الأنشطة الثقافية إحدى الفاعليات المهمة في الحفاظ على التراث والثقافة وقد تعددت محاور هذه الأنشطة طوال الشهور الماضية داخل قصر ثقافة المحلة مابين امسيات ادبية وندوات ثقافية ومناقشات بحثية لقضايا الامة فقد عقد القصر ندوة لمناقشة كتاب " مصر والإعجاز التاريخى فى القرآن الكريم " للباحث التاريخى والكاتب حسن على سليم .. رئيس مجلس ادارة جريدة انباء الدلتا وقد قام الاديب إيهاب الوردانى والشاعر السيد الحسينى بمناقشة الباحث وأدار المناقشة الشاعر الكبير مختار عيسى.
فى بداية الندوة تم الترحيب بالحضور وبدأ الباحث حسن سليم فى عرض مختصر عن اهم ما جاء بالكتاب حيث بين أن مؤلفه " مصر والإعجاز التاريخى فى القرآن الكريم " كان نتاج خمس سنوات من البحث والجهد موضحا ترتيب أوراق التاريخ المصري القديم من مفهوم المثقف المصري المسلم القارئ لتاريخ بلده لكسر أقلام الدخلاء ، وإبعاد أنوف المغامرين والحاقدين عن تشويه كل ما هو جميل ورائع في تاريخ مصرنا القديم ، وسحب علامات الفخار والمجد من بين أيدي المصرين وقام بتقديم (محاور وأبعاد فلسفية للتفكير في التاريخ) ، و التأملات والطرح والمناقشات في هذا الكتاب على حثّ أجيالنا الشابة على التفكير بعمق في تاريخنا القومي المجيد وتخليصه من عبث العابثين بسبب قلّة أو عدم وجود المصادر الأصلية لكتابة تاريخنا القومي القديم ؛ فإنه وجب الدفاع عن (مصر) وشرفها ومجدها بكل ما نستطيع من قوة ، وأقلها بالأوراق والأقلام مؤكدا ان تصحيح التاريخ المصري القديم أصبح اليوم مهمة نضالي
وبعد انتهاء الباحث من عرض ملخص مؤلفه قام الناقد الروائى المشهور ايهاب الوردانى بمناقشة الكتاب قائلا : بداية لابد أن اعترف لكم بإعجابي الشديد ودهشتي بالموضوع المطروح لأسباب عديدة اهمها عدم وجود المصادر الأصلية للاعتماد عليها في( الكتابة عن التاريخ ) و الدخول فى المناطق المحظورة (إعادة تفسير بعض آيات القرآن ) وان التاريخ المصري القديم (استذكاره وتصحيحه دون أدلة دامغة ) ومن ثم هي مغامرة بكل المقاييس قام بها الباحث مدفوعا بقوميته وعظمة بلده وتاريخها التليد المجيد ولا أخفى سرا إذا قلت نعم .. بعضنا يراوده هذا الإحساس .. إحساس الفخر لانتسابه لأمة لا تدانيها أمة في التاريخ القديم والحديث وقد نعجب من عجزنا وكسلنا وإيثار السلامة لتلقى تاريخنا من أعدائنا أو كما يقول باحثنا "أن الذي كتب تاريخنا غيرنا "
ويقينه أن ثمة صفحتين أولى بالبحث هما : الصفحة الأولى :عصر ما قبل التاريخ وبداية خلق سيدنا آدم وهبوطه على أرض مصر الصفحة الثانية :القصة الحقيقية لنشأه ودعوة الخليل إبراهيم عليه السلام فى مصر وبتأمل الصفحتين سيزداد يقينك أن المسألة ليست سهله ولا طيعة حتى في زمننا هذا زمن توافر المعلومات لحدوث الصدمة أو الاصطدام التاريخي والديني ...لماذا؟؟ لأنه لو ثبت هذا حقا لضرب مسلمات 1400 عام وأقصد هنا التفاسير والسير التي وصلتنا والتي هي بمثابة ثوابت لهذه الأمة وإن كنت لست معها ..أعنى أننى مع الاجتهاد والبحث والتنقيب وارتياد كل المناطق وإلا ماذا يعنى ..القرآن صالح لكل زمان ومكان أو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأسي كل مائة سنة من يجدد لها دينها " والتجديد هنا فى رأى المتواضع مسايرة الزمن فى التفقه فى الدين .. لان القرآن بقول الحق محفوظ "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "إذن نحن مع كتاب مشكل ..كتاب وضع البذرة الأولى في التنقيب دون وجل .. كتاب يبحر فى المسكوت عنه
واضاف الناقد ان كتاب (مصر والإعجاز التاريخي في القرآن الكريم ) احتوى على أربعة مباحث كل منها يصلح أن يكون كتابا خالصا ضمنها الباحث كتابه المبحث الأول : مصادر كتابه التاريخ المصري القديم المبحث الثاني: نظرية خلقه آدم من أرضه مصر المبحث الثالث: التكريم الإلهي لمصر المبحث الرابع : نشأة الخليل إبراهيم عليه السلام وظني ..أن الأقرب إلى العنوان الذي ارتضاه الباحث المبحث الثالث "التكريم الإلهي لمصر"
مره أخرى أقو ل أنا مع البحث والتنقيب والتجديد بشروط فمعلوماتي عن تاريخنا جد قليلة ..لكنه حظي الحسن الذي جعلني اليوم مناقشا أو على الأصح قارئا لهذا الكتاب ومرة أخرى أقول :أنا مع البحث والتنقيب والتجديد والقراءات المعاصرة بشروط الإقناع وعلى ما لا يخالف القرآن وصحيح السنة ومره أخرى أبدى إعجابي بهذه المغامرة ..لهذا الكتاب الملئ بالمعلومات والمسطر من مصادر شتى تدوخ فيها ومعها ومن ثم لا غنى عن قراءة الكتاب وتفحصه والاستمتاع به والتفكير فيه، فى بعض نقاطه المستفزة والمستوفزه.
وتابع الاديب الوردانى قائلا : أسئلة كثيرة يثيرها الكتاب وكنت أتمنى أن يبحثها عالم أثار مع عالم علوم شرعية لنتمكن من التبيين أكثر ومن الدقة نكون أقرب ومع ذلك أقول المبحثين الثالث والرابع بذل فيها الباحث مجهودا كبيرا من الجمع والفحص والتمحيص والاستدلال حتى انك تكاد تصدق أن مصر هي المقصودة وأن إبراهيم خليل الله من ضمن الأسرة ال18 المصرية "هو قد يكون امنمأبت "أى الملك تحتمس الرابع الذى مات فى ريعان شبابه وتربى "امنمأبت" فى كنف عمه الملك" امنحوتب الثالث "الذي هو آزر فى القرآن وهنا لابد لنا من" وقفة" ليسمح لي الأستاذ حسن على سليم أن نعامله" كمحام" وهنا لا ننكر عليه دعواه وإنما نقول له "مستنداتك غير كافية "ولا تقر فى داخلنا الاعتقاد بالصواب، استدلالاتك يشوبها بعض التعسف أو عدم اليقين مثل قولك" الأساليب" التي جاءت عليها أقوال" إبراهيم عليه السلام "دائما نجده يستخدم كلمه "هو "(الذى خلقني فهو يهديني والذي هو يطعمني ويسقيني ) وفى الأنشودة والتي هي صحف إبراهيم تبدأ بكلمة " هو يقول " هذا التطابق غير كاف أو قولك : أليست مصر هي كما أطلق عليها من أسمائها (ما سار ) أي حصن كتب السماء كما جاء فى حديث أبوزر الغفاري "إن الله أرسل 10 صحائف على آدم 50 صحيفة على شيت و30 صحيفة على إدريس و10 صحائف على إبراهيم وأنزل التوراة على موسى وأنزل الإنجيل على عيسى والقرآن على محمد وعددها 104 كتاب هل يكفى إطلاق اسم "حصن كتب السماء" أي جميع الكتب نزلت فى مصر ؟!اليهود يطلقون على أنفسهم شعب الله المختار ..هللا هم حقا كذلك ؟؟او هل يكفيهم هذا أو قولك .. إبراهيم عليه السلام هو النبي الوحيد الذي ذكر فى القرآن انه سال ربه كيف يحي الموتى ومن ثم يعلم من ديانة قومه بالبعث بعد الممات هل يكفى هذا دليل يقيني على أن إبراهيم نشأ في مصر ؟!
واختتم الناقد الاديب كلمته بقوله. "نحن هنا أمام كتاب مغر شيق في قرآنه" صعب في تناوله "قيم في معلوماته" عميق في مداركه" على الرغم من أنه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الموضوع ولكن سبقته محاولات عدة وجميعها وقفت كما وقف كتابنا هذا، على إثارة الطرح والخوض في بحر التاريخ العميق وأخيرا لست مع كلمة إعداد على غلاف الكتاب فهذا يغمط المؤلف حقه .. فثمة منهج وثمة رؤية حتى لو اختلفنا معهما لذلك كنت أتمنى أن يكون تحقيقا وعندئذ يلزمه العودة إلى الأثريين وعلماء الدين وأساتذة الجغرافيا .. فتكون الفائدة أكبر والمنجز أوضح وشكرا لكم لإنصاتكم وشكرا للباحث على ما بذله من جهد ووقت وشكرا لأساتذتي الكرام .. وعام جديد لكل الأحبة.
عقدت الندوة تحت رعاية الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة و أحمد درويش رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا والأديب جابر سركيس مدير عام ثقافه الغربيه.
منسقا الندوة الشاعرة هناء جودة والشاعر عبدالهادي الشعراوى مشرف النادي محمد الكسبان.