برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، يواصل الأزهر الشريف عقد لقاءات الحوار المجتمعي مع الشباب في مختلف المحافظات، حيث نظم اليوم حوار مجتمعيا بمحافظة سوهاج.
حضر لقاء اليوم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، والدكتور صفامحمودالسيد رئيس جامعة سوهاج، واللواء مصطفي مقبل مدير أمن سوهاج ، والأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشاة والمراغة .
وتناول اللقاء كيفية الارتقاء بدور الشباب ودور التعليم في تنمية قدراتهم ، وكيفية مواجهة التحديات التي تواجه الوطن خلال تلك المرحلة خاصة الأفكار التي تحاول اختطاف الشباب وتوجيههم نحو فكر العنف والتطرف وإبعادهم عن المساهمة في الجهود التي تبذل لنهضة الوطن.
وأكد المشاركون في الحوار ضرورة العمل من أجل مستقبل الشباب، وأن تكون" لدينا الثقة الكاملة في قدرتهم على صناعة المستقبل بقوة إرادتهم وعزيمتهم".
مشددين على ضرورة وضع مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني رؤية مستقبلية لدور الشباب خلال تلك المرحلة حتي يحقق الشباب ما هو منشود من خلال فهم الواقع والتركيز على الاهتمام بقضية التعليم.
وقال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر إن هذا اللقاء للحوار مع الشباب والاستماع إليهم، وتساءل عن المسئول عن تشويه الفكر الإسلامي ؟ .
وقال الجماعات المتطرفة هى المسئولة عن ذلك، حيث تحاول السيطرة على الشباب من خلال تشويه مصطلحات مثل الخلافة لتبرير أفعالها الإرهابية ، كما يستخدمون مصطلح الجهاد كما فعل قاتل السفير الروسي الذي ردد عبارات أكثر إيلاما من القتل ، وهذا دليل على استغلال تلك المفاهيم وتشويهها " فالرسول منع الاعتداء على السفراء والآمنين و أمر بقتل مسلم قتل غير مسلم غيلة ".
مؤكدا أن الأزهر الشريف شدد مرارا وتكرارا على أن الخلافة ليست نظاما ملزما للحكم والشريعة الإسلامية تحوي كافة الأنظمة، والجهاد شرع لردع الاعتداء على البلاد الإسلامية لا احتلال الدول ومحاربتهم، والجهاد لا يكون لجماعات ولا أفراد وإنما تنظمه الدول .
وأوضح وكيل الأزهر أن الإعلام يتحمل مسئوليته عن تشويه تلك المفاهيم عن طريق ترديد المصطلحات التي يرددها الإرهابيون ومحاولة نسبتها للدين الإسلاميوكأنه يعطى مسوغا لهجوم على الإسلام .
وأكد عباس شومان أن الأزهر يدرس به أكثر من 40 ألف طالب من دول العالم المختلفة، ولم يثبت يوما أنه خرج من يحمل فكر العنف والتطرف ومن يقول غير ذلك فهو مدلس، موضحا أن الأزهر والإعلام والثقافة والكنيسة كلهم مسئولون عن تصحيح تلك المفاهيم وحماية الشباب حتي لا ينخرطوا في فكرالجماعات التي خرجت بفكرها عن الشرائع والأعراف الإنسانية.
وقال وكيل الأزهر إن نجاح الحوار المجتمعي مرهون بتضافر كافة المؤسسات الإعلامية والثقافية والشبابية مع الأزهر والكنيسة والأوقاف لبث خطابي ثقافي وفكري قادر على تصحيح كثير من الأفكار والرؤي الخاصة بالإبداع والحرية وكافة المعارف التي تبني ثقافة الشباب.
كما أكد أهمية دور الإعلام وتأثيره على عقل الشباب، فالإعلام يسطيع أن يقدم الكثير وعلى القائمين عليه المشاركة الفاعلة خاصة في هذه المرحلة المهمة التي تسهم كثيرا في تكوين فكر الشباب، فالكلمة أمانه ولها خطر شديد، وقد تلقي بصاحبها في مشاكل كثيرة ويكفي أنها تغضب الله إذا تسببت في إيذاء أي انسان .
وأشار إلى أن الأزهر أعد منهجا دراسيا يحمل اسم مادة الثقافةتحوي كافة القضايا الفكرية التي تحمي الشباب يتم تدريسها بجامعة الأزهر ونأمل أن يتم تعميمها في كافة المجتمعات وتصلح للتدريس لكافة العقائد .
وقال الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، إن الحوار وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية ، مؤكدا أن شباب مصر ليس مهمشا كما يحاول البعض الترويج لذلك، مطالبا بضرورة التحرر من الأفكار الجامدة وأن نعمل على اطلاق الأفكار للإبداع ونساعد الشباب على تقديم أفكارهم واختراعاتهم وتبنيها .
وأجاب محافظ سوهاج عن دور الدولة في مواجهة ارتفاع الأسعار وجشع التجار قائلا : إن الغلاء مشكلة عامة، خاصة في ظل وجود جشع من قبل بعض التجار،" لكننا نعمل على محورين الأول توفير المواد والثاني المتابعة والرقابة والأمن يقوم بدور كبير يوميا في مواجهة جشع التجار من خلال الحملات اليومية بالتعاون مع التموين" .
وطالب الدكتور صفا رئيس جامعة سوهاج ، بوضع رؤية حقيقية لمستقبل الشباب، وعدم التشكيك في انتمائتهم لوطنهم، وأن نركز على تحقيق العدالة والانتماء للوطن وغرس القيم الأخلاقية ، مشيرا إلى أن أفضل شيء ندعم به مستقبل الشباب هو محاربة الفساد ، وعدم تهميشهم والقضاء على المحسوبية والوساطة لمنح الشباب الثقة الكاملة في قدرتهم على الارتقاء بمكانتهم من خلال قدراتهم .
وأضاف خلال إجابته على أسئلة الشباب أن الجامعة تطبق أحدث طرق التعليم، وهناك مقترحات جديدة سنطبقها خلال السنوات المقبلة.
وقال الأنبا باخوم إنه سعيد بعقد تلك اللقاءات التي تجمع الشباب من أجل وضع رؤية مستقبلية لمستقبل الوطن ، مؤكدا أن محبة الوطن تجري في عروقنا من خلال وحدتنا الوطنية وحسن الجوار فيما بيننا .
وأضاف أن مصر باركها الأنبياء فكيف لا نسعد بالانتمتاء لها وكيف لا نخدمها ونرفع رايتها عاليا في كافة المحافل، مصر فضلها علينا كبير ويجب أن نعمل على تنميتها ، وأن لا نسمح لأحد ان يفرق بيننا.
وعن الهجوم على رجال الدين ومحاولة إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين أجاب الأنبا باخوم: إننا في مصر يجب ان نقدر ونحترم رجال وعلماء الدين مسلمين ومسيحيين لأن لهم فضل كبير في التوجيه والإرشاد وحماية الشباب من الوقوع في براثن الأفكار الهدامة ، وأشار إلى أن الإسلام ينادي بالمودة والمسيحية بالمحبة .
وقال اللواء مصطفي مقبل مدير أمن سوهاجمقبل إن أجهزة الشرطة ليست بمعزل عن المجتمع أوالمشاركة في الحوارات من أجل الاقتراب من الشباب بصفة خاصة، مؤكدا احترام الشرطة لكافة أفراد الوطن ونعاهدهم أن نعمل على تحقيق الأمن والأمان ، فالأمان الاجتماعي مسئولية الجميع.