"هى الحياة حلو يا مينا ؟"
كانت تلك هى آخر الكلمات والأسئلة التى طرحها أسامة يعقوب، 32 سنة، قبطى، صاحب شركة مجمدات، قبل أن يلقى بنفسه أمام عجلات القطار رقم 982 القاهرة أسوان، وذلك نتيجة مروره بحالة نفسية يرثى لها المتسبب فى إصابته بها وهم المسئولون بحى شرق محافظة سوهاج .
أدرك الشاب الثلاثتينى أن الحل الأمثل للخروج من الضائقه التى يمر بها هو الخروج من الدنيا بأثرها، وأن بعض المسئولين "أهل الحل والعقد" لا يمتلكون الحل كما يظن الكثيرون ، بل يمتلكون العقد دائماَ، لإيصال الشباب إلى التفكير فى الانتحار كحل أمثل .
بدأت الأزمة التى أجبرت أسامة يعقوب على التفكير فى الإنتحار، أمس الإثنين، حينما قامت حملة تفتيشيه برئاسة أحد مسئولى المحافظة ويدعى "كمال.ش"، مصطحباَ معه فريق عمل أحد البرامج بالقناة الثامنة، بحجة رصد وسائل الإعلام لأعمال التفتيش على التراخيص الخاصة بالأكشاك والمقاهى وثلاجات الأغذية التى يقوم بها .
ويروى الحاج "أحمد.س"، أحد شهود العيان، لـ"انفراد" تفاصيل الواقعة، حيث أكد أن الحملة طلبت من أسامة يعقوب التراخيص الخاصة بثلاجة الأغذية، وبالفعل قدم أسامة التراخيص التى أكدت صحة الشروط والإلتزامات الخاصة بثلاجة الأغذية، فأمر "كمال.ش" بتفتيش الثلاجة واستخراج عدد من الكراتين، ثم قام "كمال.ش" مسئول المحافظة بسب وقذف الشاب، الأمر الذى أدى إلى سؤال الشاب للحملة "ليه وأنا ورقى كله سليم" إلا أنه لم يكن هناك رد على سؤاله، فأصدر مسئول الحملة قراراَ بتشميع الثلاجة .
منذ تلك اللحظة المشئومة بالنسبة للشاب نتيجة تعنت المسئولين، بدأ فى التفكير بشكل جدى فى التخلص من كل مشاكله، وبالفعل التقى الشاب القبطى بصديقه "مينا . و . ج"، 22 سنة، طالب، فى الساعة السادسة ونصف صباحاَ للتحدث معه بشأن ما يمر به من مشاكل فى لقمة عيشه، ما اضطره إلى اصطحاب صديقه معه إلى أحد المقاهى المجاورة لشريط السكك الحديدية، وظل يتحدث اليه أكثر من ساعة إلا ربع .
وفى تلك الأثناء، وقبل قدوم القطار رقم 982 القاهرة أسوان، أجرى الشاب إتصالاَ هاتفياَ بزوجته كى يسمع صوتها لأخر مرة فى حياته، حيث أمرها خلال المكالمة بعدم متابعة أو فتح الفيس بوك فى هذا اليوم، وردد قائلا: "ما تفتحيش الفيس بوك النهاردة وأنا هتأخر شوية وهاجى بليل" .
وعقب إنتهاء مكالمة الشاب بزوجته تنامى لسمعه وهو يجلس إلى صديقه صوت القطار، فاسرع إلى توجيه سؤال لصديقه "مينا" قائلاَ: "هى الحياة حلوه يا مينا؟"، فأجابه مينا: "حلوه يا أسامة"، ثم ألقى بنفسه على شريط السكة الحديد وتحت عجلات القطار، إلا أن صديقه مينا حاول إنقاذه من خلال جذبه من على الشريط إلا أنه لم ينجح فى ذلك وكسرت ذراعه نتيجة محاولة إنقاذ صديقه .
وبسؤال والد المتوفى "يعقوب . أ . ج" 67 سنة سوهاج بالمعاش أيد مضمون ما سبق، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 6192 إدارى المركز لسنة 2016 وجارى العرض على النيابة العامة.