه فى ظل التقدم التكنولوجى وهيمنة الشركات الرقمية.
وقال إن كلمة الثقافة تأتى من رعاية الأشياء والاهتمام بها Cultivation، فهى تعبر عن الشىء الذى نهتم به ونرعاه، ولكن معناها توسع وتغير تغيرًا هائلاً. فاليوم نحن نستعمل كلمة ثقافة Culture للدلالة على أنظمة المعنى وأنماط الحياة التى تتمخض عن ممارسات الحياة وتعكس أولوياتهم وتوقعاتهم.
وشدد على أننا فى عصرنا هذا فى حاجة ماسة إلى من ينتجون الثقافة التى تصيغ هوية الجماعة وقيمتها وتبثها فى الزمان والمكان، مبينًا أننا فى العالم العربى مستهلكين للمعرفة، إما للماضى أو إنتاج الغير، مما فتح المجال لتنظيمات إرهابية مثل داعش أن تستخدم مصطلحات عفا عليها الزمن، واستخدامها للتأثير على الشباب.
وقال إن هناك جدلا عميقا على الساحة الدولية حول مستقبل الثقافة، ففى كل دولة يبدأ الحوار من دور المثقفين ودور الثقافة فى بناء خصوصية المجتمع والدولة، ومن هنا بدأت بعض الدول إعادة تعريف المثقف، فقد كان المثقف عند العرب من يختزن المعلومات فى ذاكرته بكميات كبيرة ويقدمها للجمهور، لكن فى عصر الانترنت وانفجار المعلومات بات إنتاج المعرفة والعاملون عليها هم الأهم.