لم يستسلم أهالي قرية "نجع شيبانة" الحدودية جنوب مدينة رفح، للإهمال الواضح من الدولة، وسياسة التعليم الفاشلة، خلال السنوات الماضية، خاصة بعد قصف مدارسهم ومعاهدهم جراء الحرب الدائرة، فقد أخذوا على عاتقهم تعليم أبنائهم، وقرروا بناء" كُتًاب القرية" والذي تبني الإشراف عليه سلامة أبو عليان أحد شيوخ القرية، والذى كان يعمل في التربية والتعليم قبل أن يُحال على المعاش ويتفرغ للعمل التطوعي.
قرية نجع شيبانة هي إحدى القرى الجنوبية لمدينة رفح الحدوديه، يعيش ما تبقي من أهلها في ظروف غاية في الصعوبه، نظرًا لما تمر به هذه المناطق من عمليات كر وفر بين القوات الأمنيه والمسلحين.
ورغم تدهورالبنية التحتية داخل القرية، لم يتوانى المخلصين من أبنائها في تخفيف المعاناة عن أهلهم وذويهم، وأبوا إلا أن ينتصروا لإنفسهم وللوطن.
يقول الشيخ سلامة أبوعليان القائم على المشروع، أن "الكُتًاب"الآن أصبح في نظر أهل القريه عوضًاعن المدرسة، وأثبت أيضأً إنه أقوي منها في إتاحه تعليم جيد وبشهادة أولياء الأمور، على الرغم من قلة الآثاث وبساطة المبني الكائن بجوارمسجد القرية.
وأضاف إنه يضم 70 طالب وطالبة من القرية والتجمعات المجاورة، ويتم تعليمهم على القراءه والكتابة، تحفيظ القرآن، الرياضيات، اللغة الإنجليزية، ةتعليم الحاسب الآلي، بالإضافة إلى تعلم ثقافة العمل الخدمي، وكيفية التعاون لبناء مجتمع متكامل، ويؤكد أبو عليان على تفوقهم العلمي والذهني، لدرجة أشاد بها خبراء التعليم في المحافظة.
ويشيرأبوعليان أن العمل بالكامل يتم بشكل تطوعي وإن هناك بعض الهدايا العينية تقدم للطلاب على فترات من بعض الجمعيات والمبادرات الأهلية خاصة شعاع الخيروفكره خير.
وأشارعبد الغفارسويلم أحد المتطوعين من شباب القريه، إن الأطفال يحتاجون الدعم النفسى والمعنوى، من خلال الزيارات وإشعارهم أن هناك من يهتم لإمرهم.
ويضيف عبدالغفار إن الأطفال عندهم رغبة غيرطبيعيه للتعليم، وأكبر دليل إن بعضهم يمشى7 كيلو متر يوميًا ذهابًا وإيابًا في هذه الظروف سيرًا على الأقدام حبًا في التعليم ومنهم أيضًا أطفال ذوي احتياجات خاصة.
نظرة الأطفال تظهر مدي رضاهم وسعادتهم، وقلوبهم الطيبه لا تدرك حجم الخطرالمحيط بهم، إنه مشهد مكتمل الأركان، وبإمكانيات معدومة، يتحقق هذا الإنجاز، في ظروف صعبة للغايه، إنه الإنتماء والولاء للأرض وللوطن.