"البعيد عن العين بعيد عن القلب" تلخص هذه المقولة حال أهالي قرية علي حمودة الواقعة شرق النيل والتابعة إداريا للوحدة المحلية لقرية أشمنت مركز ناصر، محافظة بنى سويف هذه القرية التي تعاني إهمالا غير مسبوق من قبل الأجهزة الحكومية، فمياه القرية يلوثها مرور الخط أسفل المقابر ووحدتها الصحية تكاد تكون مغلقة طول الوقت وحيزها العمراني ضاق علي أهله دون تدخل لتخصيص جزء من الظهير الصحراوي لعمل توسعات عمرانية ومحول الكهرباء الموجود بها مرت عليه السنين حتي بات غير قادر علي التحمل، وشبابها يعانون بطالة وفقر لا يحتمل يستوجب ضرورة التدخل السريع.
بداية قال صابر عبد العظيم، رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلي بعلي حمودة: إنه هناك مشكلات بخصوص الكهرباء، حيث أن القرية ازداد عدد مساكنها بالتزامن مع زيادة عدد السكان، واصبحت المحولات الموجودة جهدها ضعيف حيث أنها قديمة ومتهالكة، وكذلك تحتاج القرية إلي تدعيم لأعمدة الإنارة بالمناطق السكنية الجديدة، ولمبات لإنارة الشوارع الرئيسية والأماكن العامة.
وأضاف أنه يوجد مشاكل بمياه الشرب، حيث أن المياه تأتي إلي القرية ملوثة بسبب مرو خط المياه القادم من محطة مياه الشرب إلي القرية تحت المدافن، مما ينقل معه الأتربة والملوثات ورفات الموتي، وتم المطالبة بتغيير الخط أكثر من مرة وتعديل مساره، وبالفعل وعد المستشار محمد سليم محافظ بني سويف السابق بالإستجابة لطلبنا، لكن دون جدوي حرصا علي حياة وسلامة المواطنين، بل الذي يزيد الطين بلة هو الانقطاع المستمر للمياه مما يحول حياة المواطنين إلي جحيم.
وأكد المحامي سمير جمال، عضو مجلس ادارة جمعية تنمية المجتمع بالقرية أنه أهالي القرية يعانون بسبب تردي مستوي الخدمات الصحية حيث لا توجد بالوحدة الصحية القروية سجلات قيد المواليد والوفيات والتطعيمات الخاصة بالأطفال والأمهات، مما يضطر الأهالي للذهاب إلي قرية جزيرة ابو صالح المجاورة لإعطاء التطعيمات للأطفال والسيدات،مشيرا إلي أن طبيب الوحدة دوما متغيب عن العمل وإن حضر لا يستمر بقائه ساعتين أو ثلاثة فقط، ومن ثم يضطر الأهالي إلي الانتقال في حالة الإصابة لأي مكروه إلي ليلا نهارا إلي المسشفي العام ببني سويف، مما يكبد رب الأسرة نفقات انتقال تفوق طاقته.
وأوضح أن القرية تعاني أيضا أرتفاع نسبة البطالة بين أهالي القرية، خاصة بعد عودة عشرات من الشباب إلي القرية بعد توقف أعمالهم في المحاجر التي كانوا يعملون فيها بتكسير الأحجار، لكن أعمال العاصمة الإدارية الجديدة أوقفت العمل بهذه المحاجر، والآن الشباب يعيشون في القرية متعطلين يبحثون عن فرص عمل بديلة بلا جدوي.
وأفاد عبدالباسط بركات، مأذون القرية، أنه يوجد مشكلات في النواحي البيئية،مما يتطلب إنشاء سور علي المدافن المجاورة للقرية، حيث أن المدافن مجاورة وملاصقة للمنازل، ويقوم الأهالي بإلقاء القمامة إلي جوارها، خاصة مع عدم وجود دور واضح للوحدة المحلية في جمع ونقل القمامة، مطالبا بضرورة العمل علي تخصيص أرض لعمل جبانة للمسلمين بالظهير الصحراوي للقرية لخدمة أهالي بندر ناصر (بوش والشناوية والزيتون)، خاصة أن المناطق الموجودة حاليا لا يوجد بها أماكن لعمل مدافن.
فيما أشار ضياء محمد صابر، محاسب، إلي أهمية تخصيص مساحة من الأراضي الصحراوية المجاورة للقرية حتي يتمكن الشباب من عمل منازل لهم، وتوصيل الخدمات من كهرباء ومياه إليها، لضيق الأماكن بالقرية وإرتفاع عدد السكان، فضلا عن أن القرية في حاجة إلي تدخل السيد المحافظ لإرسال سيارات المواد الغذائية التابعة للجيش، وكذلك لمنطقة علي حمودة وجزيرة ابو صالح نظرا لتدني المستوي الاقتصادي وبعد القرية عن المحافظة.
وبعرض الأمر علي المحاسب خالد عويس, رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة ناصر، قال:قام أهالى قرية علي حمودة ببناء المقابر أعلى مواسير المياه بعد تركيبها، وأن هناك اهتمام واضح بالقرية علي عكس ما يقال، وأنه منذ ما يقرب من اسبوعين كان هناك لجنة من الصحة بالقرية، ويتم تحويل المقصر للتحقيق وبالنسبة للتطعيمات القرية لايوجد بها مكتب صحة، لذلك فهى موزعة على جزيرة ابوصالح وهى القرية الأم.
وأضاف أنه جارى توريد مستلزمات الإنارة، وفور ورودها سوف يتم التركيب، وأنه جاري معاينة مخر المياه الموجود بالقرية.