من غادر المنصورة منذ سنتين، ويعود إليها الآن، يجد أن واجهتها قد تغيرت تماماً، ولا يصدق أنه فيها، بل يصور له عقله الباطن أنه إما فى دبى أو أبو ظبى، حيث السيولة المرورية الكبيرة، والفضل فى ذلك يعود إلى الهئية الهندسة بالقوات المسلحة التى شيدت كوبرى سندوب والملقب بكوبرى "اللواء عمرو فتحى صالح"، العلوى متعدد الطوابق، والذى وصفه رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء كامل الوزير، بأنه ثالث أعظم كوبرى فى الشرق الأوسط.
وبلغت تكلفة الكوبرى، الذى تم إنشاؤه فى زمن قياسى، نحو ٦٤٠ مليون جنيه، ليصبح الإنشاء الأعلى تكلفة فى تاريخ إنشاءات محافظة الدقهلية على الإطلاق، لينهى سنوات من المعاناة للملايين ممن يسلكون طريق سندوب القديم، أحد أهم المحاور المرورية فى منطقة الدلتا، الذى يقطعه مزلقان لقطارات السكك الحديدية، كان يؤدى إغلاقه إلى تعطل حركة المرور على ٤ محاور، بالإضافة إلى إغلاق مدخل مدينة المنصورة بالكامل.
وكوبرى سندوب كان حلماً طالما راود أبناء الدقهلية، وقد بدأت فكرة إنشاؤه فى بداية الألفية الثالثة، إلا أن عقبات كبيرة وقفت أمام التنفيذ، منها أن المنطقة تضم معظم الكابلات والمواسير الرئيسية لمدينة المنصورة، من كهرباء ومياه وتليفونات، بالإضافة إلى وجود شركة فى نهاية الكوبرى تعيق أى عمليات لتوسعة الطريق.
وبعد قيام ثورة ٣٠ يونيو ومع توافر الإرادة السياسية، تحول الحلم إلى واقع على الأرض حيث تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الفكرة وبدأت فى تنفيذها، وتغلبت على جميع تلك العوائق، بدءاً من تحويل مجرى ترعة المنصورية، مع الحفاظ على حركة القطارات دون توقف، كما تغلبت على عائق الزمن بالعمل على جميع المحاور وبشكل متزامن، حيث حررت شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظة محضرا تنسيقيا مع الجيش لتحديد مسار خطوط مياه الشرب وكابلات الإشارة المتعارضة مع الكوبرى، بينما قامت الهيئة العامة للطرق والكبارى بالدقهلية بالتنسيق مع جميع الجهات التى لديها مرافق بالمنطقة للعمل على سرعة نقلها بعيداً عن موقع الأعمال حتى لا تتعارض مع الأعمال الإنشائية الخاصة به.
ويضم الكوبرى ٣ حارات للسيارات وكوبرى خرسانيًا ومعدنيًا للمشاة ويبلغ طوله بجميع مساراته ٥٥٩٠ مترا طوليا منها ٩٦٠ مترا فى اتجاه أجا و٩٠٠ مترا فى اتجاه الزقازيق والسنبلاوين و٢١٧٠ مترا فى اتجاه دمياط الشرقى و١٥٦٠ مترا فى اتجاه المنصورة، بخلاف ١١١٠ أمتار من الطرق السطحية داخل مجرى ترعة المنصورية لزيادة المساحة المرورية المستخدمة دون التأثير على عرض القطاع المائى وحركة وكمية المياه داخل المجرى.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، فى الخامس عشر من ديسمبر الحالى كوبري سندوب العلوى، بمحافظة الدقهلية، عبر الفيديو كونفرنس، والذى أنهى تماماً أزمة الزحام بالمحافظة، والتى كانت تشهد زحاما وتكدسا مروريا مستمرا طيلة أوقات اليوم.
والتقى "انفراد" عدداً من المواطنين، الذين أعربوا عن سعادتهم بهذا الإنجاز الكبير، حيث قال محمد خالد، "سائق": لكى أدخل المنصورة من طريق ميت غمر، كان لا بد أن أتجه إلى طريق السنبلاوين، وأول دوران بعد نحو ٥ كيلومترات، وفى منطقة مزدحمة بالسيارات من كلا الجانبين، وأضاف: كنت أقطع الطريق من ميت غمر للمنصورة بسيارتى الميكروباص، ولا أخاف إلا من دخلة المنصورة، نتعطل فيها بقدر مشوار ميت غمر، وأشار إلى أن بعض السائقين، خاصة فى القرى القريبة من المنصورة، عندما لا يرون ضباط المرور فى المنطقة، كانوا يسيرون فى الاتجاه العكسى، مما كان يتسبب فى كثير من الحوادث، وكنا نخشى هذه المنطقة، سواء فى الدخول أو الخروج.
يقول محمد حمدى "طالب": منطقة سندوب كانت تمثل أزمة كبيرة لنا كطلبة خاصة فى أيام الامتحانات، فأنا من ميت غمر وعلشان أضمن الوصول لقاعة الامتحان فى الوقت المحدد كنت بضطر أخرج من بيتى بعد الفجر، لكن بعد تشييد هذا الكوبرى لم نعد مجبرين على هذا، فشكراً لقواتنا المسلحة والتى ستظل بصماتها خالدة لأبد الدهر فى كل المجالات، لأن ثقة الشعب فيهم كبيرة لاتقانهم العمل واخراجه فى أبهى صوره، ويعد كوبرى سندوب الجديد بالدقهلية إنجازا جديدا لقواتنا المسلحة من أجل حل مشكلة الازدحام المرورى بالمنطقة بعد 15 سنة من اقتراح المشروع.
ويرى محمد عبدالله عبد الرزاق أن كوبرى سندوب يعتبر من أهم وأعظم انجازات الدقهلية فى هذا العام، لأن منطقة سندوب وهى مدخل مدينة المنصورة كانت مليئة بالسيارات ومزدحمة جداً لأن تلك المنطقة متفرع منها أربع مداخل، مدخل من اتجاه ميت غمر، ومدخل ن اتجاه السنبلاوين، ومدخل الكوبرى القديم، ومدخل مدينة المنصورة، فضلا عن مزلقان القطار، وأضاف: الواحد كان بيتشاهد لما يخرج من سندوب، وكنت بقول دايماً أن المنطقة دى محتاجة ٢٠ عسكرى مرورعلشان يقدروا يسيطروا عليها، لكن بصراحة بوجود الكوبرى ده الأمور أصبحت سهلة جداً، وتابع أنا شايف أن الفرق بين وجود الكوبرى وعدمه زى البيت اللى كان بينوروه بالشموع وفجأه وصلوا له كهربا، فرق كبير جداً وسيولة مرورية رهيبة، وأنا عن نفسى موش هقول إلا جملة واحدة " شكراً لكل من ساهم فى هذا المشروع وربنا يجعله فى ميزان حسناته".
وقال محمد حامد "ضابط بإدارة مرور الدقهلية": منطقة سندوب كانت صعبة جداً، وازدادت صعوبة خلال تشييد هذا الانجاز، بالفعل كان بناء الكوبرى معادلة صعبة لنا، ولكننا تعاملنا معها بالشكل الأمثل قدر المستطاع، على مدار عامين لنسيطر على التكدس أوقات الذروة وتم تكثيف التواجد لضباط وأفراد من إدارة المرور بتلك المنطقة من أجل تسهيل الحركة، وتزويد المحور بعلامات مرورية والمخارج والمحاور كى تسهل على القادمين من خارج المحافظة الدخول أو الخروج دون المرور بمدينة المنصورة، وتم تشغيل خطوط جديدة لتيسير حركة المرور، مؤكداً على أهمية هذا الكوبرى الذى قضى نهائياً على الكثافة المرورية داخل مدينة المنصورة.
ويقول محمود مجر أمين الحزب العربى الناصرى بالدقهلية، بكل المقايس العلميه والحضاريه والهندسيه يعد كوبرى سندوب من أروع ما صوره خيال الفريق الهندسي المعماري، ومن أروع ما استطاعت الايدي الهندسيه والفنيه والعماله المصريه الوطنيه أن تحول هذا الخيال الهندسي إلي واقع علي االارض، فهذا الكوبرى عالج تماماً الشلل المرورى في هذه المنطقة، حركة سهولة تيسيرمرور المواصلات الربط بين عدة طرق وعدة بلدان من محافظة الدقهليه وكذلك إلي عدة محافظات، وأكد مجر أن هذا الانجاز دليل قاطع علي عظمة الهيئة الهندسية بالجيش المصري العظيم الذي أقام هذا الصرح العظيم، وأضاف مجر: علي الرغم من أهميته الكبري في حل معضلة ومشكلة المواصلات بالمنصوره إلا أنه يعد تحفه معماريه جميله تشد اعجاب الملايين، وهذا ليس بغريب علي قدرات وامكانات الجيش المصريه العلميه وما يقوم به من مشروعات استراتيجيه كبري.