بالصور والفيديو .. عمال المحاجر بالأقصر : لقمة عيشنا في الحجارة .. والأجور "تحت الأرض"

يستمر عملهم لساعات كثيرة متواصلة يسعون خلالها استخلاص قوت يومهم من حجارة الجبال، وبالرغم من المخاطر الجّمة التي يتعرضون لها بسبب ظروف عملهم القاسية بالإضافة إلى تضررهم الصحي إثر تعرضهم للغبار والرمال فإن حصيلة ما يجنونه من مال جراء العمل بتلك المهنة يعد ضعيفًا للغاية بالكاد يكفي لتكلفة علاجهم.


"إنفراد" يرصد أوضاع عمال المحاجر في الأقصر، والمخاطر التي تحيط بهم، ويستعرض مطالبهم.

الأضرار الصحية

يقول " م. ح " سائق لودر بمنطقة عمل محاجر بالأقصر، أنه بدأ العمل كسائق في المحاجر منذ فترة طويلة للغاية، وهذا ما إنعكس على صحته بشكل سلبي حيث إصيب بمشكلات في الرئة والتنفس ولذلك دائمًا ما يحتاج إلى جلسات للتنفس الصناعي من بين الحين والآخر فضلًا عن تناوله للعقاقير الطبية.


وتابع حديثه لـ "انفراد" أن عمله في المحاجر يجلب له دخلًا لا يتناسب مع حجم الجهد المبذول، فساعات العمل قد تستمر على مدار 24 ساعة يتخللها بضع ساعات قليلة للغاية للاستراحة خلال النهار.

وأسترسل قائلًا" أن أجره كسائق يعمل على مدار 24 ساعة بالمحجر كان قد وصل لمبلغ 1200 جنيه فقط، إلإ إنه خلال الفترة الماضية ارتفعت الأجور لتصل إلى 1500 جنيه، وهذا ما أعتبره زيادة تستحق الاستحسان على الرغم من ضعفها، إلإ إنه سوف تعينه ولو قليلًا على تغطية تكاليف معيشة أسرته.

ضعف الأجور

ويلتقط " م. ع. ا" طرف الحديث قائلًا" إنه يتقاضي عن عمله كعامل في المحاجر 800 جنيه فقط، إلإ إنه أفضل من اللاشئ في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والتي أطاحت بآماله في الحصول على فرصة عمل مناسبة له، تدر له الدخل المناسب للإنفاق على عائلته.

وتابع: أن راتبه بالمحجر بالكاد يكفي توفير قوت يوم أسرته في ظل ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى إن مطالب العاملين بالمحاجر بشأن زيادة رواتبهم صعبة جدًا، فقد يعرضهم ذلك للطرد من عملهم، واستبدالهم بعمال آخرين.

عمالة الأطفال

أما " م. ح " فيعمل بنقل الحجارة، فيحكي قصته واضطراره إلى ترك التعليم والدراسة للعمل بداخل المحجر لمعاونة أسرته في الحصول على لقمة العيش، مشيرًا إلى إن العمل بداخل المحاجر يعد عملًا شاقًا للغاية قد يعرض صاحبه للموت في حالة عدم أتباع تعليمات الآمن والسلامة.

أصحاب المحاجر مظلومين

أستنكر "ا. ع. ا" صاحب أحد المحاجر بمدينة أرمنت بالجنوب الغربي من الأقصر، الزيادة الأخيرة التي تعرضت لها تكلفة تراخيص المحاجر، فبعدما كانت قيمة الترخيص لا تتعدي 30 آلف جنيه، تضاعفت تلك القيمة مرات كثيرة لتصل لمبلغ 120 ألف جنيه، وهذا بسبب القانون الجديد الذي خضعت له المحاجر، والذي لم يراعي حجم الجهد والتكلفة للبحث عن القطع الصخرية وسط رمال الصحراء.

وأكد في القانون الجديد سوف يدفع البعض من أصحاب المحاجر إلى إغلاق محاجرهم والبحث عن عمل بديل لدعم مقدرتهم على سد تكلفة العمل.