قال الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية السابق، فى تصريح خاص لـ"انفراد"، إن مؤسسات مصر مستقرة الآن، مؤكدا أن هناك مشكلات وسلبيات لا يتجاهلها إلا مضلل، ولكن على كل منصف أن ينظر إلى نصفى الكوب، فنسأل الله السلامة للوطن والمواطن.
سألونى: نازل فى ١١/١١؟
سألنى الكثيرون على العام والخاص وفى المجالس، مش نازل ١١/١١؟ إيه رأيك فى الدعوات دى.
وكإنسان عاشق لتراب هذا الوطن حلمت مع ثورة يناير بغد أفضل، ومع ثورة ٣٠ يونيو بإعادة الوطن إلى مساره الصحيح، دائما انظر للأمر باعتدال وأفكر مليا وبالعقل وخاصة إذا تعلق الامر بوطن بحجم مصر. السؤال هل نحن بحاجة للخروج للشوارع .وهل الوطن يتحمل ثورة ثالثة فى ظروفها الحالية.
للإجابة على هذا السؤال وكإنسان وسطى لابد وأن أتحدث عن نصفى الكوب وليس النصف الفارغ فقط.
نعم، فيما يخص النصف الممتلئ أرى بلدا متماسكا آمنا مستقرا استطيع التحرك فيه بامان، كما لمست تغير وتطور كبير فى شبكة الطرق والمواصلات واستقرار فى الكهرباء والبنزين وغيرها من المرافق العامة ومشروع قناة السويس وغيره، أرى أيضا مشروعات مستقبلية يتم التخطيط لإنشائها فى المليون فدان والمحطات النووية والعاصمة الادارية وغيرها. أرى كل تلك الانجازات التى لا ينكرها إلا جاحد أو مريض أو مغرض أو صاحب هوى.
أما فيما يخص النصف الفارغ من الكوب فبالفعل أرى سلبيات كبيرة كأزمة الدولار وشح بعض السلع فى الاسواق كالسكر والأرز ومن قبلهما حليب الأطفال، أرى الناس - وانا منهم - يكتوون بنار الاسعار وقلقون على المستقبل، ادرك كل هذا جيدا.
وهنا طرفين ينبغى أن نوجه لهما اللوم، الطرف الأول وهو من يسعده حالنا الآن، صدقونى، هناك من يسعده تأجيج الوضع فى مصر، وهناك من اقسم على اسقاط النظام أو الدولة - مش فارقة بالنسبة لهم- لكن كما سبق أن أشرنا فى اكثر من مقال بان كل هذا مخطط ومدبر لكى نخرج للشارع، بدأ من إسقاط الطائرة الروسية ومرورا بأزمة حليب الاطفال وقتل شهدائنا فى سيناء وانتهاء بأزمة السكر، فنحن نتابع كل يوم عمليات ضبط آلاف الاطنان من السكر مخزنة، لمصلحة من إذا لا يمكن لمصرى ينبض قلبه بحب مصر أن ينكر تلك المؤامرة الدنيئة، والتى لا يدفع ثمنها الا المواطن الغلبان والبسيط.
نعم، مطلوب أن ننسى أى إنجاز أو يتم تقزيمه حتى نغرق فى مشكلات السكر والاسعار والدولار، وبالتالى نخرج للشوارع اعتقاد منهم بأن عجلة الزمن يمكن أن تعود للوراء، متناسين أن شعب مصر قد طلقهم طلاقا بائنا أى أبديا.
من جهة أخرى لا يمكن أن ننسى التجاهل والقصور والتباطؤ والتعامل الرخو مع الأزمات. أقر بأن هناك أخطاء وجوانب قصور فى الأداء الحكومى، وخاصة على صعيد العدالة الاجتماعية والإصلاح الإدارى وإصدار التشريعات التى يمكن أن تغير وجه الوطن مثل الاستثمار والإدارة المحلية...الخ.
ندرك أن الكهرباء قد زادت تكلفتها ونكتوى بنارها، ولكن هناك ضريبة للإصلاح فى ظروف الحرب التى نعيشها، ولكن المهم أن يشارك الجميع فى تحملها وليس الفقراء فقط، ندرك أن سوق العمل والإنتاج والاستثمار والمركزية والبيروقراطية كل تلك الأمور لم يحدث بها أى تطوير حقيقى.
الان بعد أن اتضحت الصورة ونظرنا إلى الكوب مكتملا وكيف اننا بالفعل نعيش مؤامرة دنيئة وأن هناك نجاحات كما أن هناك إخفاقات من نتاج مساعى إسقاط الوطن وأيضا قصور الأداء والمواجهة هل سنظل نفكر ولو للحظة فى مسألة النزول.
وفى الختام سأسوق لكم مثالا عشته بنفسى منذ ايام. كنت فى زيارة لأحد الأطباء وجلست انتظارا لدورى، وإذا بى أسمع صوت حنفية المياه مفتوحة على آخرها، قلت للبنت فى استقبال العيادة، فيه حنفية مفتوحة. ردت وقالت ايوه عارفة، قلت ليها ماتصلحوها حرام، قالت الحنفية سليمة، قلت لها لما لا تغلقيها حرام كده، هى لا تعرفنى لذا تحدثت بتلقائية، قالت إن الدكتور هو الذى أمرها ألا تقفلها وتتركها هكذا على مدار الساعة، اترك التفسير لحضراتكم. تخيل أن ١٠ عيادات فعلت هذا فى ذات التوقيت أو ١٠٠٠ عيادة!!! الموضوع كبير، مش مشكلة، المهم تنقطع المياه فيسب الناس الدولة ويخرجون للشوارع، أنا أكتب هذا الكلام بعد عودتى من صلاة الجمعة والله شهيد على ما أقول.
إذا، بخصوص ١١/١١ إجابتى واضحة، مصر أكبر وأعظم من الجميع، ولم تعد تتحمل، كما أننا لم نعد نتحمل، وفى نفس الوقت مطلوب تحرك حكومى عاجل وصارم لمواجهة ومحاصرة المشكلات، مع مشروعات وخطط لأزمات اليوم بجانب المشروعات القومية، وفى النهاية من لا يعجبه الأداء، أمامه صناديق الاقتراع، والأيام تمر سريعا، حمى الله مصر وشعبها بكافة أطيافه الشرفاء المخلصين من كل مكروه وسوء. وجمعة مباركة.