بعد اندثار مهنة السجاد اليدوى ونول النسيج بمختلف محافظات صعيد مصر رغم كونها من أهم الحرف اليدوية البسيطة والتى تعتبر جزء اساسي من التراث المصري بمختلف العصور تبقى المحاولات الفردية من بعض الشباب والمهتمين بتلك الصناعات هى طاقة النور التى تضئ حلم اعادتها وتطويرها بالشكل الامثل طبقا لاحتياجات السوق المحلى والاجنبى خاصة بعد الاهمال الحكومى ازاء دعم تلك الصناعات والورش الصغيرة مما دعى محمود فوزى حافظ يتنقل من مسقط رأسه بمركز أخميم بسوهاج للسفر الى بنى سويف محاولا نقل خبراته وما تعلمه منذ التحاقه للعمل بمهنة نول النسيج منذ 15 عاما ليحث شباب وفتيات بنى سويف على اعادة المهنة لسابق عهدها القديم .
المهنة المندثرة ببنى سويف وبمحافظات الوجه البحري باختلاف كبير عن محافظة سوهاج تواجهها العديد من الصعوبات ازاء تعميمها ونشرها بالمحافظة خاصة بعد الاقبال الضعيف من الشباب على تعلم المهنة وفنونها وقلة عدد العمالة ناهيك عن عدم وجود مصانع او ورش فنية بالمحافظة .
وتمتاز صناعة نول النسيج باستخدامها لنبات القطن المصري بكثرة ومن أهم منتجاتها أطقم المفارش والكليمات والشلل والكوفيات والكروهات وتشكل الاسعار جزء هام بتلك الصناعة لكونها مناسبة للمواطن البسيط ويشهد سوق بيع تلك المنتجات معدل طلب جيد خلال الفترة الماضية بجانب زيادة معدل الاستهلاك خاصة لميزة تلك المنتجات بالشكل الجمالى ومناسبتها لجميع فئات المجتمع بمختلف مراحله السنية .
وتختلف صناعة نول النسيج اختلافا كليا عن صناعة النسيج اليدوى التى تشتهر بصناعتها قرية الشناوية بمركز ناصر ببنى سويف والتى تنحصر فى صناعة السجاد او الكليم اليدوى فقط والتى كان يبلغ عدد مصانعها ما يقرب من 400 مصنع قد تم اغلاقهم منذ سنوات بعد اهمال الدولة لتلك المهنة .
وتشهد بنى سويف بعض الجهود الذاتية من قبل بعض الجمعيات الاهلية ومنظمات المجتمع المدنى للنهوض بالصناعات القديمة واحياءها واعادتها للنور الا ان تلك الجهود مازلت تحاول اثبات قدرتها خاصة بعد التطور التكنولوجى الهائل وعدم اهتمام الحكومة بدعم تلك الصناعات التراثية والبدائية .
وتمنى المواطن السوهاجى دعم الحكومة لتلك الحرف الصغيرة واتخاذ اجراءات حاسمة ضد استغلال التجار لسوق القطن المصرى وتوفير المواد الخام اللازمة للصناعة بجانب فتح اسواق خارجية لتسويق المنتجات المصرية مما يمكن من توفير العملة الصعبة وفتح ورش ومصانع صغيرة بمصر لزيادة الإنتاج وبذلك نضمن الحفاظ على التراث المصري من الاندثار، واستمرار المهنة لأجيال عديدة.