و كأن مس شيطانى نزع الرحمة من قلبه ، أو ربما أصابه بجرعة كهرباء عالية بالمخ أثرت على قواه العقلية .
هو طبيب أطفال بمستشفى المطرية لجأت إليه أم مكلومة بعد أن أعياها البحث عن مستشفى تقبل طفلها الرضيع ، الذى يُحسب عمره بالأيام ، فالطفل حتى لم يكمل شهره الأول ، و يعانى من مرض عضال بالكاد يتحمله جسده الصغير و هو إرتشاح بالمخ .
بدأت قصة الأم العشرينية مع المستشفى ذاتها منذ اللحظات الأولى لآلام الولادة ، حيث أنجبت طفليها هناك ، ولد و بنت مبتسران غير مكتملى النمو ، و بقاءهما خارج الحضّانات يعرض حياتهما للخطر ، بالفعل تم وضعهما لمدة 23 يوم بالحضّانة ، و بعدها أصبحت الطفلة الصغيرة معافة و جاهزة للخروج من المستشفى ، أما الطفل فكان يعانى من تجمع سوائل حول المخ أو ما يعرف بالإرتشاح و يجب سحب هذه السوائل بشكل يومى و لا يمكن أن يغادر الحضّانة فى الوقت الحالى .
لكن و كالعادة يكمن الشيطان فى التفاصيل ، فقد أقنعت دكتورة هويدا الأم بأن طفليها بأتم صحة و عليها أن تغادر المستشفى ، لم تشك الأم لحظة فى كلام الدكتورة و نفذته حرفياً ، لتفاجأ بإبنها لا يتحرك و لا يسجيب لأى شئ حوله ، حتى الرضاعة فلم يصرخ كغيره من الأطفال معلنناً عن جوعه ، مرت ساعات ثقيلة على الأم لا تدرى ماذا تفعل .
حتى هداها أحد معارفها للتواصل مع صفحة " أطفال مفقودة " على الفيس بووك ، و تلقى رامى الجبالى أدمن الصفحة إستغاثة الأم مساء الخميس الماضى و بدأ معها رحلة البحث عن مستشفى تعالج إبنها ، حيث جاء الرحلة على لسان رامى قائلاً : " أم حالها يصعب علي اي انسان عنده قلب .. ربنا رزقها بتوأم ولد و بنت ولدت في مستشفي المطرية و لكن للاسف الأطفال محتاجة تكون في حضانة ... الأطفال قعدت في الحضانة ٢٣ يوم .. البنت حالتها أصبحت تسمح بخروجها و لكن للأسف الطفل عنده إرتشاح في المخ و بيحتاج بذل و لكنهم في المستشفي قالوا للأم في اليوم ال ٢٣ أن الاطفال خلاص جاهزة تخرج من المستشفي بالرغم من أن الطفل رأسه من فوق مفتوحه و لازم يحصل عمليه شفط للمياه من راسه كل يوم.
الأم ست غلبانه مضوها علي الخروج و أخدت طفلها المريض و طفلتها اللي عمرهم ٢٣ يوم و خرجت للشارع ... الأم فوجئت ان الطفل بعد ما إستلمته و خرجت بيه للشارع علي رجليها مش راضي يرضع و تقريبا مش بيتحرك لمده ٤ ساعات من خروجه.
مش عارفه تعمل ايه و لا تروح فين .... تواصلت معانا بعد ما ناس طيبين قالولها علينا بتطلب مننا نقولها تعمل ايه.. روحنا لها و قولنالها تتصل ب ١٦٠٠٠ خط نجده الطفل وأحنا معاها تحكي لهم علي الوضع بالكامل و للأمانة رد علينا شاب محترم بجد إسمه فهد و وجهنا إننا نروح علي مستشفي التأمين الصحي في مدينه نصر عشان يعتنوا بالطفل.
أخدنا الأم و الطفل و روحنا علي مستشفي التأمين الصحي في مدينه نصر و بصراحة الدكتور إتعامل معانا بمنتهي الاحترام ... بس اتخض و قال لنا الطفل ده إزاي مش في حضانه ده حالته صعبه جدا و إزاي انتوا بيه في الشارع ... قولنا له أن مستشفي المطريه هي اللي أمرت بخروجه من المستشفي ... الدكتور قعد يقول حسبي الله و نعم الوكيل ... و قال لنا لازم نعمل تحليل دم برضو عشان نتأكد من حالة الطفل.
ظهرت نتيجه التحليل و الدكتور جاله صدمه ... قال لنا الطفل ده لازم يروح حضانه و يكون فيها عزل فورا ... عشان الطفل عنده حاجه مش مظبوطة و شاكك في وجود فيروس او بيكتيريا تقريبا في الدم.
سألنا نروح فين ... قال إتصلوا إسألوا علي رقم ١٣٧ ... للاسف موصلناش لحاجة من الإتصال و بدأنا رحلة البحث عن مستشفي فيها مكان للطفل ... كل ما ندخل مستشفي يشوفوا حالة الطفل و تحاليله يرفضوه و يقولوا معندناش عزل.
روحنا مستشفي العربي و مستشفي قصادها في نفس الشارع و روحنا مستشفي الدمرداش و غيرهم كتير ... و ٦ ساعات في الشارع بالليل بندور ... و كل مستشفي ندخلها يقولوا لنا انتوا ازاي ماشيين بيه في الشارع ده لازم يتحجز في مستشفي... نقول لهم طيب خدوه لحد ما نلاقي مكان في حته يقولوا آسفين مفيش مكان !!
وأخيراً ... قررنا الساعه ٥ الصبح نرجع مستشفي المطريه اللي كتبوله خروج مره تانيه و هما يتصرفوا " .
و يكمل رامى "دخلنا المستشفي و قابلنا اثنين دكاترة محترمين و عارفين حالة الطفل تعاملوا معانا بمنتهي الذوق و الأدب ... إستغربوا لما شافوها ... ولما إبتدينا نقول لهم علي التحاليل اللي عملناها و شافوها بنفسهم قالوا لها انتي خرجتي إزاي و مين خرجك !!
قولنا لهم دكتورة هويدا قالت لوالدة الأطفال أنهم خلاص كويسين و عملتلها خروج ... إستغربوا كلامها و بدأوا يبحثوا في الورق عن ورقة خروجها ... و سابونا و مشيوا و رجعوا بدكتور جديد.
دكتور مينا ... داخل علينا و مُصر أنها هربت ... و هي تقوله والله ما هربت و ههرب ليه ... و عمالة تقوله إسأل فلان و إسأل الأمن و إسأل مدام هويدا ... مفيش الراجل مُصر انها هربت ...لما أتأكد أن المستشفي اللي صرفتها... فجأه الكلام تحول من أنتِ هربتي ليه ... لإنتِ ليه مجبتيش المضاد الحيوي !! الأم بترد و تحكي انها جابت اللي طلبوه يقولها متلفيش و تدوري ... تلف و تدور ليه ... في إيه ... هنا تدخلت أنا لإن الدكتور بقي صوته عالي و إسلوبه مستفذ ... طلبت منه يتكلم بهدوء ... الأم تعبانة و خايفة علي إبنها ... و مهربتش ... و مش محتاجة تهرب ... ليه الاسلوب ده ... و إننا بقالنا ٦ ساعات في الشوارع بنلف بالطفل .
و هددنا بإنه هيحبسنا و هينادي لنا الأمن عشان عمه لواء في مستشفي الجلاء في الجيش ... قولنا له إحبسنا و بنتحداك ... لاننا أصحاب حق.
الحمد لله قبلوا الطفل ... و الطفل حالياً في المستشفي ... بس الدكتور ده محتاجين نوجهله هو واللي زيه رساله : يا دكتور ... عمك لو لواء بجد لازم يتبرأ منك ... لانه ميقبلش ان إبن أخوه يهدد المجتمع بالحبس لمجرد ان عمه لواء جيش ... و إحنا واثقين إن اللي زيك ... مكانه مش مستشفي أطفال ... إنت مكانك في مزبلة التاريخ مع كل واحد فاكر انه يقدر ييجي علي الغلابه في الدنيا ... صدقنا حقنا هناخده في الدنيا و في الآخرة.
و رسالة لوزير الصحة و مدير المستشفي و لكل من يهمه الامر ... إرحموا المرضي من أمثال هؤلاء ... بسبب الدكتور ده واللي زيه الطفل ده معرض للخطر ... بسبب الدكتور ده صورتكم هتتشوه ... تخلصوا من أشباه البشر اللي بجد معندهاش شفقه و لا رحمه ... طهروا مستشفياتكم من هؤلاء ... إحنا مؤمنين برساله الدكتور و المهندس و حتي الانسان البسيط اللي لازم يكون له دور مهم للمجتمع من حواليه ... و مؤمنين ان الدكتور ده مكانه مش في وسط الناس المحترمه اللي حلفت يمين انها تساعد كل مريض.
و عن سبب تصوير الفيديو يقول رامى : " إحنا قررنا نصور بعد لف ٦ ساعات في المستشفيات لإننا خوفنا يرفضوا دخول الطفل الحضانة ... كنا عاوزين نضمن حق الطفل بعد ساعات بندور علي حضانة بدون نتيجة ... كل الدكاترة و المستشفيات اللي دخلناها قالوا لنا إن خروج الطفل من مستشفي المطرية جريمه ... فلما قررنا نرجع لمستشفي المطرية اللي كتبتله خروج كان لازم نوثق اللي هيحصل بالصوت و الصوره عشان حقه ميضيعش" .