رغم تقدم العصور وانتشار كل ما يخص وسائل التكنولوجيا والأدوات الحديثة؛ إلا أن المِهَن الحِرَفِيَّة مازالت على قيد الحياة.. "صناعة الأقفاص الخشبية" الحرفة التى اشتهر بها أهالى الصعيد عامة والمنيا خاصة.
تجولت عدسة "انفراد" داخل حى "الحبشى"، الذى يُعَد أكبر منطقة شعبية وأقدمها مكانة بمحافظة المنيا، ذلك الحى الذى تتجمع به كل المهن الحرفية.
الحاج "عبد المنعم"، الرجل الستينى، من مواطنى بحر الحبشى منذ فترة طويلة، امتهن حرفة "صناعة الأقفاص" تلك المهنة التى ترعرع منها أبناءه وكانت سبيله الوحيد لكسب رزقه.
"الحرفة بدأت تحلو بعد ما كانت ميتة" قال الحاج عبد المنعم، موضّحًا أنه فى بداية امتهانه تلك المهنة كان عدد الحرفيين بها يزيد عن 50 عاملا، إلا أن بعد تقدم الوسائل الحديثة التى دخلت على وطننا مصر بدأت فى الاندثار.
وأوضح "عبد المعنم": "تلك المهنة هى الأساسية لنا وهى مصدر الرزق الوحيد، لا نمتلك أى مصدر رزق آخر، امتهناها عن أجدادنا، ولا نستطيع الاستغناء عنها، فانا أعمل بتلك المهنة وأنا فى عمر الـ6 سنوات، وتعلمتها على يد والدى وجدى، والحمد لله أصبحت مصدر رزقنا حتى تزوجت وأنجبت 8 أبناء متعلمين تعليم عالى، ومتزوجين ولديهم أسرهم وحياتهم الخاصة، حب المهنة لا ينتهى من حياتى".
وأشار الحاج "عبد المنعم" إلى خطوات صناعة القفص الخشبى: "طوال 60 عامًا من عملى فى صناعة الأقفاص؛ أشترى جريد النخل من الفلاحين بثمن يتراوح بين 150 قرشًا إلى جنيه واحد للجريدة".
واستكمل "عبد المنعم": "أبدأ فى تقسم الجريدة باستخدام الساطور، ثم تخريمها باستخدام آلة حادة نطلق عليها (الخرامة)، ثم نبدأ فى عملية الرص وتجميع القفص فى شكله النهائى"، مشيرًا إلى أنه لا يصنع الأقفاص طوال السنة، بل فى المواسم والأعياد، وفى شهر رمضان يصنع الفوانيس وبعض الكراسى المختلفة.